part 4

198 16 76
                                    

رمضان مبارك وكل عام وأنتم بخير
أعاده الله علينا وعليكم باليُمن والبركات..
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
...................................  
١٢ أكتوبر ٢٠١٩
إنجلترا _ العاصمة لندن

وضع مقلمته وكتبه في حقيبته بمجرد أن رن الجرس معلناً إنتهاء الدوام عند الساعة الخامسة مساءً حيث كان لديهم دروس إضافية اليوم ، هو كان حاضراً بجسده فقط أما عقله فكان في ذلك اليوم الذي مضى عليه خمس سنوات....يوم شهد مقتل والديه...
حمل حقيبته وخرج من الفصل ثم من المدرسة بأكملها....
كان ويليام يبحث عنه في كل مكان فهو لم ينتبه له حين غادر : " هل رأى أحدكم ليوناردو ؟ "
قالها ويليام يسأل بعض زملائه من الفصل حيث صادفهم في نادي الرسم ليجيبه أحدهم : " لقد غادر مع رنين الجرس ألم تره ؟ "
ومع أخر كلمة كان ويليام قد ركض للخارج وقد تذكر ما هو تاريخ اليوم لذا فهو يعلم أين سيجد ليوناردو...

إنجلترا _ مدينة ليفربول

قام بتبديل ملابسه حين إنتهى وقت عمله في الواقع هو طلب المغادرة مبكراً اليوم كي يكون بجانب رفيقه فهذا اليوم لا يعني له الكثير كونه لازال لا يتذكر شيئاً ولكنه يعرف أن صديقه سيكون منهاراً الأن....
في الواقع هو لم يرغب بالقدوم للعمل اليوم ولكن العمل كثُر اليوم وأُضطر للقدوم بطلب من المدير الذي سمح لإدوارد بعدم القدوم....
خرج من المطعم متجهاً نحو البيت بينما يتذكر هروبه هو وإدوارد من الميتم في العام الماضي في مثل هذا اليوم......

١٢ أكتوبر ٢٠١٨
إنجلترا _ العاصمة لندن

جلس أندرو على سريره بعد أن تشاجر مع الأولاد وأنتهى الأمر به معاقب وإياهم بالبقاء كلٌ في غرفته ليومين أثناء العطلة.....
دخل إدوارد للغرفة بعدما عرف بأمر الشجار وأغلق الباب بينما يقول ساخراً :
" الحمقى سيبقون محتجزين ليومين في غرفهم ، مساكين "
ليقول أندرو ضاحكاً : " لقد أردت توديعهم بشجار "

كان الإثنان قد خططا للهرب من الميتم منذ عامين تقريباً مقرران عيش حياتهما بعيداً عن الجميع فهما لا يثقان بالناس ابداً ، رغم أن المديرة والمربيات لطيفات معهما إلا أنهما لازالا مكروهان من قبل أولاد الميتم كما والتنمر لازال مستمراً وحتى أن الطلاب في المدرسة يتنمرون عليهما بتحريضٍ من أولاد الميتم لكنهما لم يكونا ضعيفان أيضاً لقد قاما بحماية بعضهما جيداً والأن قررا الهرب رغم أنه ليس لديهما مكان ليذهبا إليه لكنهما قاما بإدخار المال منذ وقتٍ طويل من أجل هذا اليوم لذا الأن بحوزتهما ما يكفيهما لإستئجار بيت صغير وسيبحثان عن عمل فوراً من أجل تدبر أمورهما.....

قام كلاً منهما بتجهييز حقيبته المدرسية ولكن بدل الكتب والقرطاسية قاما بوضع بعض الثياب ثم خرجا يستقلان الحافلة مع بعض أولاد الميتم للذهاب إلى المدرسة....
مضت أول حصة وثاني حصة بشكل عادي وأثناء الإستراحة أخذ الإثنان حقيبتيهما وقاما بالإختباء في دورة المياه وبعد إنتهاء الإستراحة وعودة الطلاب للصفوف تسللا خارج المدرسة وركضا مبتعدين عنها ثم أكملا سيراً حتى وصلا للمقبرة بعدما كانا قد إشتريا بعض الأزهار في طريقهما ، تقدم إدوارد ليقف أمام قبري والديه المتجاوران فيضع الأزهار عليهما ثم يقول وقد أدمعت عيناه : " أمي...أبي....اليوم هو ذكرى وفاتكما وأنا أسف لأنني لن أبقى معكما لباقي اليوم كما في العادة "
صمت للحظة وقد إنهمرت دموعه مكملاً كلامه : " أبي...أنا الأن في الرابعة عشر من عمري.....لقد أصبحت كبيراً الأن لذا....لا تقلقا علي بعد الأن....سأغادر اليوم أنا وأن هذه المدينة.....سنعيش بعيداً وسنعتني بأنفسنا جيداً لذا كونا مطمئنين حسناً ؟ "

زمهرير ذكرى أكتوبر * مكتملة *حيث تعيش القصص. اكتشف الآن