"الفصل الثاني"
"رواية غَـــوثِـهِـمْ"يــا صـبـر أيـوب"
____________________يكشف النقشبندي عن حديثُ قلبي حين يبتهل قائلًا:
قصدتُكَ مِن كُلِّ الجهاتِ مُناديًا
أجِرني مِن القيدِ الذي شَدَّ مِعصمي
أعِدني لنفسِي كم تغربتُ حائرًا!
____________________يُشبه الأمر في أكمله المتاهة، حيث أنتَ اللاعب الوحيد بها وعليك أن تحرز الطريق الصحيح للخروج منها، أو كأنها محطة قطارات وأنتَ تركض لاهثًا لتدخل القطار، ثم تتفاجأ بحقيقةٍ كما الصفعة على صحفة وجهك، أن الطريق الذي أحرزته كان خائنًا، وأن القطار الذي اختارته خاطئًا.
في حارة "العطار"
كانت المنطقة بأكملها تراقب "سعد" داخل المحل و كلٍ من "بيشوي" و "أيهم" يلقنه الدرس بطريقته الخاصة، حيث تم تدمير المكان بكافة محتوياته، على الرغم من العنف الذي تعامل به كليهما، إلا أن تلك هي الطريقة التي يستحقها ذلك الخائن.تنهد "أيوب" بضجرٍ فوجد شابًا يقترب منه بلهفةٍ ينطق بقلقٍ عليهم:
_حصل إيه يا "أيوب" ؟؟ انتم كويسين ؟؟ فيه حاجة ؟؟.
انتبه له "أيوب" فالتفت له يربت على كتفه ناطقًا بنبرةٍ هادئة:
_متقلقش يا "تيام" كل حاجة زي الفل، هما بس بيدردشوا معاه بكلمتين وخارجين تاني.
أشرأب "تيام" برأسه يطالع الوضع بالداخل ثم أعاد رأسه من جديد يقول بتشفٍ:
_لأ وهو ابن حلال يستاهل كل خير بصراحة، خليهم بس يعلوا صوتهم شوية علشان محدش سامع.
فور انتهاء جملته، رفع "سعد" صوته من الداخل يتأوه بصراخٍ خاصةً حينما أمسك "أيهم" كفه يلويه للخلف ضاغطًا على أنامله وهو يتحدث من بين أسنانها بنبرةٍ أعربت عن غله من ذلك القذر:
_إيدك دي لو فكرت بس بعد كدا تلعب بيها، قسمًا بربي لأكون قطعهالك حتة حتة، وافتكر مين هو "أيهم العطار" اللي ياما علم عليك، مفهوم ؟؟؟!
حرك "سعد" رأسه موافقًا، بينما "بيشوي" تحرك نحوه بخطواتٍ ثابتة دون عُجالة، ثم أخفض جسده ليصبح في نفس مستوى الأخر أرضًا، وبدون أن ينطق بكلمةٍ واحدة، مد يده يسحب هاتفه ثم أداره لكي يفتح ببصمة وجه "سعد" ثم قام بحذف كل شيءٍ بداخله، ثم وضع بصمته لكي تم التأكيد، وكان "سعد" حينذاك يرمقه بسخطٍ، فتحدث "بيشوي" بثباتٍ:
_أنا صبرت عليك كتير، بس كدا كفاية على اعصابي منك، صدقني لو فكرت بس تتعرض لأي واحدة تاني في حارة العطار أو عينك تترفع في بنت من بناتها أنا بنفسي هزفك ملط في الشارع ، وأنا ممكن أعملها عادي زي ماسبق وابويا عملها قبل كدا، لو ناسي افكرك يا "سِعدة".
ظهر الغل على نظرات "سعد" وهو يرمق "بيشوي" الذي فاجئه حينما ضرب الهاتف أرضًا حتى تكسر كُليًا، ثم نطق بعدها بحديثٍ قصده خبيثًا:
أنت تقرأ
غَوثِهِمْ "ياصبر أيوب" الجزءالأول بقلم شمس محمد
Aksiyonوكأن كل الطرق تؤدي إلى الهلاك وفقط وحده من يدلهم على النجاة ، تمثل الإنقاذ به ورشدت السفن ب دربه ، وحده فقط من يحمل صفتين معا وكأنه لتعطش روحهم "الغيث" ومن هلاك أنفسهم "الغوث" لنجد في النهاية الإجابة تتمثل في "غوثهم" منقولة للكاتبة شمس محمد بكري الن...