١٨ أكتوبر ٢٠١٤
إنجلترا _ العاصمة لندنالساعة السابعة صباحاً..
إستيقظت مديرة الميتم على صوت الشجار القادم من الحديقة فركضت بسرعة للخارج لتجد مجموعة من الأطفال بأعمار مختلفة يحاصرون الفتى الجديد ويبدو أنهم قد أبرحوه ضرياً فصرخت بهم بغضب قائلةً :
" أيها الأشقياء ما الذي تفعلونه ؟! "إلتفت جميع الأولاد لها وكل واحد منهم أراد أن يُبرر لنفسه فقال أكبرهم الذي يبلغ من العمر أربعة عشر عاماً ويدعى كيفن : " سيدتي ، هو قام بضرب جان أولاً "
نظرت المديرة للفتى الذي يمسك ذراعه بألم ونطقت تسأله : " أضربته حقاً يا إدوارد ؟ "
أومأ لها فسألته عن السبب فلم يجب لذا كررت السؤال مجدداً ليرد بإستياء : " لإنهم مزعجون "
فتحدثت هي بإنزعاج : " لم يمضي على وجودك سوى يومين وها قد بدأت تسبب المشاكل "
فنطق هو بغضب وقد أدمعت عيناه : " إنهم يتنمرون علي منذ أول يوم ولكنني تجاهلتهم ولكن...لكن اليوم رأيتهم يتنمرون على الفتى ذو القدم المكسورة ويقولون له كلام جارح لذا قُمت بضرب جان "صُدمت المديرة وقالت متسائلة : " ذو القدم المكسورة ؟ تقصد أندرو ؟ "
جثت على ركبتيها وسألته بهدوء : " أخبرني ماذا قالوا له ؟ "
فتوتر الأطفال بينما نطق إدوارد يخبرها بما سمعه منهم : " لقد قالوا أمك تخلت عنك ، أقربائك لا يريدونك ، أنت شخص غير مرغوب فيه ، حتى نحن هنا لا نريدك.... "
صمت يمسح دموعه ثم يكمل قائلاً : " حتى أنهم أسقطوه أرضاً وضحكوا عليه "
نظرت بحدة للأولاد الذي أخفضوا رؤوسهم فأستقامت واقفة بينما تهتف بحدة : " أنتم معاقبون ، ستقومون بالتنظيف لثلاث أيام متتالية وستعتذرون من أندرو ومن إدوراد أيضاً ": " نحن أسفون يا إدوارد " قالوها بصوت واحد بينما يتوعد أكبرهم لإدوارد بضربه لاحقاً
قالت المديرة محدثةً إدوارد : " هل ستسامحهم ؟ "
أومأ بالموافقة فأبتسمت له وأخبرته أن يذهب للممرضة لتهتم بيده المتألمة ففعل بينما هي قادت الأولاد حيث أندرو ليعتذرو منه فوجدته يجلس تحت إحدى الأشجار ومن الواضح أنه كان يبكي فأقتربت منه قائلة : " أندرو ، الأطفال يرغبون بالإعتذار منك عما قالوه لك صباح اليوم "
فوقف الأولاد أمامه وقالوا : " نحن أسفون لن نكرر ذلك "
وقد سامحهم أندرو رغم أنه متأكد من أن هذا الإعتذار كاذب وأنهم سيستمرون بالتنمر عليه....في مكان أخر...
حي هادئ رغم كثرة المباني السكنية فيه ، في إحدى البنايات وتحديداً الطابق الثامن في الشقة الثالثة نهض جيمس مفزوعاً بسبب إستيقاظه المتأخر فركض يغير ملابسه وينظف أسنانه ثم خرج من غرفته يرتدي حذائه ثم عاد لها راكضاً ليحضر مفاتيح سيارته....
إستيقظ ليوناردو بسبب الضجة التي يتسبب بها الأكبر فخرج من الغرفة يفرك إحدى عينيه بنعاس فأنتبه جيمس له ليقول بيلاهة : " هل أيقظتك ؟ أسف ولكني تأخرت على..."
صرخ متألماً بسبب إصطدامه بالجدار حين كان ينوي دخول غرفته مجدداً بينما ينظر خلفه حيث يقف ليوناردو الذي يحاول كتم ضحكته على هذا الأحمق...
أنت تقرأ
زمهرير ذكرى أكتوبر * مكتملة *
Mystery / Thrillerكانت حياتهم طبيعية وبين ليلة وضحاها إنقلب كل شيء والسبب في ذلك كان شخص واحد فمن هو يا ترى ؟ " أنا لا أتذكر شيئاً " " لا أريد أصدقاء " " أنا سأكون بجانبك دائماً " " سأناديك إد " الأحداث والشخصيات وبعض الأماكن في الرواية هي من وحي خيالي ولا تمت للواقع...