"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الخامس والسبعون"
"يــا صـبـر أيـوب"
____________________لقد جيئت إليكَ كأني بدوني أنا
أغيثني يا مُغيث فالعدو كان أنا..فاض الدمعُ من المُقلتينِ
والقلب بكىٰ من فرط العَنا..إلهي تقبلني بجوارك هُنا.
حتى ولو صاحب الذنب أنا .._"غَـــوثْ"
__________________________________لقد تغربتُ كثيرًا في الحياة..
وكنتُ شخصًا لم تقارنه سوىٰ المآساة،
فلا وجدتُ وطنًا يحويني ولا وجدت يومًا النجاة..
كنت أسيرُ كل يومٍ أتمنى أن يُرافقني الممات،
لكن عند وجودك حيَّا القلبُ من جديد وحدثت المُعجزات،
فلا كانت تألفني يومًا الحياة…
ولا طوال عمري وجدتُ فيها النجاة..
ولقد سئمت بها كل شيء ولم أفقه عن العالم حولي
أي شيء، لتظهري أنتِ وتصبحين في عيني العالم بأقمارهِ بمدارتهِ بكل مافيه من شيء…
<"إتحاد القوة مع النقاء، كُتِب لهما اللقاء">
تحرك "سـامي" من غرفة المكتب بعدما غرق في التفكير مرارًا ومرارًا بنفس اللحظة التي استمع بها لصوت الجلبة بالخارج، ليخرج أخيرًا على صوت جر الحقائب وقد تحرك حينها نحو الأعلى ليفتح غرفة "يـوسف" ووجده بداخلها !! ومن هذا الذي يجلس معه؟ حرك رأسه نحوهما بتعجبٍ ليبتسم "يـوسف" بتهكمٍ وهو يقول بنبرةٍ جامدة:
_مش قولنا ١٠٠ مرة نخبط على الباب؟.
تبدلت ملامح "سامي" للإرتباك بكل خوفٍ فيما تحرك الأخر نحوهِ وهو يقول بنبرةٍ ضاحكة وللحق لم تكن الضحكة صافية كما أعتاد بل كانت أخرى:
_نسيت أعرفك بنفسي، أنا "أيوب عبدالقادر بكر العطار"
أوعي تكون ناسيني علشان هزعل أوي زي ما أنتَ زعلتيني قبل كدا.في قديم الزمان قيلت حكمة عظيمة مفداها:
"يَـومٌ لكَ ويَـومٌ عَليكَ" وها نحن نرى من كان منتصرًا بالأمس يهزم اليوم في عقر داره أمام ابنا غريميه؟ مقابلة ساحقة لروحهِ ودَّ على أثرها أن تنشق الأرض وتبتلعه بداخلها أهون عليه من موقفٍ مثل هذا يقف فيه أمام النسختين المُصغرتين من غريميه، وقد تحرك بؤبؤاه بتشتتٍ جعل "يوسف" يترك نقطة وقوفه وينتقل لأخرى مجاورًا من خلالها "أيـوب" تزامنًا مع قولهِ مُتهكمًا:_القطة بلعت لسان أمك ولا إيـه؟.
حرك "سامي" عينيه الزائغتين من جديد نحوهما هما الإثنين معًا لا يصدق عينيه ولا حتى يستوعب الاسم الذي نُطِقَ أمامه، بينما "أيــوب" ظل مُمعنًا بنظراتهِ في عينيهِ يُطلق فيهما سهامًا بالكاد قتلته محله صريعًا، لم ينس هذه النظرات طوال العمر المنصرم عليه..
لم ولن ينس نظرات خاطفه الذي ذهب إليه زيارةً في مرقده المُخيف، نعم فالخاطف حينها كان "سـامي" الذي أراد الانتقام من "عبدالقادر" في صغيرهِ..
أنت تقرأ
غَوثِهِمْ "ياصبر أيوب" الجزءالأول بقلم شمس محمد
Actionوكأن كل الطرق تؤدي إلى الهلاك وفقط وحده من يدلهم على النجاة ، تمثل الإنقاذ به ورشدت السفن ب دربه ، وحده فقط من يحمل صفتين معا وكأنه لتعطش روحهم "الغيث" ومن هلاك أنفسهم "الغوث" لنجد في النهاية الإجابة تتمثل في "غوثهم" منقولة للكاتبة شمس محمد بكري الن...