"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل السادس والخمسون""يــا صـبـر أيـوب"
____________________خلني أفرغ المدامع طرًا..
فخوالي الكؤوس صارت دهاقا
انا من كثرة الذنوب تحجرت ..
قديماً وكان دمعي معاقا
أنا عبد حملت وزراً عظيماً ..
وملأت الأيام والأوراقا
وصحا بي الضمير صحوة صبح ..
يتلآلأ كيانه إشراقا
كيف أسلو عن الشعور بوزر ..
صار دمعي لذكري رقراقا_"عبد الكريم مهيوب"
__________________________________كُنتُ علىٰ يقينٍ أنَّ إرادة اللّٰه فوقَ كُل شيءٍ حتىٰ وإن عارضته القلوب، ورفضه كُل أهل الأرضِ،
وحتىٰ وإن بدت أسبابه معدومة، ووقف في طريقهِ كل شيءٍ، فلا مانع لإرادة الخالق حين يشاء، والله يُعطي إذا أشاء متى يشاء، فلا مُرِد له وهو وحده مالك الأسباب،
والعالم بموانع الجواب،
وهو وحده من يعلم سبب المنعِ وحيلة الغِياب،
فحتى وإن لَزِمَ علينا الفِراق،
والوجع سَيل الدمع حتى يُراق
يُخبرني قلبي أنه حتمًا سَيُكتب لنا من جديد اللقاء،
مثلما اجتمعنا سويًا ونحنا عن بعضنا غُرباء،
فلن يَدُم الطريق بدونِك ولا يُحلق الطير في السماء،
فاسأل الله متى كُتِبَ علينا الفُراق،
تُوصلنا من جديد ببعضنا السُبل كما جمعنا ممر الإلتقاء.<"لا تحسب أن الطيب ساذجًا، هو فقط يقدر نفسه">
انتبه "أيـوب" الذي كان يستقبل الناس ويرشدهم إلى الدار إلى مشاجرة الاثنين مع بعضهما وقبل أن يتدخل بينهما يفهم طبيعة المُشاجرة التي بدت واضحة للعيانِ برغم أنهما انزويا عن الأنظارِ لكن قبل أن يتدخل هو لاحظ قدوم "أمـاني" طليقة شقيقه إلى هنا وكأنها تدخل ساحة حربٍ بعزيمة مقاتلٍ في نفس التوقيت الذي أتى فيه المأذون الشرعي إلى المكان، ووقف هو حائرًا بينهم وكأن عقله لم يسعفه بما يتوجب عليه فعلهِ في إنقاذ الموقف، لكن سرعان ما أتت صورة "إيـاد" في ذهنهِ تنذره بما قد يحدث إذا سمح لتلك الحرباء بالوصول وحينها تدارك الأمر سريعًا ورفع صوته يُنادي "إسـماعيل" الذي حرك رأسه نحوه ثم أقترب منه يسأله باهتمامٍ:
_خير يا "أيـوب" ؟؟ فيه حاجة؟.
أراد "إسـماعيل" أن يَنفي ظنونه نحوهما حتى لا يتسبب لها في أي إحراجٍ يُسيء إلى صورتها فيما قال "أيـوب" بثباتٍ يطلب منه بودٍ:
_معلش استأذنك تدخل المأذون ليهم جوة، علشان هعمل حاجة مهمة، ممكن ولا وراك حاجة مهمة؟؟.
حُرِجَ "إسماعيل" من أدبه في عرض طلبه ورد عليه بقوله الودود:
_تحت أمرك وأفضالك مخصوص.
وصل المأذون لعند "أيـوب" الذي ابتسم له ولازال يتابع الأخرى بعينيه وهي تقترب منهم وفقط يفصلها بينهما مسافة حوالي خمسة أمتار وما يزيد عنهم بنسبة قليلة، وقد تولى "إسـماعيل" مهمة إدخال المأذون لداخل الدار وقد صعدت "ضُـحى" للأعلى بعد إحراجها من هذا الموقف.
أنت تقرأ
غَوثِهِمْ "ياصبر أيوب" الجزءالأول بقلم شمس محمد
Actionوكأن كل الطرق تؤدي إلى الهلاك وفقط وحده من يدلهم على النجاة ، تمثل الإنقاذ به ورشدت السفن ب دربه ، وحده فقط من يحمل صفتين معا وكأنه لتعطش روحهم "الغيث" ومن هلاك أنفسهم "الغوث" لنجد في النهاية الإجابة تتمثل في "غوثهم" منقولة للكاتبة شمس محمد بكري الن...