20

8 3 0
                                    


"ماذا تقول أيها الغبي، اختُطِف، من الذي اختَطَفَه"
كانت هذه عبارة (آزريل) التي صرخ بها في وجه الحارس الذي أخبره بخبر اختطاف (زياد)، فقال الرجل في ارتباك:
- لا أعلم ياسيدي لقد كنا نراقبه عن بُعد كما أمرت، وقد كان برفقة السيد (حمزة) فلم نستطع الاقتراب.
قال (آزريل) بغضب:
- وكيف سمح (حمزة) لهم باختطافه؟
روى له الحارس ما حدث واختتم بقوله:
- وأخذ السيد (حمزة) يصرخ متوعدًا من فعل هذا حتى لو كان أقرب الأقربين إليه.
ثم التقط أنفاسه وتابع في تردد:
- أظن أنه يعتبرك المسؤول عن هذا الأمر يا سيدي.
نظر إليه (آزريل) بنظرة تشتعل بالغضب وهو يقول:
- بالطبع سيظن هذا، لمَ لمْ تتدخل أيها الغبي؟
- لقد أمرتنا يا سيدي ألا نتَدَخَّل مهما كان الأمر، كما أنك هدَّدتنا بالقتل إن لاحظ السيد (حمزة) وجودنا.
- كان هذا قبل قيام شخصٌ ما باختطافه، ألم تفكر لوهلة أنك لابد أن تتدخل لمنع هذه الكارثة؟
لاذ الحارس بالصمت فتابع:
- اذهب وانظر أين السيد (حمزة)، وأخبره أنني أريد التحدث إليه.
انصرف الحارس مسرعًا وبمجرد خروجه من باب الغرفة عاد على الفور وهو يقول:
- السيد (حمزة) بالخارج يريد لقاءك يا سيدي.
قال (آزريل):
- أدخله بسرعة.
دخل (حمزة) وعلى وجهه علامات الغضب وقال:
- أظن أنك علمت بما حدث يا عمي.
أجابه (آزريل):
- لقد أخبرني الحراس الآن، ولست أعلم كيف تسمح لشيءٍ كهذا بالحدوث.
- بالطبع لم أسمح به يا عمي، ولن يمر هذا الأمر مرور الكرام.
- أعلم هذا، ولكن لابد لنا أن نُحدِّد الفاعل أولًا، من صاحب المصلحة في اختطاف السيد (زياد)، هل يمكن أن يكون أتباع (شيمزاكيل) قد وصلوا إليه؟
- لا أعتقد، فمن قام باختطافه كان مِن عشيرتنا، صحيح أنه كان مُلَثَّمًا ولكنه كان من عشيرة (بني كهيال)، لن أخطئ أبدًا في تمييز أهل عشيرتي.
- قد يكون من الجن الأحمر من أي عشيرة أخرى.
- لا يا عمي، لقد كان يعرفني جيدًا، ولذلك صرف انتباهي عن (زياد) قبل أن يقوم زملاؤه باختطافه، أنا متأكد أنه من (بني كهيال).
- هذا أمرٌ غريبٌ جدًا يا بني، فأنا لا أعرف كيف يجرؤ أحد على اختطاف ضيف الملك هكذا في وضح النهار، ومن رفقة ولي العهد أيضًا، لا أحد من عشيرتنا يجرؤ على فعل هذا.
- أعلم يا عمِّي، لهذا جئت لأسئلك عمَّا إذا كنت تعرف بأي شكل من الأشكال من قد يكون متورطًا في هذا الأمر.
قال (آزريل) بصرامة: أشعر أن سؤالك هذا يحمل اتهامًا خطيرًا يُستحسَن أن تكون مدركًا لعواقبه.
- أنا لا أتهم أحدًا بشيءٍ يا عمي، أنا أسألك بوضوحٍ لأنني أعلم جيدًا أن لك أعينًا في كل مكان.
- سأدَّعي أنني أصدقك وأنك لا تتهمني بالفعل، ولكن ثق تمامًا أنني فوجئت بالخبر قبل دخولك بلحظات، وثِقْ أيضًا أنني سأبذل قصارى جهدي لأعلم من وراء هذا الأمر.
- هل تظن يا عمي أن كلامًا كهذا قابلًا للتصديق، كلانا يعلم أنه لا يحدث شيء في هذه المدينة إلا ويصل إليك خبره قبل وصوله إلى الملك.
- هذا لأنني من أنقُل الأخبار إلى الملك يا (حمزة). هذا عملي الذي أتقنه، ولو كنت أنت أتقنت عمَلَك أيضًا لم نكن سنُضطَّر إلى خوض مثل هذه المناقشة.
قال (حمزة) في غضب:
- إذن فأنت تتهمني أنني المسؤول عن هذا.
صاح (آزريل) في غضب مماثل:
- أنا لا أتهمك بشيء،.
قاطعه صوت طرقات على الباب فصاح ولا زال الغضب يملأ صوته:
- ادخل.
دخل أحد الحراس وقال:
- لقد وصلت رسالة إلى الملك الآن بخصوص السيد (زياد) وهو ينتظركما الآن في القاعة الرئيسية.
نظر (حمزة) و(آزريل) إلى بعضِهما البَعض والغضبُ يملأُ أعينِهِما وأسرَعَا إلى القاعة الرئيسية لمقابلة الملك.

ميثاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن