|| عَودة زعِيـم العِصَـابة||

772 35 13
                                    


  " إن أوجع ما في الموت أن تفقد وجه مَن تُحبّ. أن يحول الموتُ بينكَ وبينَ أن تقولَ له كلمةً أخيرة، أن تنظر إليه نظرةَ وداعٍ تنزعُ ما فيك من شوقٍ إذا صار على الضّفّة الأخرى.. أنْ تتمكّن من مصافحته فتشعر أنّ ندى يدَيه قد أنبتَ في كَفَّيْك أنهارًا وجداول من المحبّة قبل أن يُولّي ظهره للحياة، فلا تراه من بعدها أبدًا ‟


 

*    *    *



" ما الذي أصابك بحقك؟!"

صرخ إرميا بعد أن أمسك جينك كوب الماء وشرع في رميه عرض الحائط وعاد إلى الداخل ينقب في حقائبه، بحثًا عن قارورة الويسكي التي كان يعلم أنها مخبأة في مكان ما في هذه الحقيبة، عندما لامست يده حزمة من المال، تنهد يائساً لم يدرك أنه بقي لديه الكثير، سحب المال وأحصاه ببطء..

ثلاثمائة دولار..


لقد انهار كل الحصن بناه حول قلبه في الأسابيع القليلة الماضية لحجب ذكرى روفيري في لحظة، وكانت هذه أموال والدِها، لقد كان المال الذي سرقه منهم، وقد نسي جينك كل شيء عنه..


كانوا بحاجة إلى هذا المال، لقد كانوا في حاجة إليه أكثر ممّا يحتاجهُ هو..

" هم ليسوا بِحاجةٍ إليه"

نعم هم بحاجة إليه حقاً ..


تذمر: "أصمت بحق الجحيم.. "

بكلّ أسفٍ هو لم يعتَاد على زُحمة المشاعر هذع، هو متأكد تمامًا من أنه يجِب عليه وضع حد لذلك الآن أغلَق سَحاب حقيِبته بينما كان يعيدُ الأموال إليهَا..



*    *    *


ألقى السرج على كتفه وخرج من الكوخ


" لِأين؟!.. "

كان أرمِيا قلقاً على أخيه، لطالما كان أخوه الصغير دائمًا شائكًا مثل نبات الصبار، صامِدا وسط أيّ بيئةٍ قاسيةٍ...

ولكن هنا مؤخرًا بدا الرجل تائها لم يكن لدى أرميا أي فكرة عما حدث له لكنه سئم من التعامل مع عُزلتهِ مع ذاتِه..

خارج عن القانون ||✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن