٢٠- عيونها شمس

32 2 0
                                    

" تمسكِ بعوض الله لكِ و اسرقي لحظاتكِ السعيدة من الحياة، اهربي من الضجيج و امنحي قلبكِ المُتعب السلام قليلاً، راقبي غروب الشمس بابتسامة و اتركِ الهواء المنعش يداعب صفحة وجهك بحنو و استمتعي ببعض من السلام صغيرتي".
والدتكِ.

"قولوا لها أن الجمال مُتيمٌ بجمالها
إن بادرت و تبسمت تُردي القلوب بحسنها...عربية و عيونها كالسيف ينزل يَبتُر
و أنا العزيز الفارس لا حول لي بلقائها...ما أروع الثوب الذي تختاره بعناية
و إن ارتدته تُضيئه عجباً لها و لوجهها
مختلفة عن كل شيء قابلته جوارحي
و لطيفة و عفيفة كأميرة في قصرها...هي كالقمر ...تمشي فيسطع نورها وسط الظلام...هي كالغروب و كالسحاب ينادي أسراب الحمام...هي كل شيء فاتنٌ...هي كل شيء هادئٌ....و خجولة في صمتها..و خجولة عند الكلام...قد كنت قبل لقائها لا أُهزم...مالي أمام عيونها لا حول لي فيما أرى
...في حسنها شيء غريب لم أقابل مثله
سبحان من خلق الجمال و قدره".
(فارس قطرية).

كان إبراهيم يُتمم على بعض الأعمال قبل أن يصعد ليطمئن على بندق و لكنه تفاجأ بنورة تقف أمام باب الورشة و الفتى يهرول نحوه، اقترب الفتى من إبراهيم و قال:
- الست نوارة هتاخدني نتمشى شوية.

اصطحبه إبراهيم حيث تقف نورة و سألها:
- هتروحوا فين؟.

- مش عارفه بس هو قالي إنه عارف أماكن كتير هنا و حافظ الطرق...يعني قولت نتمشى و نفك شوية سوا.

شعر إبراهيم أن هي التي بحاجة للخروج و استنشاق بعض الهواء و أن الفتى جاء لها كالغوث لينتشلها من موجة حزنها لتنشغل به بقلب أم مفطور على أطفالها و كأنهما الغوث لبعضهما هي أم دون أطفال و هو طفل دون أم أو ربما هما طفلان ثقل الحزن بقلبيهما و لم يعودا يتحملانه و هما يجاهدان ليستمرا بالحياة لذا لم يمانع و لكنه فكر بطريقة كي يطمئن على كلاهما لذا طلب منها الإنتظار ثم دلف حيث الشباب و هتف بإسم إسلام:
- إسلام سيب اللي في إيدك و تعالى.

اقترب منه الشاب يستفهم منه فأردف إبراهيم:
- اغسل إيدك و غير هدومك و روح مع الست نوارة و بندق، عايزك تبقى زي ضلهم ميفارقوش عينك...إسلام الكلمتين اللي هقولهملك دلوقتي ميتكرروش على لسانك و لا كإنك تعرفهم تسمعهم و تركز، الست نوارة في حوار كبير و جوزها بيدور عليها و ممكن يإذيها و وصل لحارة عمك سيد، عايز عينك وسط راسك لو حسيت بأي لبش إنت عارف تخليها تخلع إزاي، مش عايز فيها خدش و بندق أبوه و أمه ميقربوش منه، زي ما هتاخدهم ترجعهملي، هتقدر لوحدك و لا تاخد غريب معاك؟.

كان الشاب يستمع له بإنصات و إبراهيم يُلقي عليه تعليماته فهو يثق به كثيراً و يعلم أنه قادر على حمايتهما و تهريب نورة إن لزم الأمر فهو على دراية بكل إنش بالمنطقة بأكملها و المناطق المجاورة و له العديد من المعارف و الأصدقاء لا يقلوا شهامة عنه، أومأ الشاب موافقة ثم سأله:
- عنيا يا أسطى و لو فيه حاجة هلاقي ألف مين يسد و ميفتحش بوقه متقلقش بس أنا برضه معرفش شكل الراجل.

غُربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن