الفصل79 ابن موت !!

10.7K 318 11
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل التاسع والسبعون"
      
                  "يــا صـبـر أيـوب"
      ________________________

من لي سواك إله الخلق يهديني
وفي طريق الهدى والنور يبقيني
يا واهب العفو هب لي منك مغفرة
إلى جنابك يا رباه تدنيني
الذنب عندي يا رباه يقتلني
والعفو عندك يا رباه يحييني
يامن يجود ولا تفني خزائنه
إني سألتك إحسانا لتعطيني

_"محمد الطوخي"
__________________________________

لِما لم يُفنىٰ العالم وتبقين فيه وحدكِ؟
لِما لم تسكت الألسنة وفقط حديثك من يبقى؟…
حسنًا على كلٍ قد أكون قد في بعض الأحوال وقحًا، أو في كل الأوقات متبجحًا؛ فدعيني أمام الجميع أخبرك أنكِ أنتِ كل الخير والأبقىٰ، ومن دونك ومن هُم وأين العالم ومَن مِن بعدكِ  الأبقى؟ فلا الناس ناسٌ في عيني ولا حتى يستحقون لمستوى جهلهم حبي لكِ أن أرقىٰ..
ومن جديد لا داعي للإكتراث بهم إن كانوا هُم في عيني لم يكونوا شيئًا وأنتِ فقط من وُجدتُ هنا لأجلها، ولأجلك فقط سأدوم وأبقى؛
وبالرغم أن لأجلكِ تُخان العهود وتُقام الحروب؛
إلا أن ضجيج الرأس لن يدوم ولن يبقىٰ، فيا سلام النفس من بعد حروبها دعيني فقط أنعم بمصادقة قلبكِ..
واتركيني بجانبه أبقى..

     <"لا تتخفى في قوتك الزائفة أيها الضعيف">

_يا شيخة تعبتي أمي، وقطعتي نفسي.

هتفها "تَـيام" وهي بين ذراعيه يُشدد ضمته لها فيما خجلت هي وسكتت عن الحديث وأرادت البكاء من فرط الخجل، هذا الغبي لم يدرك بعد أنها لأول مرة تتعامل مع أحد الرجال خارج بيتها ؟ لذا تركته ووقفت خلف "نِـهال" تحتمي فيها بخجلٍ تأجج مثل النيران في وجهها فيما هتفت الأخرى بنبرةٍ ضاحكة للاخر:

_معلش بنتنا خجولة حبتين تلاتة كدا.

ضحك "تَـيام" لها ثم خرج من جديد يقف مع البقية في الخارج وفي هذه اللحظة توقفت سيارة أمام هذا الحشد لينزل منها "سـامي" الذي ابتسم بسخريةٍ وهو يقول:

_مش معقول؟ أنا توقعت برضه إني آجي ألاقي حبايب كتير هنا بس لدرجة "عبدالقادر العطار" و "نعيم الحُصري" مع بعض ؟! دي غريبة بصراحة، ابني فين بقى؟.

توقف أمامهم بتأهبٍ وكأنه يستعد للهجوم عليهم بينما حاوطته نظرات الاستنكار وبشدةٍ بالغة وعلى نقيضها كانت نظرات "أيـوب" و "يـوسف" له، البرود الذي يشبه الصقيع مُغلف بطبقة ثلجية أتت من عينيهما الزجاجية التي خَوت نظراتها، أما هو فوقف أمام الاثنين يهتف بنبرةٍ هادرة من بين أسنانه:

_فين ابني يالا منك ليه؟.

نظرا لبعضهما بعضًا بنظرة غامضة تبعها عودة "يـوسف" للنظر في وجه "سـامي" وهو يقول بنفس البرود الذي ازدادت درجته:

_عند أمـك، روح شوفه هناك.

عبارته جعلت الأنظار بأكملها تتبعه هو وفقط بينما "سـامي" أقترب منه أكثر وهو يهدده بصراحةٍ أمام الجميع دون أن يكترث به أو بهم حتى:

  غَوثِهِمْ &quot;ياصبر أيوب&quot; الجزءالأول بقلم شمس محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن