"قد تصفعكِ الحياة صغيرتي و تشعرين بالضياع، يطفئ الحزن بريق عينيكِ و يُذبل ورودكِ، بلحظة ينقلب ربيع قلبكِ لخريف، تشعرين بأنكِ ريشة تعصف بها الرياح ببراح الكون الشاسع و أنتِ تبحثين عن ذلك الجناح لتنضمين له مرة أخرى و تقاومي الرياح من جديد و لكنك مجرد ريشة، ضعيفة و هشة لم يؤثر سقوطكِ بالجناح، سيظل يرفرف بحرية متحدياً قوة الرياح بينما أنتِ ستظل الرياح تسحقكِ، هذه هي الحياة صغيرتي، الحياة ليست عادلة و لكن كوني على يقين أن بعد كل نهاية بداية، ربما ظننتِ أنكِ مجرد ريشة ضعيفة و لكنكِ في الحقيقة طير حُر و لكنكِ لم تكتشفي ذلك بعد، لذا استمري و قاومي الرياح حتى تدركين قوتكِ و تكتشفي ذاتكِ".
والدتكِ."فارس وحيد جوه الدروع حديد
رفرف عليه عصفور و قاله نشيد
منين..منين..و لفين لفين..يا جدع..
قال من بعيد و لسه رايح بعيد".
(صلاح چاهين).أمسك إبراهيم بزمام الأمور و أمسك الرجل من تلابيبه يوجه له الإتهامات فيما قال الرجل باستنكار و غضب:
"حرامي إيه احترم نفسك، ده شكل حرامي برضه، نزل إيدك يا بني آدم إنت".لم يبالي إبراهيم بل أحكم قبضته عليه و باليد الأخرى يمسك بالعصا الخشبية و تابع اتهامه:
"تبقى متحرش يا روح ***، هتعملي فيها ابن ناس يلا؟، انطق مين البت دي و عايز منها إيه عشان و حياة أمي لو طلعت منهم ما هتطلع من هنا على رجلك..."."مراتي يا متخلف...بدور على مراتي...".
كان الرجل يحاول التملص منه و لكن إبراهيم يُحكم حصاره و قاطعه بقوله:
"و لما هي مراتك إيه اللي هيخليها تجري منك، إنت هتشتغلني؟"."يا بني آدم إفهم، مراتي تعبانه شوية و مش في حالتها الطبيعية رمت نفسها من العربية و جريت في الشارع و هي مش في وعيها".
أرخى إبراهيم قبضته و هو يتفرس ملامح الآخر و لم يصدق ما تشدق به و قد بدى عليها الذُعر فكيف بدلاً من أن تحتمي بزوجها تحتمي منه؟ كما أنه رأى كدمات بوجهها و يبدو أنها آثار ضرب لذلك قرر مراوغته فتركه و تحدث بنبرة أهدأ:
"و أنا قولتلك مشوفتش حد، محدش دخل هنا"."بس أنا شوفتها دخلت الناحيه دي، و إنت الوحيد اللي فاتح، أكيد مشوفتش غلط يعني".
"لا يا باشا بس يمكن عينك خانتك، فيه كذا داخله مداريه قبل الورشة يمكن دخلت في واحده فيهم و قدامك أهو الورشة فاضية و أنا قاعد لوحدي، أكيد لو واحده دخلت تجري عليا و في وقت زي ده مش هتدخل تلاقيني قاعد على الكرسي عادي كده".
كان توقف عقله لحظة دلوفها في صالحه لذا اقتنع الرجل و تحرك للخارج ينظر مرة أخرى و يبحث عن تلك المداخل بعينيه فخرج إبراهيم و أشار له نحو بضعة مداخل ضيقة بين المنازل و بالفعل تحرك الرجل دون أن يتفوه بحرف بخطوات سريعة يحاول اللحاق بها و قد نجح إبراهيم بتشتيته فيما راقبه إبراهيم حتى اختفى أثره ثم عاد نحو الداخل و أنزل الباب الحديدي ثم توجه نحوها وجدها فاقدة للوعي تماماً فوكزها بالعصا يحاول إيقظها و لكن دون جدوى فتمتم بضجر:
"يادي الليلة اللي مش فايته، طلعتيلي منين إنتِ بس، هو أنا ناقص مصايب...إنتِ يا ست، فوقي الله يكرمك".
أنت تقرأ
غُربة
Phi Hư Cấuغُربة، غُربة أرواح تاهت بدروب الحياة، أرواح تغربت و ضاعت خُطاها تقودها نحو المجهول و الخوف يسكنها، أرواح لم تحلم بالحياة سوى بحياة، حياة بأوطان تسكنها آمنة، أوطان تقتل غُربتها و تقتل الحنين فهل من أوطان آمنة أم ستظل الأرواح مُغتربة تبحث عن وطن حتى ي...