الفصل5 هل الانتصار في محله

17.5K 541 12
                                    

"الفصل الخامس"
"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
         
               "يــا صـبـر أيـوب"
        ___________________

مَوْلاي إنّي بِباك قدْ بسطتُّ يَدِي..
منْ لي أَلُوذُ بِهِ إلّاكَ يا سَندي.

_النقشبندي

اللهُمَّ صَلِّ وسَلِّم وبَارِكَ علىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ
___________________________

_بعدما كان يسرنا رؤياكم، اصبحنا نستسقل وجودكم ونتمنى أن لا نراكم، أنا من حسبتُ نفسي عزيزًا في دياركم، فوجدت نفسي مصونًا بكل مكانٍ إلاكم، ظننتُ أنني عليكم لن أهون، فصان الجميع عهده معي، وما خانني سواكم.

_لقد كُتِبَ عليه في ذلك العمر الصغير أن يختبر هذا الشعور البغيض وهو يرى أحن الناس عليه _أو من المفترض أن تكون هكذا_ والدته تتخلى عنه مقابل المال في صغر عمره وهو أكثر الناسِ حاجةً إليها، استمع "إياد" إلى الحوار الدائر بينهم منذ أن عرض خاله بيعه لهم مقابل المال، فسقطت زجاجة العصير من يده بغير قصد ليصلهم صوت التهشيم على الأرض ولم يختلف كثيرًا عن صوت التهشيم بداخل قلبه.

ركض "إياد" من المكانِ مُتجاهلًا ندائهم المتكرر باسمه حتى تقابل مع رفيقه "أبانوب" فلاحظ الاخر بكائه لذلك سأله بتعجبٍ تخالطه الدهشة:

_مالك يا "إياد" بتعيط كدا ليه ؟؟ عمو "أيهم" زعقلك؟

ارتمى على صديقه يعانقه، فحاوطه الأخر مُربتًا عليه ولم يفهم شيئًا غير أن صديقه يبكي بوجعٍ جعله يود البكاء هو الأخر، فيما استمر الثاني في البكاء حتى وصل له "أيهم" يركض خلفه وما إن رأه في عناق رفيقه، حينها تنفس الصعداء بعدما كان يلهث بقوةٍ ونفسٍ مُتقطعٍ، ثم مال بجسده للأمام يلتقط أنفاسه ويستند بكلا كفيه على ركبتيه.

لاحظه "أبانوب" فسأله بحيرةٍ:

_هو ماله يا عمو ؟؟ مين زعله، أنتَ ؟؟.

حرك رأسه نفيًا ثم اقترب منهما يفصل العناق بينهما وابنه يُطرق برأسه للأسفل يخفي عينيه عن أبيه، فيما رفع "أيهم" رأس الصغير يحدثه بثباتٍ:

_بتعيط ليه ؟؟ زعلان إنك هتكون معايا علطول؟؟ إحنا بنعمل كدا علشان تفضل معايا ومتسبنيش، عاوز تسيبني ؟؟

سأله "أيهم" بنبرةٍ مُحشرجة، فحرك الأخر رأسه نفيًا، حينها مسح والده على رأسه ووجهه ثم أجبر شفتيه على الابتسام وهو يقول:

_طب زعلان ليه؟؟ هنفضل مع بعض علطول.

رد عليه الأخر بسؤالٍ لم بتوقعه موجعًا بتلك الطريقة:

_يعني أنتَ مش هتعمل كدا أنتَ كمان؟؟

اتسعت عيناهُ بغير تصديق وهو يتفحص الصغير بنظراته، فيما انتظر "إياد" جوابه وهو ينظر له مُترقبًا جوابه، وما كان إلا عناقًا أبويًا خطفه فيه بين ذراعيه وهو يقول مؤكدًا كل حرفٍ ينطق به:

  غَوثِهِمْ "ياصبر أيوب" الجزءالأول بقلم شمس محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن