الفصل24 طالب القُرب

14.6K 468 20
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الرابع والعشرون"

                    "يــا صـبـر أيـوب"
             __________________

‏"أُناجيكَ ولستُ بِبطنِ الحوتِ لكنني
في جوفِ اللّيلِ أُصارعُ وحشةَ أيّامِي
لا إلهَ إلا أنتَ دُلّنَي، مالي سِواكَ
جفَّ حبري ووَضعتُ اليومَ أقلامي"

_مُقتبس.
____________________________

ربما أكون أنا الغريب وقد يكون وصفي في الدنيا الوحيد، وعلى الرغم من هذا سيظل قلبي يشعر بالامتنان لكِ ولعينيكِ تلك التي أضحت وطنًا لي وأنا الشريد، فَـمعكِ لم أكن غريبًا بل وجدتُني أنا، معك رأيت قول "الرافعي" مُتجليًا في حروفه "قد يجمع الله شمل الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا يلتقيان" وها أنا شاء قدري الإجتماع بكِ، فدعيني أسألكِ من بعد غُربتي وفك كُربتي "كيف حالكِ يا أنا"؟ فلم أكن بليغًا في وصف مكانتك بقلبي سوى بوصفكِ "أنا" حتى أن القلب نفسه أشار لقلبك مُناديًا بقوله:
"أنا هنا لأجلكَ أنتَ يا أنا…فكيف حالك أنتَ وأنتَ معي أنا".

           <"حقٌ مكتوب…..ودورٌ ملعوب">

لاذ "إيهاب" بالفرار أخيرًا ليذهب إلى وجهةٍ محددة كان يصارع نفسه لأجل الذهاب إلى هُناك بعدما علم الطريق وذهب إليه، لذا كان يحاول الذهاب إلى هناك بأقصى سرعةٍ ممكنة جعلته يشق الطريق أسفله شقًا، حتى أوقف السيارة عند جسرٍ مائي يتوجب عليه عبوره لكي يتجه إلى بيتٍ يُطلق عليه "العوامة" باللغة الدارجة، لذا نزل من سيارته وعبر الجسر حتى وقف أمام بابٍ خشبي تُغطيه إضاءة تكميلية باللون البرتقالي، ابتسم بسخريةٍ على تطور الحال ثم طرق الباب بهدوء حتى فُتح له الباب وطلت منه فتاةٌ ما إن رأته ارتمت عليه تحتضنه وهي تقول بلهفةٍ:

_وحشتني أوي يا "إيهاب".

رفع ذراعيه يطوقها بهما وهو يقول بشوقٍ هو الأخر:

_وأنتِ وحشتيني أوي يا "تهاني".

شددت عناقها له تطوق عنقه بكلا ذراعيها ثم ابتعدت عنه بسرعةٍ كُبرى وهي تقول بلهفةٍ:

_كل دا علشان تجيلي؟؟ موحشتكش ؟؟

أبتسم لها وهو يقول بقلة حيلة:

_وهو أنا إيه اللي جابني هنا غير إنك وحشتيني، أنتِ اللي فارقتي وقولتي عِدولي.

أغلقت الباب بحماسٍ شديد وتمسكت بذراعه وهي تقول بنبرةٍ أعربت عن ضجرها وأظهرت التناقض بسبب فرحتها بتواجده أمامها:

_يا أخويا أنتَ اللي لازقلي جنب البت المصدية بتاعتك، تسيب العِز دا كله وتروح للمقشفة دي برضه ؟؟.

كانت تشير إلى نفسها بحديثها فتنهد هو مُطولًا بثقلٍ وهتف بنزقٍ وهو يتجه نحو الأريكة يجلس عليها بعدما ابتعد عنها:

_ما تَفُكك بقى من السيرة دي، جاي أريح دماغي شوية من الصداع هتقرفيني أنتِ كمان بقى ؟؟.

  غَوثِهِمْ &quot;ياصبر أيوب&quot; الجزءالأول بقلم شمس محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن