|| آل بُـونـابِـرت||

758 32 43
                                    

 


" ولنا في بعض الرحيل راحة ..
ولنا في العودة للصفر ٲمل جديد ..
ولنا في المحو .. صفحة بيضاء وحبر من لون آخر ..
ولنا في الماضي ما يستوجب النسيان ..
ولنا في المستقبل ما يستحق العيش ..
ولنا قلب قادر على الحب مرةً ومرات ..
ونحن نمضي في حياة يذهب فيها أشخاص ..
ويأتي آخرون ..  وتظل الأرض تدور ..
  ونظل نسير على الدرب الذي نختار.. "




 

*  *  *


 

   تحت جنح الظلام خرج جينك إلى الحظيرة، كانت فكرة ترك هذه العائلة تُثقل قلبه و هو يستعد للصعود إلى السيارة..


وصل صوت بكاء صامت  من الغرفة إلى أذنيه تجمد في مكانه... كانت روفيري تبكي، ليست مشكلته...

ليست مشكلته... ليست مشكلته...

لم يكن هو، لم يكن جينك ليذهب إلى أي مكان حتى يكتشف ما هو الخطأ معها، قام بايقاف المحرك الذي تم إصلاحه حديثًا واتجه نحو الكوخ..

كانت باب المطبخ مفتوح، ألقى  نظرة خاطفة على الداخل ليجدها متكئة على المنضدة وتضغط بجبهتها على الخزانات العلوية، لم تكن تبكي بصوت عالٍ، لقد كانت آهاتٍ هادئة مصحوبة بتشنجات مدمرة..

شعر بقلبه ينقبض في صدره ولم يكن هناك من ينكر ذلك، بغض النظر عن مدى رغبته، كان يهتم بها في كل الأحوال..

دخل دون أن يصدر ضجيجا ودون أن يأخذ الوقت الكافي للتفكير فيما كان يفعله، تقدم نحوها وأمسك بذراعها ولفه ليسحبها إلى صدره وضمها بقوة ضده..


تسمرت في البداية، وتساءل عما إذا كانت ستقاومه، ولكن بدل من ذلك رق جسدها بالكامل وسقطت بين ذِراعيه ملتصقة بقميصه وتبكي، كان جسدها يرتعش من شدة دموعها، ولكن هدأت عندما أخذ يُربت ظهرها، بدا أن موجة الحزن أخيراً هدأت...

شعر بتشنجها وأدرك أن الرصاص المعدني البارد الذي يلف صدره كان يحفر خدها، أطلق قبضته عليها سريعًا وتراجع إلى الجانب الآخر من طاولة المطبخ، واضعًا مسافة كبيرة بينهما يحرمها دِفئه.


كان وجهها أحمر ومليء بالدموع وهي تحدق به..


"أنحن بِخير..؟"


خارج عن القانون ||✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن