|| تَحدّي العِـصَابَة ||

672 37 4
                                    



" غَــرِيــبٌ هـو..

وحش بَربريٌ أمامَ النَّـاس، طِفلٌ بَريـئٌ في أحضَانِها




 

*     *     *

 


‏يا ليتنا نملك ممحاة تمحو كل الذين مروا فسحقوا فينا ياسمين الروح ، ويا ليتنا نستطيع إقامة مدائن تشبه قلوب الأطفال نخبيء فيها كل الذين نحبهم ‏كل الذين أرهقهم أنين المسافات ، ويا ليتنا نستطيع أن نستعير فرحاً بحجم الكون لكل الذين خطف الوجع بريق جفونهم ...

هناك أوجاع تعيش في قلوبنا ، نختنق بها وحدنا لا نخبر أحدا بها ، نعجز عن البوح بها ، تسلب منا الشعور بالحياة حولنا ، ومهما ادعينا أننا تجاوزناها هي لا تغادرنا أبداً ، تخرج من أعماقنا على شكل تنهيدة لتخبرنا "أنا هنا"... الوحدة هي ليست العيش بلا أحبة بل هي تلك الأماكن الفارغة في القلوب التي خلفها أولئك الغائبون...!!



الظلام قد نَشَر سَوادَه عندما وصلت مجموعة رجال العِصابَة العشرة إلى المنزل الهادئ الذِي رَبِحهُ أرميا في أحدِ الرّهَانات..

أمسك جينك بزمامه وتوقف بجانب إرميا وديوك.

"حسنًا، يبدو هذا المَنزِل جيّداً لِيأوينا طوال الليل"..

شعر جينك بعدم الارتياح يستقر في أمعائه لكلام دِيوك كان المنزل الصغير بالكَاد يحمِيهم من الصّقِيع البَارد.

كانت هناك شقوق في الجدار للسماح بدخوله، وكان يتصاعد هناك خط رفيع من الدخان من المدخنة، وشاهد تجول حصانٍ نحيف حول الحظيرة..

تجمد جينك في مكانه بينما اقترب بقية الرجال من المنزل

"انتظروا..!"

"ماذا؟"

"أشعُر بالبرد و لا يُمكـ..."

وعندها فقط انفتح باب المنزل وركض صبيان صغيران إلى الخارج، وتناوبا على ضرب بعضهما البعض..

" أمي..!"

صرخ أحدهم

"سام ضربني!"

"هو ضربني أولاً!"

صاح الصبي الآخر، خرجت من الباب امرأة شقراء نحيلة، بادية على ملامحها الرقيقة عَلامات التعب، ترتدي فستانًا بنيًا باليًا..

أسندت مكنستها على الحائط وعقدت ذراعيها على صدرها، وحذرت قائلة:

" انتظرا حتى يعود والدكما إلى المنزل غدًا "

خارج عن القانون ||✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن