١٥- الغائب الحاضر (الجزء الثاني)

29 4 7
                                    

" لا تتخلي عن حنو قلبكِ و لو نعتكِ الجميع بالبلهاء، هذه صفة نادرة و لا يتمتع بها الجميع و لا يستطيع كل من لديه تلك الصفة منحها للآخرين فإن كنتِ حنونة و حنانكِ يفيض منكِ على الجميع هذه ميزة لا تتخلي عنها".
والدتكِ.

"من بين ستات العالم و الدنيا ملفتش خيالي إلا خيالك..فستانك الإسود و براءتك و هدوء تفاصيلك و جمالك..لما بتدخلي على أي مكان بيبان إنك مختلفة بجد..أميرة من الحواديت تايهه و قاعده بوقارك و في حالك..و عليكِ عيون سبحان الله قمرين زي البدر الكملان..لما بتضحكِ كل الدنيا بتتحول فجأة لخير و أمان..الشاعر لما يشوف حاجة و يكتب عنها بيغرق فيها فأنا هنا بتكلم فعلاً جد..بتكلم جد الجد كمان...كتبتلك بلاش تبصلي في عنيا عشان الشوق ممكن يبان..و استهدى بالله في الجمال و التقل لا ترد البيبان..و اسمحيلي لو مرة ألمحك و أستسمحك تقبل تكون نور العيون و معايا على مر الزمان..نفسي الستات كلها تلبس زيك..تلبس فستان فضفاض زيك و تعيش بهدوء و سلام زيك و تحب الكل...إنتِ الإنسانه اللي تطلي فالشمس تطل..بتحبي الشِعر و شكل البحر و أغاني بهاء سلطان و الليل..بتحبي الخير و ركوب الخيل...ملهاش في الناس و حضورها خفيف و أخرها تروح تشرب كوكتيل أو تمشي شوية في أي مكان..من الآخر ملهاش في الإنسان و حضورها قليل بس إن طلت طلتها في أي حضور بتبان و رقيقة كمان.. موهوبة كمان بتحب الديكورات و الألوان..لسه مكبرتش مع الدنيا بعد المآساه...مبتتغيرش و حلاوتها في خوفها من الله..لسه بمبدأها بتتعامل من يوم ما اتخلقت في الدنيا و بتضحك من رحم المعاناة".
(فارس قطرية).

انقضت بديعة على إبراهيم تضمه بسعادة حتى أنه تأوه من جرحه و لكنه ضحك بسعادة كما نورة و قد نجح بإسعادها حقاً و تحقيق حلمها فيما تحدث إبراهيم يوجه حديثه لنورة و قد ابتعدت عنه بديعة تطالع الأوراق بين يديها بابتسامة و قلبها يتراقص فرحاً:
- و إنتِ يلا بقى كفاية قعدة و نكد، إنتِ مش اتفقتي مع رامي إنك هتنزلي تدربي و تتمرني و تروحي تقدمي و تعلمي اسكيت و فروسية، مستنية إيه و متقوليليش عشان حياة، كلنا هنا موجودين مش هتوقفي حياتك عشان حياة، كفاية شايلاها طول الوقت و بتتحججي بيها، خلينا نساعد بعض و نسهل الدنيا، متخلنيش أندم إني مطاوعك و سايبك رافضه حد يساعدك في مراعيتها عشان مضايقكيش بس لحد كده و كفاية المفروض اتعلمنا بقى و مش هنعيده تاني و نوقف حياتنا و نضيعها و نفضل واقفين مكانا..هننظم الوقت و حياة كلنا موجودين هنشيلها معاكِ و ابدأي بقى حياتك.

طبقت نورة على شفتيها فهي بالفعل تختلق الأعذار و مازالت خائفة ثم تحدثت تبوح له:
- خايفه يا إبراهيم..خايفه مقدرش، خايفه منجحش، خايفه مقدرش أتعامل مع الناس برضه..أنا لسه بخاف.

- كلنا بنخاف يا نورة بس مينفعش نفضل في مكانا مستسلمين و بعدين إنتِ ليه مش شايفه اللي إنتِ وصلتيله..بذمتك إنتِ نورة اللي اتعرفنا عليها في الأول؟..إنتِ اتحسنتِ كتير و بقيتي بتتعاملي مع الناس و كنتِ مبسوطه بالتجمعات في رمضان و العيد و اتعرفتي على ناس جديده، ده إنتِ اتصاحبتي على شهد و كنتِ مبسوطه يوم ما روحنا نفطر معاهم و هزرتِ و ضحكتِ مع الحاج إسماعيل و نزلتي كذا مرة مع شهد اشتريتوا حاجات و روحتي زورتي الحاج لوحدك..يا نورة إنتِ بقى ليكِ حياة و بدأتِ تكوِّني علاقات، أه بتبقي متوتره لسه بس بدأتِ تتعودي و تتعاملي على راحتك أكتر حتى معانا هنا، أنا مبقتش أحس إنك بتتوتري خالص وسطنا و بقيتي بتتعاملي عادي جداً..متقلليش من نفسك عشان إنتِ فعلاً قوية و قادرة تعدي كل ده و عندك قوة إنتِ مش عايزه تشوفيها..نورة إنتِ مستوعبه إنك اتجرأتي و دافعتي عن ماما حتى و إنتِ خايفه قدرتي، متخيلة إنك مخوفتيش و طلعتي عشان تلحقي الولاد، متخيلة إنك كنتِ في وضع صعب على أي بني آدم و مش أي حد يقدر يتصرف في وضع زي ده لكن إنتِ اتصرفتي؟، نورة إنتِ المطوة كانت على رقبتك و هتموتي لكن إنتِ قدرتي و فكرتي و قاومتي و خلصتي نفسك حتى لو كان بمساعدتي لولا تفكيرك الله أعلم كان ممكن إيه يحصل و كنت هقدر ألحقك ولا لأ..إنتِ حتى اللي فكرتِ و اتصلتي بيا و ماما نفسها من خضتها مجاش في بالها..إنتِ بجد إزاي مش شايفه قدراتك؟!..خلي عندك ثقة في نفسك حتى لو فشلتي حاولي مرة و اتنين و عشرة لحد ما تنجحي، حطي هدف قدامك و صممي إنك توصلي و هتوصلي صدقيني بس تثقي في نفسك..أنا شخصياً واثق فيكِ و واثق إنك هتنجحي بس اتحركِ و متخافيش.

غُربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن