٣-صفعات

62 5 27
                                    

"قد تصفعكِ الحياة صغيرتي و تشعرين بالضياع، يطفئ الحزن بريق عينيكِ و يُذبل ورودكِ، بلحظة ينقلب ربيع قلبكِ لخريف، تشعرين بأنكِ ريشة تعصف بها الرياح ببراح الكون الشاسع و أنتِ تبحثين عن ذلك الجناح لتنضمين له مرة أخرى و تقاومي الرياح من جديد و لكنك مجرد ريشة، ضعيفة و هشة لم يؤثر سقوطكِ بالجناح، سيظل يرفرف بحرية متحدياً قوة الرياح بينما أنتِ ستظل الرياح تسحقكِ، هذه هي الحياة صغيرتي، الحياة ليست عادلة و لكن كوني على يقين أن بعد كل نهاية بداية، ربما ظننتِ أنكِ مجرد ريشة ضعيفة و لكنكِ في الحقيقة طير حُر و لكنكِ لم تكتشفي ذلك بعد، لذا استمري و قاومي الرياح حتى تدركين قوتكِ و تكتشفي ذاتكِ".
والدتكِ.

"فارس وحيد جوه الدروع حديد
رفرف عليه عصفور و قاله نشيد
منين..منين..و لفين لفين..يا جدع..
قال من بعيد و لسه رايح بعيد".
(صلاح چاهين).

أمسك إبراهيم بزمام الأمور و أمسك الرجل من تلابيبه يوجه له الإتهامات فيما قال الرجل باستنكار و غضب:
"حرامي إيه احترم نفسك، ده شكل حرامي برضه، نزل إيدك يا بني آدم إنت".

لم يبالي إبراهيم بل أحكم قبضته عليه و باليد الأخرى يمسك بالعصا الخشبية و تابع اتهامه:
"تبقى متحرش يا روح ***، هتعملي فيها ابن ناس يلا؟، انطق مين البت دي و عايز منها إيه عشان و حياة أمي لو طلعت منهم ما هتطلع من هنا على رجلك...".

"مراتي يا متخلف...بدور على مراتي...".

كان الرجل يحاول التملص منه و لكن إبراهيم يُحكم حصاره و قاطعه بقوله:
"و لما هي مراتك إيه اللي هيخليها تجري منك، إنت هتشتغلني؟".

"يا بني آدم إفهم، مراتي تعبانه شوية و مش في حالتها الطبيعية رمت نفسها من العربية و جريت في الشارع و هي مش في وعيها".

أرخى إبراهيم قبضته و هو يتفرس ملامح الآخر و لم يصدق ما تشدق به و قد بدى عليها الذُعر فكيف بدلاً من أن تحتمي بزوجها تحتمي منه؟ كما أنه رأى كدمات بوجهها و يبدو أنها آثار ضرب لذلك قرر مراوغته فتركه و تحدث بنبرة أهدأ:
"و أنا قولتلك مشوفتش حد، محدش دخل هنا".

"بس أنا شوفتها دخلت الناحيه دي، و إنت الوحيد اللي فاتح، أكيد مشوفتش غلط يعني".

"لا يا باشا بس يمكن عينك خانتك، فيه كذا داخله مداريه قبل الورشة يمكن دخلت في واحده فيهم و قدامك أهو الورشة فاضية و أنا قاعد لوحدي، أكيد لو واحده دخلت تجري عليا و في وقت زي ده مش هتدخل تلاقيني قاعد على الكرسي عادي كده".

كان توقف عقله لحظة دلوفها في صالحه لذا اقتنع الرجل و تحرك للخارج ينظر مرة أخرى و يبحث عن تلك المداخل بعينيه فخرج إبراهيم و أشار له نحو بضعة مداخل ضيقة بين المنازل و بالفعل تحرك الرجل دون أن يتفوه بحرف بخطوات سريعة يحاول اللحاق بها و قد نجح إبراهيم بتشتيته فيما راقبه إبراهيم حتى اختفى أثره ثم عاد نحو الداخل و أنزل الباب الحديدي ثم توجه نحوها وجدها فاقدة للوعي تماماً فوكزها بالعصا يحاول إيقظها و لكن دون جدوى فتمتم بضجر:
"يادي الليلة اللي مش فايته، طلعتيلي منين إنتِ بس، هو أنا ناقص مصايب...إنتِ يا ست، فوقي الله يكرمك".

غُربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن