"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الخامس والثمانون"
الفصل الاخير من الجزء الاول"يــا صـبـر أيـوب"
_____________________إلهي أنا العبد الضعيف وقصدت بابك..
وأعلم أني بعيدٌ كل البُعدِ عن سؤالك
لكني أعلم أنك رحيمٌ وتقبل كل من طلب
أن يبقى في رحابك..
ربي إني أحارب نفسي
لأكون في طريق جنابك،
فأنا العبد وأنتَ الكريم فتقبلني برحمتك
وأنصرني على نفسي وأبقيني في رحابك._"غَـــوثْ"
__________________________________في أرجاء البلدة البعيدة كُنا نبعد كل البُعد عن بعضنا..
وكنتُ أنا أخطو بغير هُدى أو هوادة وكنتُ وحيدًا كالعادة، وبكل أسفٍ أخبركِ أنني وقعت في الوحدةِ كما الأسير، لكن بظهورك علمتيني كيف أتحرر وأحلق وأطير، نعم كنا غريبين فأصبحنا متلاقيين لندرك أننا مُتشابهين، وقد سبق وأخبرتكِ أن الشبيه لشبيهه يطمئن، وكان سؤالك حينها إذا كنا نشبه بعضنا بعضًا فكيف ومتى نطمئن؟…
الآن أيضًا سأضيف أن القلب منذ الوهلة الأولى أطمئن لكِ، وعلم أن الأمان عندكِ، وخضع للمصالحة مع عالمهِ لأجلكِ..
أنتِ وأنتِ وأنتِ ثم لا غَيركِ..
أنتِ في المُقدمة ثم العالم من بعدكِ.<"حرب العقول تفتك بالأبدان">
_خِـف تعوم يا هندسة، ميغركش شكلي؛ المظاهر خداعة.
هتفها "أيـوب" أثناء سيطرته على الأخر وبالرغم من دهشة "يوسف" من سرعة الأخر إلا أنه توقع شيئًا هكذا، لذا رفع ذراعه الأيسر يحاوط عنق "أيوب" وهو يحاول بصعوبةٍ نتيجةً لجسد "أيـوب" المُلقى عليه، وقد نجح في الوصول لمراكز الإحساس الذي يعلم هو خطورتها في الجسد ومدى تأثيرها، بينما "أيـوب" فهم ما يفعله الأخر لذا قرر رخو أعصابه وقد نجح "يوسف" في حيلتهِ حتى ألتفت ولَكم "أيـوب" في وجههِ وهو يقول بنفس الصوت المتقطع:
_لو أنتَ ملاكم…أعتبرني حلبة الملاكمة كلها يا شيخنا.
نجح في تسديد اللكمة له وللأسف في هذه اللحظة كلاهما في أوج لحظات الغضب، القوتان كانتا شبه متساويتين، كلاهما على درجةٍ عالية من الكُفء والقوة البدنية شبه متساوية، يشبه الأمر أحد الأحلاف الذي تفكك لتنتج عنه قوات متضاربة مع بعضها وكل قوة تنفرد بنفسها في مُعاداة الأخرى، اليوم ينقلب الإتحاد إلى عداءٍ قد ينتج عنه قتيلًا، عداءٌ تحمله حلبة المُلاكمة الوهمية التي تتصارع بها أفكار العقول لينتج عنها نزاعًا يدمر أعتى الأحلاف.
عاد "أيـوب" للخلف إثر الضربة التي تلقاها في وجههِ وحينها تلبسه الشر وظهر عليه الغضب، الآن من الممكن أن يقتله دون أن يَرف له جفنٌ لذا أقترب من الأخر الذي وقف يلهث بعنفٍ وكأنه يُصارع للبقاء حيًا بداخل سباقٍ طُلِبتَ نتيجة الخسارة به؛ الروح..
وقبل أن يقترب منه "أيـوب" هجم عليه "يـوسف" يمسك عنقه بأحد كفيه وهو يردد بنظراتٍ غائبة وكأنه تحول في لحظتهِ هذه:
أنت تقرأ
غَوثِهِمْ "ياصبر أيوب" الجزءالأول بقلم شمس محمد
Actionوكأن كل الطرق تؤدي إلى الهلاك وفقط وحده من يدلهم على النجاة ، تمثل الإنقاذ به ورشدت السفن ب دربه ، وحده فقط من يحمل صفتين معا وكأنه لتعطش روحهم "الغيث" ومن هلاك أنفسهم "الغوث" لنجد في النهاية الإجابة تتمثل في "غوثهم" منقولة للكاتبة شمس محمد بكري الن...