خارج عن القانون ||✓

|| وَسِـيـم ||

" وكأن الحياة لم تكن حياة من قبل، حين رأيتكِ أول مرة أيقنت أنكِ أجمل أقداري، وأن الغزل في عيونك أحلى من كل شيء، وأن قربك هو السبيل الوحيد للحياة الأبدية.. ‟

  

*     *     *

إن أشرَس المعارك هيَ تلك التي تَحدُثُ ليلاً
تلك المعارك التي تَتَسَلَّل إلى النفس
خِلسةً في هدوءٍ مُريب تلك التي تَنفَرِدُ بِالإنسان وهوَ في حالة تَعبٍ تام ثُم تَضعه -مُجبَراً-
بين مُطرَقة المُواجهة اليائسة وسِندان الإستسلام المَصحوب بالعَجز والشّفَقة حتى يحاول أحدهم من أجلك حتى لو بكلمة، أن تكون المحاولة نابعة من محبة وإخلاص، أن يطمئن مخاوفك في المضي وحدك، أن ينتبه لصوت قلبك قبل أن يتحطم، ويراعي هشاشة خاطرك، هذه أسمى طرق المحبة وأكثرها بهاء وسحرًا..

كانت روفيري على ما يرام بالأمسِ بخلاف سعالها الحاد، والآن هِي مرِيضة و بِشدّة..

ظلت تتمتم بينما كانت تتقلب وتتقلب تحت أغطيتها، كَانت تعلم انها يجب عليها أن تذهب الى الطبيب، لكن الثلوج فرضت هَيمنتها طوال الليل، لذا لن تتمكن من المشي إلى المدينة، كانت أمنيتها الوحيدة أن يعود جينك، أخبرتها والدتها أن الرجل سيعود، لكنها بدأت تعتقد أنها كذبت على نفسها لتحافظ على مشاعرها..

صوت حوافر حصان ضخم يقترب من المقصورة انتزعها من أفكارها... هناك أحدٌ قادم...

ألقت البوكر وسارعت بِخُطى مُهتزة نحو البندقيتها، عليها ان تُحارب المرض، وبدون التفكير في عجزها أو في ما يجب أن تفعله، ورغبتها ببساطة في حماية والدتها، ضغطت على الزناد و أطلقت الرصاص لمن يهدد سلامتهما..

أدى ارتداد البندقية إلى تعثرها للخلف وسقوطها من الكرسي ، انزلقت البندقية بعيدًا هي ليست بِعافيتها لِتستخدمَ براعتها المُعتادة أمام الغُرباء..

" اللعنة! "

شتيمة بِصوت أجش غليظ مألوف إلتقطته مَسامعها يستحيل أن تُخطأ فيه..

"روفيري؟!! سيدة روز؟!!.. أيًا كان الذي أطلق النار علي للتو فسوف أرد الجميل! أقسم بكل ما هو مقدس ، أني سأضع رصاصة في مؤخرتك اللعينة!"

"جينك؟!"

صاحت بصوت مبحوح بلكاد استطاعت فتح له الباب..

"أنا لم أقتلك.. أليس كذلك..انت هنا..انت بخير؟"

ما إن قالت كلِماتها المُتقطعة حتى تهَاوت على الأرض، تخطى الكرسي الذي وقع واتجه مباشرة يحملِها بين ذِراعيه...

كان كل نفسٍ يدخُل صدره يغرس سَكاكين الذنب في قلبِه، أما أنفاسها كانت تهتز بِرئتيها ، وكان وجهها شاحبًا بشكل مروع ومغطا بلمعان من العرق، كان شعرها الأسود الذي لطالما سبب كوارث مشاعريّة داخله متسخًا ومُهملاً بِشكلٍ فوضوي..