|| تَوقُ الإغـرَاء ||

892 33 17
                                    

”لاولِ مرة..
مع شخص ما
تنسِاب مِني الكلماتَ
يُعامِلني بَلُطف
واتحدث بأرياحية
كمَا لو اتحدثَ مع ذاتي
لاول مرة..
اشعر باننِي اسَتطيع
ان اكوُن على طبعيَ
بافكاريَ بكلماتيَ المبعثرة
وضياعيَ لاولِ مرة
اشعر بأن ذِراعيه
هي مكاني لشِدة ارتياحيَ
والدفء الذي يحتاج صدري
حينما اكون معه‟

 

 

*   *   *

 

الأمان جميل جدًا، أظنّه الشعور الوحيد الذي يستحق عناء البحث عنه، أن نأمن ونحن نتحدث، ونحن ننفعل، ونحن نعبّر عن مشاعرنا، أن نأمن أن عفويتنا محبوبة ومقبولة، أننا لا نحتاج إلى التصنّع كي نبقى مرغوبين، وأن كل ما نعانيه من أنفسنا، لا يمثّل مشكلة للآخرين بل يجعلنا مميزون عن غيرنا، ويزيدنا مكانةً عندهم وتعلّقٌ بنا...

 

   جلس جينك وحيدًا أمام النار في تلك الليلة، ذهبت السيدة روز و روفيري للنوم منذ فترة طويلة ، لكنه كان مستيقظًا يعمل على تجهيز المسدس لروفيري لعيد الميلاد ، تنهد وهو يستلقي على الأريكة..

كان يأمل أنه بعد ما حدث بينه و بينها في الحمام ، أن تكون هذه الليلة هي الليلة التي يستطيع فيها التوقف عن استعمال الأريكة كسرير..

كان يعرف ما يكفي عن ماضيها لفهم خوفها من انشاء أي علاقة حميمية مع أي رجل ، لكنه كان سيقبل بليلة واحدة ، فقط يحتضنها فيها بين ذراعيه أثناء نومهما..

التعذيب الروحي الناتج عن اقترابها منه وعدم القدرة على لمسها كان يدفع به ببطء إلى الجنون..

"لقد كنت مجنونا حقا.. "

تذمر من شدة الصوت في رأسه و رفع المسدس في مواجهة الضوء حتى يتمكن من النظر إلى داخل الفوهة ، كان يعمل على ذلك لمدة ليلتين ، فُتِح باب غرفة نوم روفيري و سمعها تنزل فخبأ المسدس بسرعة أسفل الأريكة..

كانت فكرته الأولى هي أنها كانت تُواجه كوابيسها مجدداً ، لكن خطواتها الهادئة كانت تقول عكس ذلك ، لم تدخل المطبخ ، بل خرجت إلى الردهة وجسلت على الأريكة المُقابلة له..

عرض عليها ابتسامة صغيرة

"لا تستطيعين النوم؟"

هزت رأسها ليومِئ و هو يضع يده على خصل شعرها السوداء الناعمة التي كانت تتدلى حول وجهها..

مالت و هي تتكئ على لمسته

"لماذا لا أشعر بالارتياح؟"

استقام بجلسته قبل أن يربت على ساقه

خارج عن القانون ||✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن