"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل التاسع والعشرون""يــا صـبـر أيـوب"
____________________حينَ يُهدى الصبح إشراق ثناه
يسكب الطل رحيقًا من نداه
موقظا بالنور أجفان الحياة
الضحى من نور من؟
_الله
والندى من فيض من؟
_الله
سبحت لله فى العش الطيور
ترسل الأنغام عطرا فى الزهور_"نصر الدين طوبار"
___________________________________تأسرني براءة القلب وخفة الطبع وجمال الروح وبريق العينين؛ وكلها صفات نادرة…
وقد سبق وقرأتُ في السابق أنه لايوجد من يملك كل الصفات الجميلة والنادرة في وقتٍ واحدٍ، لكنني رأيتكِ وعلمت أن القراءة في وصف صفاتك ظالمة، وحينما حاولت وصفكِ ببلاغةٍ لم تُسعفني الكلمات وكأن معجمي أمام صفاتك تلاشت حروفه، فأي حروفٍ هذه تمتاز بالبراعة لوصف نجمة سرمدية الضوء مثلكِ حتى دموعها قوية، وأي صُدفةٍ هذه جمعت بين دروب العينين ولم تسمح بالتقاء اليدين؟ وأي صُدفةٍ هذه جعلتني هُنا مثل الأسير بعدما كنتُ حُـرًا مثل الطَـيْر؟ وعند ذكر الطير دعيني أخبركِ أن أنه سَبق وقيل أن:"الطيور على أشكالها تقع"
فياليت قلبك يُشبه قلبي ويقعا سويًا..<"بدأت اللُعبة ولم أقو على نهايتها">
هو من بدأ اللُعبة لكنه لم يعرف كيف يدير التحكم بها، لذا وقف مصدومًا في باديء الأمر قبل أن يفهم كسر الروح الذي لقاه على يدي "جابر"، بدا وكأنه طَيرٌ أخذه راعيه وقام ببتر أحد جناحيه ليتركه ضعيفًا بجناحٍ واحدٍ يحاول به التحليق ولم يسعفه هذا الجناح لكنه لكى على مثيله المَبتور، لم ينكر أن نظرة التشفي من "جابر" وهو يميز عليه الأخر كانت أقوى من الصفعة المدوية يُسمَعُ صداها في غرفةٍ فارغة.
ابتسم "جابر" بتكهنٍ مُريب وأضاف من جديد ما يُمحي ذهول أحدهم ويُحير به أمر الأخر:
_إيه رأيك يا "بيشوي" ؟؟ أنا عن نفسي مرحب أوي.
لاحظ "يوساب" أن ابن خالته يتعرض للإهانة بصورةٍ غير مباشرة لذا تحدث بجمودٍ يقول مدافعًا عنه:
_حتى لو حضرتك مرحب بالفكرة بس عاوزك تعرف إن "بيشوي" أخويا الكبير وأنا متخيرش عنه في حاجة، بالعكس أنا لو فيا خير يبقى بسببه هو.
ابتسم "جابر" بودٍ مصطنعٍ وهو يرد على حديث الأخر:
_يا حبيبي هو أنا قولت حاجة؟؟ أنتَ واحد جاي تتقدم لبنتي وبتاخد رأيي بقولك لو عليا أنا موافق ومش معترض، بالعكس ليا الشرف إن دكتور جامعي زيك يطلب أيد بنتي، هو أنا أطول يعني؟.
أبتسم "بيشوي" ساخرًا فهاهو يكرر حديثه المنطوي بالخبث ويستأنف التقليل منه فتحدث "يوساب" بنفس الجمود وقد شعر بالغضب لأجل قدوته:
_بالظبط زي ما حضرتك بتقول دكتور جامعي، أحب أقولك إن "بيشوي" كمان مهندس برمجة وتطوير على درجة امتياز، بس شغال شغل عم "جرجس" علشان تجارة أبوه تفضل مرفوعة الراس، وزي ماقولتلك لو فيا خير يبقى بسببه هو.
أنت تقرأ
غَوثِهِمْ "ياصبر أيوب" الجزءالأول بقلم شمس محمد
Actionوكأن كل الطرق تؤدي إلى الهلاك وفقط وحده من يدلهم على النجاة ، تمثل الإنقاذ به ورشدت السفن ب دربه ، وحده فقط من يحمل صفتين معا وكأنه لتعطش روحهم "الغيث" ومن هلاك أنفسهم "الغوث" لنجد في النهاية الإجابة تتمثل في "غوثهم" منقولة للكاتبة شمس محمد بكري الن...