الفصل52 عصفورين بحجرٍ واحدٍ

13.4K 379 17
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثاني والخمسون"

                 "يــا صـبـر أيـوب"
         ____________________

النورأشرق فى الوجود جميل.
و الصبح للكسب الحلال سبيل.
يسعى العباد إذا أهل بنوره.
للرزق فى أمن به موصول.
و الصبح من آيات ربى خالقى.
و على وجود الله فهو دليل.
جعل الصباح لكدنا و لسعينا.
و السعي فى أضوائه مقبول.
نور الصباح على الوجود هدية للخلق.
حين يهدى الصبح اشراق سناه
يسكب الطل رحيقاً من نداه
موقذاً بالنور أجفان الحياة.

_"النقشبندي"
__________________________________

سبحان الخالق مقلب القلوب
الذي جعل قلبًا مثل قلبي زاهدًا يغدو لضوء قمرٍ عاشقًا
وسبحانه من جعل العَينِ تُطرف بها
ولم تقوى على النظر إلا لَها..
وسبحان مَن كتبَ للقلب الزُهدِ عن الحُب وكل ما سوى،
ليصبح عند عينيها مسحورًا وكأنه فيهما هَوىٰ،
فقلبي يُحدثني وبرغم كل كُربةٍ إنكِ عِند خُطاكِ داخل أرضنا ستكونين كما حلول الربيع،
فحتى وإن ذوقنا بالأمسِ المُر،
فمؤكد سيأتي نهارٌ نعيشه ونحنُ نحيا بِحلو الحياة…
فأنا مَعُكِ وإن كنتُ مَطروف العَينِ
أتساءل خطايا بدونك سترسى إلى أين؟.

  <"فُرصة ذهبية، لكني بشرتي تتحس من الذهب">

_لأ متقوليش كدا إحنا اللي آسفين بنيجي عليكِ ومخليين عينك وسط راسك، بس إن شاء الله مش هتتكرر تاني.

_إن شاء الله.

قالتها له بتوترٍ عجيب فيما لاحظ هو ذلك لذا فَجر قنبلته الأخيرة ضاربًا بكل القرارات عرض الحائط حين هتف بما لم يتوقعه أحدٌ حتى هي ذات نفسها:

_تتجوزيني يا "نِـهال" ؟؟.

اتسعت عيناها حتى أوشكتا على الخروج من محجريهما، وتثبتت حركة بؤبؤيها وفرغ فاهها بصدمةٍ كُبرى، جعلته يُضيف من جديد:

_طب فاضية علشان أجي أطلب إيدك ولا وراكِ تحضير؟.

طريقته الغريبة في تقديم عرضه وتوقيته الأغرب وكل شيءٍ يفعله هذا الشخص الغريب يبدو أنه فقد عقله أو ما شابه ذلك، هل يُعقل أن يتقدم للخِطبة هنا في المدرسة؟ وفي الصباح، من الأساس إذا كان في المساء أيضًا هل كان يُعقل، وقفت تحدث نفسها أمامه في حين أنه فقط ينتظر الجواب أو لربما نتيجة ما تفوه به العقاب؟

رفرفت بأهدابها كأنها تُجلي عينيها حتى تتأكد مما تراه وتمسعه، هذا العرض الغير متوقع بتاتًا منه في هذه اللحظة وقد لاحظ هو رد فعلها فاقترب منها خطوة أخرى يفصل المسافات بينهما وهو يسألها بثباتٍ:

_موافقة ولا لأ؟.

اندفعت تسأله بتعجبٍ شديد القوة حتى اتضح هذا في لهجتها:

_أستاذ "أيـهم" حضرتك واخد بالك بتقول إيه ؟ جواز إيه دا اللي حضرتك بتعرضه عليا ؟؟ أومال لو مش عارف اللي فيها بقى ؟ عن إذنك.

  غَوثِهِمْ &quot;ياصبر أيوب&quot; الجزءالأول بقلم شمس محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن