زمهرير ذكرى أكتوبر * مكتملة *

part 8

١٢ أكتوبر ٢٠٢٤
إنجلترا _ العاصمة لندن

يقف ذو العينان الرماديتان أمام قبريّ والديه مرتدياً زي الشرطة وعلى كتفه قد إستقرت شارةٍ بنجمةٍ واحدة دلالةً على رُتبة المُلازم !
لقد حصل عليها بعد تخرجه مباشرةً لإنه كان ذكياً ومتفوقاً على كل زملائه !!

حركت نسمات الهواء خصلات شعره الفحمية تزامناً مع رفعه ليده يؤدي التحية العسكرية وإبتسامةٍ هادئة رُسمت على ثغره تبعها قوله :
" إبنكما المُلازم ليوناردو هنا لرؤيتكما "

أنزل يده وتابع كلامه قائلاً وقد تلاشت إبتسامته : " الأن بدأ إنتقامي ، سأجد من حرمني منكما مهما كلفني الأمر ، وسأجعله يدفع الثمن ، هذا وعد أقطعه لكما للمرة الثانية وسأحرص على الإيفاء به "

إختتم كلامه بإداء التحية العسكرية مجدداً ثم إلتفت مغادراً......

وضع ويليام باقة أزهار الكاميليا على قبر عمته ثم قام بتأدية التحية العسكرية قائلاً بفخر :
" عمتي ، لقد أصبحتُ شرطياً الأن وطبعاً لإنني كنتُ متفوقاً حصلتُ على رُتبة المُلازم فور تخرجي ، وليو أيضاً حصل عليها وسيبدأ البحث عن قاتل والديه وأنا سأساعده وسأحاول إيجاد قاتل أمي أيضاً "

صمت للحظة يبستم بحزن ثم يردف : " أتعلمين ؟ أبي لم يقم بتهنئتي حتى.....إنه لا يهتم بي على الإطلاق ، أنا..."

شهق وقد خانته دموعه لينطق بنبرةٍ حزينة : " أنا حقاً...أشتاق لأبي القديم..."

مسح دموعه يبتسم بمرح رادفاً : " لكن لا بأس ، العم جيمس والعم جاستن يعوضانني عنه حقاً ، تعلمين أن حفل تخرجنا من كلية الشرطة كان يوم أمس صحيح ؟ لقد أقاما حفلاً لأجلي أنا وليو كما فعلا عندما تخرجنا من الثانوية...."

صمت يتنهد ثم يبتسم بسخرية مردفاً : " إنهما يقومان بما يجب على أبي فعله ، أليس هذا مضحكاً ؟ "

إستقام واقفاً ونطق مودعاً عمته : " علي الذهاب الأن ، سأعود لزيارتكِ قريباً حسناً ؟ "

مشى عدة خطوات ليصادف ليو في طريقه ليبتسم ويلوح له كما فعل الأخر ثم تابعا طريقهما معاً بينما يتحدثان بأمور عشوائية...

إنجلترا _ مدينة ليفربول

كانا يستعدان للذهاب إلى لندن من أجل زيارة عائلتيهما حين طُرق الباب ليتوجه إدوارد نحوه ليفتحه فتقابله باقة أزهار كبيرة !

رمش ببلاهة قبل أن يبتسم بإتساع حين أطل جورج برأسه من خلف الباقة قائلاً بإبتسامته المعتادة :
" مرحباً أيها الضابط إدوارد "