الفصل13 ينطق الشهادة !!

15K 475 81
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثالث عشر"
 
              "يــا صـبـر أيـوب"
    _____________________

إلهي رجعتُ بذلِّ افتقاري .. بخوفي بضعفي بدمع انكسـاري.

رجعتُ أبوء إليك بسرّي ....وأنـت الــعليــمُ بكــــل السِّــرارِ.

رجعتُ لأشكو ذنوبَ الليالي ....وأشكو إليك ذنوبَ النــهـارِ.

_مقتبس.
____________________

ربما كان الأمر لكم عاديًا لكنه قلبي الذي تألم، ربما كانت حياتي لكم مثل اللُعبة لكنكم دمرتوها حينما ضغطوا عليها بكامل قوتكم، توقعت نفسي معكم كما الطير فوجدتني مكبل مثل الأسير، يؤسفني لنفسي خيانة العهد، فلا ودٍ لكم ولا وفاء بالوعد.

تلك الصدمة التي تشل حركة جسدك تجعلك مُكبل الأطراف كمن يود الطير بجناحين مَكسورين، تجعلك ترفرف بأهدابك لتتأكد إن كانت الرؤية حقيقة أم أنها مجرد أوهام، هكذا وقف "أيوب" أمام أبيه يطالعه بنظراتٍ مُتفرسة ثم سأله من جديد بدهشةٍ لازالت واضحة على ملامحه:

_بتقول مين ؟؟ الست "غالية" أخت أستاذ "فضل" ؟؟ ازاي ؟؟ يعني اللي كان هنا الصبح دا يبقى أخو "قمر" ؟؟

أكد "عبدالقادر" هذا بنظراته مومئًا من خلال حركة عينيه فسأله"أيوب" مندفعًا:

_طب ليه ؟؟ مقولتلوش ليه ؟؟ واحد زي دا جاي ميت علشان أمه وأخته، ليه يا حج ؟؟

كان حديثه مُعاتبًا وكأنه يلوم والده، فأرجع "عبدالقادر" ظهره للخلف ثم هتف بعدما تنفس بعمقٍ:

_علشان دا واحد متهور وباين شيطانه في عينيه، أقوله على مكانهم فيروح ليهم يعرف اللي حصل بالظبط، واللي أمه شافته بسببهم، يروح يضيع نفسه عليهم؟؟ أنا مش هخبيهم عنه، بس لازم يكون قصادي هنا، دول امانة في رقبتي هيسألني عليها "مصطفى الراوي" قدام ربنا، مقدرش يابني اضيع إبنه.

تنهد "أيوب" بعمقٍ بعدما تفهم حديث والده ورغبته في عدم الإفصاح ثم هتف بثباتٍ وهو يُطرق بإصبعه على الطاولة:

_بس هيعرف، لازم يعرف علشان باين عليه موجوع، رغم أني معرفش الحكاية ومش دا اللي يخصني، بس الوضع دا مش هيطول يا بابا، اسألني أنا عن اللي محتاج حضن أمه.

أطلق "عبدالقادر" نفسًا عميقًا ثم سأله بثباتٍ يواري خلفه خبثه فيما فهمه واستدله:

_لو أنتَ في فـ غرضك حاجة، أو حتى عاوز حاجة تعالى قولي دوغري علطول، أظن أنا أكتر واحد ممكن يسمعك وينفذلك طلبك.

رغم تعجب "أيوب" من حديث والده إلا أنه تصنع جهله بالأمر ثم حرك كتفيه يهتف بلامبالاةٍ سرعان ما تحول إلى سؤالٍ في اهتمام ٍ جليٍ:

_لأ مفيش أي حاجة عاوزها، بس عاوز أعرف حياة الراجل اللي كان هنا دا، ممكن يكون دا حصل فعلًا؟؟ عيلته عملوا كدا فيه وفي والدته ؟؟ وليه ؟؟.

  غَوثِهِمْ "ياصبر أيوب" الجزءالأول بقلم شمس محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن