"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثالث والثمانون"
"يــا صـبـر أيـوب"
_____________________إِني بُلِيتُ بِأَرْبعٍ مَا سُلِّطُوا
إِلاَّ لأَجْلِ شَقَاوَتي وَعَنَائِيإِبْلِيْس والدُنْيَا ونَفْسِي وَالهَوَى
كيفَ الخََلاصُ وكُلُّهُم أَعْدَائِيإبْلِيْس يَسْلُكُ في طَرِيق مَهَالِكي
والنَّفْسُ تَأْمُرُني بِكُلِّ بَلائِيوأرَى الهَوَى تَدْعو إليه خَوَاطِري
في ظُلْمَة الشُبُهَاتِ وَالآراءِوزَخَارِفُ الدُنيا تَقُولُ أما تَرَى
حُسْنِيْ وفَخْرَ ملاَبِسِي وَبَهَائِي"مالك بن دينار"
__________________________________السلام عليك يا أيها الغريب،
يا من أصبحت في القلب بمقام كل حبيب..
أولًا قبل بداية الكلام دعني أطلب من المولىٰ لكَ الرحمة ولقلبك السلام، ومن غَيركَ يستحق من كل حروب الدنيا وشرورها أن ينعم بالسلام؟
ومن غيرك أدخل الدفء لصقيع أيامي وملأ دنياي بالسلام، سواك أنتَ يا من جيئت حاملًا بين كفوفك الخير لي ولقلبي وأنتَ وحدك فقط من بين كل الأنام..
أنا اليوم الطير وأنتَ الجناحان، فهيا بنا نطلب الحرية ونطير في كل الأوطان، ليس ضعفًا منَّا بل هربًا من حروب الدنيا وغوغاء النفس وضجيج رأسٍ أشبه بمدينةٍ سكنها الخوف
وحل فيها محل الأمان..
<"عاد الحق لأهلهِ، أيضيع حقٌ خلفه مُطالبٌ؟">رفع كفه يأخذ من الورقة أو ربما الحياة التي طُوت بين ورقة صغيرة قد تتسبب في عودة الروح مُجددًا، أمسك الورقة وأغمض عينيه كمن يحصل على نتيجة الاختبار المصيري، وحينها صوته الداخلي حثه على فعلها وفتح الورقة أخيرًا ليجد بها أخر ما توقعه، وجد بها عنوانًا واسمًا بدا له مُبهمين وقد رفع رأسه للمرأة بذهولٍ يسألها بنظراتهِ، فتنفست هي بعمقٍ وهتفت بنبرةٍ مُحشرجة:
_دا عنوانها يا بني، واسمها واسم جوزها.
أعاد بصره للورقة مُجددًا يطالع العنوان الذي جمده محله وشله مُجددًا وسألها بضياعٍ كمن أختلط عليه واقعه بأحلامهِ:
_العنوان فين؟ واسمها إيه الست دي؟.
تعجبت المرأة من عدم قدرته على القراءة رغم أنه ظهر بعكس هذه الصورة وأضافت من جديد تلقي بحديثها حائرةً:
_مكتوب عندك يا بني، حارة "العطار" الست اسمها "نجلاء" وجوزها اسمه "صبري الشامي" ربنا يرحمه، وابن عمك اسمه "تَـيام".
برق بعينيه للخارج فور وقوع الاسم بكافة بياناته عليه وحقًا أدرك أن الجهل في بعض الأحيان أرحم من معرفةٍ تتسبب في قلب الدنيا رأسًا على عقبٍ، أهذا هو ابن عمه؟ أين هو ومن هو وما هذا المكان الذي يجلس به؟ صدمة جمدته وكأنها سحبت منه الروح وجعلته جُثة هامدة فقط دون أن تمسها الروح، علا صوت نهيج صدره وجف حلقه وكأنه أصبح صحراء قاحلة ثم عاود النظر في الورقة مُجددًا ثم كرر الكُرة ورفع عينيه للمرأة التي رأفت بحالهِ وهي وأقتربت منه تمسح على كتفهِ وهي تقول بنبرةٍ باكية:
أنت تقرأ
غَوثِهِمْ "ياصبر أيوب" الجزءالأول بقلم شمس محمد
Actionوكأن كل الطرق تؤدي إلى الهلاك وفقط وحده من يدلهم على النجاة ، تمثل الإنقاذ به ورشدت السفن ب دربه ، وحده فقط من يحمل صفتين معا وكأنه لتعطش روحهم "الغيث" ومن هلاك أنفسهم "الغوث" لنجد في النهاية الإجابة تتمثل في "غوثهم" منقولة للكاتبة شمس محمد بكري الن...