"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثاني والثمانون""يــا صـبـر أيـوب"
____________________إلهي لا أراكَ لكنك تراني
فأرجوك أن تَمُن عليَّ
وترحم نفسي
الضعيفة فهي تُعاني..لا لي ولقلبي سواكَ
ويسرني أنني برغم
بُعدي عن طريقك أنك ترانيربي أعني على نفسي
فالظلام سكنني وعَداني.._"غَـــوثْ"
__________________________________رُبما يكون الكلام في عَيني مكتومًا..
لكنه لم يَكن عنكِ أنتِ أسرارًا، وأقسم لكِ أنني لم أبخل عليكِ بالكلامِ بل حاولت التحدث والبوح لكِ مرارًا، لكن توخي الحذر فمثلي سبق وتاه من نفسهِ وضاع عن دربهِ، وما إن وجدكِ أنتِ عاد من جديد لنفسهِ، وحينها خشى أن يفقدك ويخلو منكِ يومًا الدرب، أو ربما خشى تكونين أنتِ الهزيمة بالحرب، وأني لم أخشاكِ أنتِ بذاتك؛
بل دعيني أعبر بأبلغ الكلام
حينما وصف الإمام"عَلي" حبه لزوجته "فاطمة"
وقال بأدق المعاني وأفصح الكلام:
"لا خَيرَ بَعدكِ في الحيَاةِ
وَإنّمَا أَبكي مَخافةَ أن تطولَ حيَاتي."
وها أنا أخبركِ أن العالم وإن خلا منكِ يومًا..
سوف أتأكد أنني فقدت العالم بنفسي حتمًا.<"مُهرة أصيلة تربت وسط الخيل الشامخ">
_سيبي شعري، طلعتي مجنونة أنتِ كمان وســعي.
صرخت بها "شـهد" وهي تحاول أن تبتعد عنها بينما "عـهد" ازدادت قوة قبضتها أكثر على خصلات الأخرى وهتفت بغيظٍ منها بعدما تفاقم بداخلها أكثر من هذه الساقطة التي لم تعرف الأدب طوال حياتها:
_استني أخلص كلامي الأول، ثانيًا بقى لو جيبتي سيرته على لسانك دا تاني أقسم بالله هقطعه، أوعي تكوني فاكرة إني ساكتة أدبًا مني، لأ خالص أنا برقدلك، خافي مني بقى علشان شغل الجنان لو طلع من واحدة ست لست زيها، ههبلك بيه، سمعتي يا حلوة؟ يلا بقى.
دفعتها من يدها بعنفٍ جعلها تصرخ متأوهة على باب المكتب بنفس اللحظة التي حضر فيها "عـاصم" ومعه "سـامي" الذي أمسك زوجة ابنه فورًا قبل أن ترتطم بالأرض وكأن الغرفة أصبحت ساحة قتالٍ تضم كل أطراف الحرب ونحن في إنتظار دق الطبول وقرع الأجراس حتى تقوم الحرب..
نظرات مُتباينة دارت في المكان بأكملهِ ما بين الاستنكار والحيرة والدهشة والنفور أو ربما البُغض وقد خرج صوت "عاصم" جامدًا يقطع هذه اللحظات بقولهِ جامدًا بعدما لاحظ بكاء "شـهد" الذي أخذ يزداد:
_إيـه اللي بيحصل هنا ؟ وفيه إيه يا "يـوسف"؟.
في هذه اللحظة أدركت "عـهد" فداحة موقفها وما فعلته باندفاعٍ غير محسوب وبتهورٍ بالغٍ تصرفت اندفاعًا خلف غيرتها على زوجها الذي لاحظ خوفها وترددها لذا قطع عليهم رؤيتها وحصنها بوقوفهِ أمامها يَردع اختراقهم لها بالنظر وهتف بنبرةٍ جامدة هو الأخر ردًا على عمهِ:
أنت تقرأ
غَوثِهِمْ "ياصبر أيوب" الجزءالأول بقلم شمس محمد
Acciónوكأن كل الطرق تؤدي إلى الهلاك وفقط وحده من يدلهم على النجاة ، تمثل الإنقاذ به ورشدت السفن ب دربه ، وحده فقط من يحمل صفتين معا وكأنه لتعطش روحهم "الغيث" ومن هلاك أنفسهم "الغوث" لنجد في النهاية الإجابة تتمثل في "غوثهم" منقولة للكاتبة شمس محمد بكري الن...