" إن كنتِ تظنين بأنكِ مجنونة فلا بأس فهناك من هو أجن منكِ، العالم مليء بالمجانين صغيرتي".
والدتكِ."لا تُخفي ما صنعت بك الأشواق
و اشرح هواك فكلنا عشاق
قد كان يُخفي الحب لولا دمعك
الجاري و لولا قلبك الخفاق
فعسى أن يُعينك من شكوت له الهوى
في حمله فالعاشقين رفاق
لا تجزعن فلست أول مُغرم
فتكت به الوجنات و الأحداق
و اصبر على هجر الحبيب فربما
عاد الوصال و للهوى أخلاق".
(محمد بن سليمان التلمساني).جميل قوي دي نورة و هنشوف هيحصل إيه... أنا بقى..إنت بقى مش قولتلي إن أي مشاعر هتحسها ناحيتها فهي مشاعر مزيفة؟.
- حصل.
هكذا أجابه رامي و هو يومئ موافقة فاندفع إبراهيم بقوله بحنق و مازال يميل عليه بجزعه:
- جميل، إيه ده بقى...قولي إيه ده؟.- إيه ده إيه؟.
- هو إيه اللي إيه ده إيه..إنطق إيه ده؟.
- ماهو أنا لو أعرف إيه ده و الله هقول، إيه بقى اللي هو إيه؟
هكذا اندفع رامي يسأله فكز إبراهيم على أسنانه بغضب و هو يزجره بنظراته فاعتدل رامي بجلسته يعدل من وضعية نظارته ينتظر القادم و يبدو أنه لا يبشر بالخير أبداً و سيفرغ إبراهيم غضبه الكامن به كاملاً كحقيبة رمل بحلبة ملاكمة و إبراهيم الملاكم الثائر لذا تحدث رامي يحاول السيطرة على غضبه و قد رأى بعيني إبراهيم حقاً أنه فقد صوابه و يحاول جاهداً التحكم بغضبه و قد شدد من قبضته على تلابيبه يتنفس بحِدة:
- طيب ممكن بس تهدى و تفهمني بالراحة.نفضه إبراهيم من يده و قد شعر أنه يفقد السيطرة تماماً على نفسه و سيفتك برامي و لا يعلم ما هذا الذي يفعله و لِمَ هو غاضب لهذا الحد و كيف خرجت الأمور عن سيطرته لذا وقف يطالع المكان حوله بتيه يتحرك بغير هدى و رامي يراقبه عن كثب ثم تحدث بنبرة هادئة:
- أنا سامعك.توقف إبراهيم يحاول السيطرة على نفسه ثم مسح وجهه مروراً بخصلاته بعنف ثم وضع يده على خصره و تحدث بانفعال و هو يحرك يده الأخرى بحركات انفعالية:
- ممكن تفهمني إيه ده...إيه اللي أنا حاسس بيه ده...إنت نفسك قولتلي أي مشاعر هتحسها فهي مشاعر وهميه، تقدر تفسرلي إيه اللي أنا فيه ده؟.- طيب ممكن تهدى و تقعد كده و تشرحلي إنت حاسس بإيه؟.
اندفع إبراهيم بحدة:
- حاسس بإيه؟...حاسس...حاسس بنار جوايا، حاسس إني عايز أروح أقتله..لا لا مش هقتله، الموت رحمة ليه..أنا مش هرحمه بسهوله كده..أنا...- إبراهيم من فضلك تهدى، خد نفس عميق و نظم نفسك...طبيعي نحس بمشاعر سلبية....
هكذا قاطعه رامي بجدية فيما قاطعه إبراهيم بحدة و غضب:
- متقوليش طبيعي، اللي أنا فيه ده مش طبيعي أبداً، أنا روحي كانت بتتسحب مني و أنا شايفها بتموت نفسها قدامي، لحظتها حسيت بروحي بتروح مني، حسيت بقلبي بيوجعني، كل حاجه فيا بتعصاني و مبقتش ملكي، كل حاجه فيا بقت رهن إشارتها، بتحركني بنظرة عين منها، أنا مبقتش أنا، أنا مبقتش عارف أنا مين و إزاي واخداني كده، أنا عمري ما كنت كده، عمري ما حسيت...بكل الحاجات دي، عمري ما حسيت إني ملك لغيري، أنا مش ملك نفسي و لا حاجة قادره توقفني و تمنعني..أنا بغرق و مش لاقي اللي ينجدني..أنا مليش حيلة قدام عنيها، بنظرة منها قلبي بيدوب و يسلم.
أنت تقرأ
غُربة
Literatura Faktuغُربة، غُربة أرواح تاهت بدروب الحياة، أرواح تغربت و ضاعت خُطاها تقودها نحو المجهول و الخوف يسكنها، أرواح لم تحلم بالحياة سوى بحياة، حياة بأوطان تسكنها آمنة، أوطان تقتل غُربتها و تقتل الحنين فهل من أوطان آمنة أم ستظل الأرواح مُغتربة تبحث عن وطن حتى ي...