part 26 🖤

283 17 48
                                    

°°°
دوامة!....دوامة أمسكت بيديه قسراً وبكل قسوة بدلاً من ان تسحب جسده سلبت روحه منه ليبقى جسده أجوف بلا روح.. واخذت الدومه تلك الروح المسلوبة قسراً بداخلها..أعمق فاعمق وروحه تتخبط في كل ذكرى بداخل الدوامة.. كانت كاحله مليئ بذكريات بيضاء وبعضها كانت مظلمة.. ولكن رغم الظلام إلا أنا وجود تلك المرآة بتحديد وبتلك الذكريات كفيل بأن يثبت انه مريض بمرض عمى الألوان فكيف أن تجتمع هي وذكرياته السوداء معاً بذكرى واحده.. هذا لا يمكن

وهل للابيض أن يظل أبيض أن وضعوه في الوحل؟.. بكل تأكيد لا...ولكن هي إمرأة ظلت بيضاء في عالم الوحل...لم يتسخ بياضها بالاسود رغم أنها بداخله..
كانت مثل ما هي عليه الان وكما يراها ناصعة البياض وسط السواد....وبداخل عينه كان انعكاسها..محيطة بالابيض وسط الاسود

بيضاء بتابوت أسود..

لم يسبق على البشرية أن عرفوا مالذي يحتويه الثقب الاسود أو مالذي يحدث أن ابتلع أحد...لكنه في الحظة التي رفع الغطاء ورؤيتها بتابوت شعر وكأن ثقب أسود ابتلعه وعم الظلام الدامس من كل مكان حوله وفقط...فقط كانت هي مصدر الضوء الوحيد بثقب أو دعونا نقول بحياته..لم يهتم براشيل التي كانت على وشك فقدان الوعي من هول الصدمة وحتى إمساك جولين لها لم يجدي نفعاً وسقطت مغشاه عليها

لم يهتم لأي شيئ مما يدور حوله.. ببساطة لأنه من الأصل لا يسمع سوا أصوات بعض الذكريات والتي أخذت تتسارع وتتكاثر وكأنها خالية سلاطان وليست ذكريات....قبضته كانت محكمه الضغط على قطعة القماش البيضاء ورتجاف أصابعه عليها هو الشيئ الوحيد الصادر منه..ضل متصنم في مكانه لبضع دقائق وفقط يحدق في وجه مينا.. وآثار ذلك الطلق الناري على جانب رائسها الأيمن.. لقد تم قتله بواسطة طلق ناري

يرفاق هل آت الشتاء؟..لأنه يشعر بتجمدت الدماء في عروقه كما وانها بدأت أطراف أصابعه تتجمد صعوداً للاعلي...كان مثل شخص علقت قدميه في بحيرة جلدية ومن فوقه انهيار ثلجة بلقطب الجنوبي..كان يستطيع سماع صوت أنفاسه الثقيلة تدخل لرئتيه ولا تخرج كانت خشنة للغاية..رعب تملك جسده ورجفه اصبت قلب زعيم المافيا الذي لم يرتجف قط..كان متصنم وشارد..

لا يسمع أي شيء حتى صراخ جولين وهي تحاول إيقاظ شقيقته وكأن أحدهم خفض صوات العالم..
أيضاً لم يكن يراء انهيار الخدمات أرضاً ولا تعابير وجه الحراس فزعً...فهل فقد البصر!

خطوة..خطوة كانت كل ما تفصل بينه وبين مربيته وحتى الآن لم يقطعها..وفي المقابل مد يديه ذات الانامل المرتجفه يتحسس وجهها باطرف أنامله بهدوء ، وعند تحسس برودة بشرتها أغمض عينه رغماً عنه حول قدر المستطاع كبح رغبته في البكاء ولكن لا يمكن هذه مينا..وهو يعلم ماذا فعلت هذه المرآة من اجل الجميع..ضحت بزهرة شبابها لأجله
هو وشقيقته لقد ضحت بشئ ثمين بالماضي حتى لا تضيع مستقبلهم ولا داعي لذكره الآن.. ربما لاحقاً ..

Dafle حيث تعيش القصص. اكتشف الآن