part 1

785 43 250
                                    

١٢ أكتوبر ٢٠١٤
إنجلترا _ العاصمة لندن

تراصفت النجوم حول البدر الذي توسط السماء وقد إنعكس نوره على مياه البحيرة المتلألأة ، ها هي ذي الشوارع تشهد إزدحاماً قد إعتادته يومياً بينما المتاجر كالعادة تعج بالناس الذي يتسوقون سواءً لشراء الملابس أو الطعام أو الحلويات...
في مطعم ذو تصميم فرنسي جلست تلك العائلة المؤلفة من أب وأم وطفل حول إحدى الطاولات يتناولون العشاء والسعادة تغمر قلوبهم...

تحدث الطفل بحماس بينما فمه مملوء بالطعام : " أبي ، أمي لنذهب لمدينة الملاهي بعد العشاء "

الأم : " لقد تجولنا كثيراً اليوم بالفعل ، ألم تتعب بعد ؟ "

تذمر الصغير من كلام أمه وهتف بغيظ : " اليوم هو يوم ميلادي وقد وعدتماني بأنكما ستفعلان كل ما أريده "

ضحك الأب على ملامح زوجته المغتاظة من كلام إبنها ويبدو أنها ندمت على قطعها لهذا الوعد ثم نظر لإبنه وقال بإبتسامة : " حسناً ، حسناً سنذهب لمدينة الملاهي "

تنهدت الزوجة بيأس بينما صاح الطفل بحماس يشكر أبيه ، وبعد إنتهائهم من تناول الطعام خرجوا متجهين لمدينة الملاهي التي كانت تعج بالعائلات بالفعل وقد إختار بطلنا ركوب العجلة الدوارة حيث أنه ظل يلح على والديه بأن يركبوها جميعاً وفي النهاية ركبا معه بعد أن إستسلما من محاولة جعله يعدل عن الفكرة...
بينما في قطار الموت وتحديداً في إحدى عرباته كان هناك أب برفقة إبنه وإبنته التي تكبرُ أخاها بعامين والتي تحدثت متسائلة : " أبي ، ألن تأتي أمي ؟ "
فأجابها والدها بهدوء : " لا أظن " أنهى كلامه يتذكر شجارهما صباح هذا اليوم وكيف أنها طلبت الطلاق منه فتنهد بيأس وقرر أن ينسى ذلك للوقت الحالي...
كان كل شيء طبيعي والجميع سعداء وفجأة...

قبل ذلك بنصف ساعة في حديقة سانت جيمس...

وقف ذلك الطفل ذو العشر أعوام مصدوماً أمام جثتي والديه الذين قُتلا أمامه للتو بينما القاتل يرتدي ثياباً سوداء مع قبعة سوداء وكمامة بنفس اللون ويحمل بيده مسدس كان قد أخفضه حين لاحظ وجود إبن ضحيته أمامه ، حدق بالفتى المصدوم للحظات ثم تقدم منه بخطى بطيئة وذلك جعل الطفل يتراجع تلقائياً للخلف بينما عيناه تحدق برعب بالذي قتل والديه بدم بارد للتو ، تعثر الصغير وسقط أرضاً فجثى الرجل أمامه ماداً يده بقلادة والدة الطفل له وتحدث قائلاً بكل برود : " لم يكن عليك التواجد هنا ، هذه قلادة والدتك إحتفظ بها للذكرى ، وداعاً "

انهى كلامه واضعاً القلادة أرضاً أمام الطفل الذي لمح وشم ثعبان صغير على معصم الرجل الذي نهض مغادراً المكان تزامناً مع وصول الشرطة للمكان فقد كانت والدة ذلك الطفل قد إتصلت بهم مسبقاً ، لمح أحد رجال الشرطة القاتل يستقل سيارته السوداء المركونة على بعد مسافةٍ منهم فصرخ قائلاً : " إنه المجرم ، إتبعوه بسرعة ، لا تدعوه يهرب "

زمهرير ذكرى أكتوبر * مكتملة *حيث تعيش القصص. اكتشف الآن