part 2

400 28 227
                                    

١٣ أكتوبر ٢٠١٤
إنجلترا _ العاصمة لندن

في إحدى غرف المشفى كانت تجلس بجانب طفلها النائم وقد إلتف حول رأسه شاش أبيض ، صورة إبنتها وزوجها المستلقيان على أسرة المشرحة لم تفارق ذهنها بينما عيناها تحدق بالنائم أمامها وبعد مدة نهضت تطلب من الطبيب أن يسمح لها برؤية إبنتها مجدداً...
وبالفعل رافقها الطبيب للمشرحة فتقدمت من إبنتها ودنت تُقبل جبينها بينما دموعها قد أغرقت وجنتيها ثم نظرت للسرير المجاور حيث زوجها فتذكر شجارهما بالأمس وكم ندمت على ذلك ، الذكرى الأخيرة لها مع زوجها كانت مشاجرة بينهما وهي المخطئة فيها ! كم تمنت لو أنها ذهبت معهم لمدينة الملاهي ، ربما كانت لتموت معهما أو على الأقل كانت لتكون لحظات زوجها الأخيرة معها أفضل....
تحدثت بنبرة مختنقة وكأن هاتان الجثتان تسمعان ما تقوله : " أنا أسفة يا عزيزي ، ليتني لم أتشاجر معك ، لم أتوقع يوماً أن نهايتنا ستكون هكذا..."

صمتت تبتلع ريقها بصعوبة ثم تحول نظراتها لإبنتها وتكمل بنفس النبرة : " ليندا ، طفلتي المسكينة... رحلتِ بهذه السن الصغيرة.....ليتني مُت بدلاً منكِ "
وبعد عدة دقائق طلب منها الطبيب الخروج من المشرحة فعادت أدراجها لغرفة إبنها وكان لايزال نائماً فحدقت به بنظرات حملت الحزن والأسف...

في مركز الشرطة كان المحقق جيمس واقفاً أمام نافذة مكتبه التي تطل على الساحة الأمامية للمركز كان يحدق بشرود للخارج قطعه دخول أحد رجال الشرطة فألتفت له جيمس حين قال الشرطي " أيها المحقق ، لقد تحدثوا مع مدير الميتم بشأن ذلك الطفل ، متى سترسله بالضبط ؟ "

تنهد جيمس فهو قد فكر مطولاً بأمر هذا الفتى وقد توصل لقرار مناسب ، رفع نظره للشرطي وقال : " إتصل به مجدداً وأخبره أننا لن نرسل ذلك الطفل للميتم "

: " أمرك سيدي ، ماذا ؟! " قالها الشرطي حيث أنه لم يستوعب ما قاله المحقق الذي تحدث مجدداً يوضح كلامه : " سأتكفل بذلك الطفل ، لن أرسله للميتم "
لم يرد الشرطي فنظر له المحقق ليجده يحدق به ببلاهة فسأله " ما الأمر ؟ " ليجيب الشرطي بدون رسميات متناسياً أنه يتحدث مع رئيسه : " هل تريد تربيته ؟ أنت تبدو صغير السن ولكن مع ذلك إذا أردت أطفال يمكنك أن تتزوج لما قد تربي إبن الأخرين ؟ "
نظر له المحقق بملل ثم سأله : " كم عمرك أنت ؟ "
أجاب المعني : " حوالي 28 عاماً , لماذا ؟ "
رد الأخر بنفس نبرته السابقة بينما لازال يقلب عيناه بملل : " إذاً أنا وأنت بنفس العمر ، هل أبدو أصغر سناً لهذه الدرجة ؟ وأيضاً أنا لا أريد أن أتزوج "
تجاهله الشرطي بينما يتقدم ليجلس على أحد المقاعد واضعاً قدم فوق الأخرى تحت صدمة المحقق بينما يقول : " بما أننا في نفس العمر لا داعي للرسميات بيننا إذاً "

ليقول الأخر بغيظ : " لكنني لازلت رئيسك ، أيها الشرطي ثم أنني لم أرك من قبل هل أنت جديد هنا ؟ "
إستوعب المعني أنه لم يعرف بنفسه بعد فنهض يمد يده للمحقق بينما يقول : " أنا جاستن وبالمناسبة أنا محقق أيضاً ، ولعلمك أنت أعلى مني برتبة واحدة فقط "
شعر جيمس بالإحراج كونه تحدث بتلك الطريقة معه ولكونه لم ينتبه لرتبته وأن الفرق بينهما هي رُتبة واحدة فقط.. ولكنه فكر بأن جاستن هو المخطئ بما أنه لم يعرف عن نفسه منذ البداية...
: أنا جيمس " مد يده ليتصافحا ثم جلسا ليسأل جاستن بفضول : " إذاً لم تخبرني....لما ستتكفل بالطفل ؟"

زمهرير ذكرى أكتوبر * مكتملة *حيث تعيش القصص. اكتشف الآن