35

8 3 0
                                    

‖قبل ستة وعشرون عامًا‖

"ماذا تعني يا (سعد) بأنك تريد تدمير البوابة، هذا قرار لا يحق لك أن تتخِّذَهُ بمفردك."

قالها (حمزة) بانفعال شديد فقال (سعد) صائحًا بانفعال بدوره:

- بل يحق لي، لقد تدمرت عائلتي بسبب هذه البوابة ولا دخل لنا بحروبكم يا (حمزة)، لعلك تذكر الهجوم الذي كاد أن يودي بحياة ابنتي.

- ولكننا لم نسمح بهذا، لقد دافعنا عنك وعن عائلتك كما يقتضي الميثاق الذي قطعناه على أنفسنا أنا ووالدك، أن نحميك أنت وعائلتك من أي هجوم من الجن.

- ولكنك تقول إنك ذاهبٌ إلى السجن، من سيقوم بالدفاع عن عائلتي وحفيدي القادم في غيابك من هجمات قومك المتكررة.

- بالنسبة إلى ابنتك فقد تم حل هذا الأمر بإخفائها، أما حفيدك القادم فأنا أقسم لك أنني سأحميه من جنسنا طالما أنا على قيد الحياة.

- وكيف ستحميه وأنت مسجون؟

- سأوكل عني في هذه المهمة أكثر من أثق فيه من عائلتي، سأطلب من (يورقان) حمايته طوال الفترة التي سأتغيب فيها.

- وهل سيقوم (يورقان) هذا بحمايته كما ستفعل أنت؟

- بالطبع، أنا أضمن لك هذا.

- أنا مريضٌ يا (حمزة)، لن أتمَكَّن من العيش طويلًا لأحمي هذا الطفل الذي لا ذنب له.

- أقسم لك يا أنني سأحمي حفيدك هذا طالما في صدري قلبٌ ينبض، أنت تعلم ماذا يعنيه لي هذا الطفل، سأحمِيَه كما حميتُ وَلدَاكَ من قبل، حتى لو كانا لا يعلمان بمنزلتهما لدَيَّ، أقسم لك أنني سأعتبره ابنًا لي بمجرد ولادته وسوف أقوم بكل ما يلزم لحمايته وسأفعل في سبيل ذلك كل ما قد يتوجب عليَّ فعله لحماية ابني لو كان لي ابنًا، ليس لهذا شأن بالميثاق ولكن هذا عهد علَىَّ أمام الله وأمامك الآن أن أحمِيَهُ طالما أنا على قيد الحياة.

- ستحميه كابنك يا حمزة؟

- أقسم على هذا.

-حسنًا يا (حمزة)، هو مسؤوليتك منذ الآن.

- هذا عهد عليَّ.

‖الآن‖

أغمض (زياد) عينيه بقوة وانتظر الصاعقة التي ستودي بحياته في استسلام إلا أنه سمع صوت ارتطام بقُربِهِ ولم يُصَب بأي شيء، ففتح عينيه فوجد (حمزة) ملقىً أمامه على الأرض مضرَّجًا بدمائه ومن الواضح أنه قفز أمامه لتلقي الصاعقة عنه فاندفع نحوه وجلس بجواره يتحَسَّسُ جُرحَهُ قائلًا في جزع:

- انت عملت إيه يا مجنون؟

قال (حمزة) وهو يلفظ أنفاسه بصعوبة:

- اهرُب، اهرُب الآن أيها الأحمق.

وقف (زياد) ونظر إليه وإلى (مروان) الملقى أرضًا، ثم اندفع يَعدُو بقوَّة تجاه الشرفة وقفز منها متفاديًا صاعقة (آزريل) التالية، ووقع على الأرض وتدَحرَج قليلًا فساعدته (أمل) على النهوض وقالت:

ميثاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن