"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الخامس والخمسون""يــا صـبـر أيـوب"
_________________هزني الليل لهفة واشتياقا ..
آن مسرى النهى فهات البراقا
خل روحي ترف من جذل اللقيا ..
وجسمي يذوق منها ذواقا
خل قلبي يذوب في غسق الليل ..
من الذكر والدعاء احتراقا
خل دمعي يسح من خشية الله ..
فدعه لقصده منساقا_"عبدالكريم مهيوب".
__________________________________في باديء الأمر:
_دعيني أعتذر لكِ ولقلبي من قَبلكِ،
أعتذر لكما عن عدم تصديقكما، لكن دعيني أُبدي عُذري وأخبرك أنني كنتُ غريبًا، والغُربة لمثلي كانت قاتلة،
لكن بعد الإلتقاء بِكِ وجدتُ الأنس..
وما يتوجب على المرء أن يسكنه،
وكأنني وجدتُ الحياة من بعد موتي، فأنا معكِ على خِلاف ما يجب أن أكون، أنتِ وحدكِ من تُحددين من أكون،
أنا هُنا لكِ أتيت،
ولِسُبلُكِ من بين الدروب استهديت،
وقد أعلنها قلبي وصرح بها أنه سَكنَ هُنا لأجلها…
لأجل الحياة التي لم تكن حياة بدونها،
لأجل عينٍ لم يحيا المرء كريمًا من غيرها،
لأجل من تصالحت مع قلبي بسببها، وُجِدنا أنا وقلبي هُنا،
وُجِدنا لأجل إمرأةٍ رأينا الدنيا فيها ولا دُنيا لنا إلا بِها.<"الجَرح ينزف والأيدي مبتورة">
وقف بشموخه يرى أشباهه الذي تربى وسطهم وورث الحياة معهم من أبيه رحمه الله، نفس العِزة والشموخ والمعاندة مع الحياة، الصبر في الابتلاء والعزم عند السير والقوة عند الفعل والحكمة عند رد الفعل، "نَـعيم الحُصري" الذي تربى هنا وترعرع وسط الخيول يقف أمام الإسطبل الخاص بهِ ينتظر قدوم ضيفه الغير مرحب به لكنه مجبورٌ على استقباله في أرضٍ تحمل أشباهه.
وصل "ماكسيم" لعنده ببروده المعتاد وهو يقول بمعاندةٍ وكأنه يعلن تبجحه وسط الوادي أمام أهله:
_خير يا حج ؟؟؟.
ابتسم "نَـعيم" بسخريةٍ والتفت له يقول بتهكمٍ:
_هو فيه خير ييجي على يدك؟ أنا جيبتك هنا تاخد اللي ليك علشان بصراحة أنتَ أقل من إنك ابعتلك حاجة، هتقولي إيه حاجتك دي هقولك ****** اللي بعتهم يخطفوا "أيـوب" وبحذرك يا جدع أنتَ، أقسم بالله لو فكرت تقرب من عيل من عيالي أنا هاكل رقبتك بأيدي.
حرك "ماكسيم" رأسه موافقًا بنفس البرود وهتف مؤكدًا حديثه:
_صح أنتَ صح، بس الأولى إنك تاكل رقبة اللي خطف ابنك وسلط أخوك يعمل اللي عمله فيه وعايش براحته، زي ما بتقولوا كدا عندكم هنا بيعمل اللي على كيفه صح !!، مش تيجي تاكل رقبتي أنا ؟؟ على الأقل أنا مخطفتش طفل رضيع من حضن أهله ودبحته في مقبرة علشان تخرجلي آثار، مش أخلاقي دي.
توسعت عينا "نَـعيم" وكأن السوط نزل على جلد ظهره في ليالي السقيع بدون سابق إنذارٍ ليلجمه محله، اليوم يتلقى صدمة جديدة بشأن فقيده الأول الذي لازال جرحه غائرًا بداخل القلب وكأن القلب أدمى لأجلهِ من جديد، وعلى الفور تلاشى ثباته وحل محله الوجوم الظاهري من خلال تعابيره التي تبدلت كُليًا، فيما ابتسم "ماكسيم" حينما رأى تأثير حديثه وهتف بنبرةٍ درامية تمثيلية بوضوحٍ:
أنت تقرأ
غَوثِهِمْ "ياصبر أيوب" الجزءالأول بقلم شمس محمد
Actionوكأن كل الطرق تؤدي إلى الهلاك وفقط وحده من يدلهم على النجاة ، تمثل الإنقاذ به ورشدت السفن ب دربه ، وحده فقط من يحمل صفتين معا وكأنه لتعطش روحهم "الغيث" ومن هلاك أنفسهم "الغوث" لنجد في النهاية الإجابة تتمثل في "غوثهم" منقولة للكاتبة شمس محمد بكري الن...