" مرضى النفوس كُثر فاحذري منهم و لا تقعي بشباكهم، سيتلاعبون بكِ و يحطمونكِ و يسعون بكل طاقتهم لتدميرك، استفيقي صغيرتي و احذري منهم، لا تكوني ضحية أهوائهم المريضة".
والدتكِ."أنا بخير...رضوض في المشاعر... و كسر في الخاطر..و بعض خدوش على الذاكرة..يقول الطبيب..لا شيء مميت..خلع في الروح فقط!".
(محمود درويش).عودة لمجلس نورة مع رامي و إبراهيم و أسرته و غادة اللذين يستمعون لها بذهول و صدمة مِمَ تحملت و عانت فيما أردفت نورة تتابع سردها للجانب الآخر الرائع من فريد و قد سردت فقط بعض المواقف التي كان صوتها الداخلي يحذرها منها و لكنها تتغاضى عنها عدا المواقف الخاصة بها و بفريد كزوجين ذكرت تذمره و عدم تقديره و لكن دون أن تخوض في تفاصيلها و أكم من المواقف مرت بينهما و لكنها اكتفت بِمَ سردت:
- فريد كان بيطلعني لسابع سما و في لحظة ينزلني لسابع أرض...كان بيحبني حب مش طبيعي، كان بيهتم بكل التفاصيل حتى لبسي لو خارجين يقف ينقيلي لبسي و يسرحلي شعري و ساعات يحطلي الميك أب بإيده و يلبسني حتى الجزمة بنفسه...ده في مرة رجلي اتنت و كنا في تجمع فضل يدلكهالي و باس رجلي قدام الناس و شالني لحد العربية..كنت في الأوقات دي بحس إني أميرة بجد يمكن تكونوا شايفنها حاجات تافهه بس إنتم مش فاهمين كان بيتعامل إزاي بجد، كان الكل بيحسدني على معاملته ليا و هو فعلاً كان بيعاملني حلو كده حتى في البيت بس في لحظة يقلب و يرمي في كلام يوجع....غيرته عليا كانت فظيعة بس مكانتش مضايقاني أبداً و كان بيقولها بشكل جميل فعلاً يخليني من نفسي أنا مش عايزه أسمح لحد يقربلي، أنا بتاعته هو و بس و هو كان طول الوقت عايزني متفرغاله حتى مع الوقت مبقاش في تواصل بيني و بين أي حد من قرايبي و لا أي حد، حياتي في البيت معاه هو و الولاد و بس لا بشوف حد و لا بكلم حد و رغم إن مكانش فارق معايا و مكتفية بيه بس طول الوقت كنت حاسه بالوحدة و هو سايبني و مش مهتم و برضه ساعات تانيه يهتم إهتمام مش طبيعي يخليني بجد متلخبطه و مش فاهمه هو العيب في مين...لما كنت بتعب كان بيسهر جنبي و عينه متغفلش عني...و ساعات تانية يبقى مشغول ميسألش حتى أنا عاملة إيه، لما كان يخرج أو أنا أخرج يفضل يكلمني طول الوقت يطمن عليا و يبعتلي في رسايل مبيسبنيش لحظة و ساعات تانيه ميسألش عني خالص و أفضل أنا أتصل و هو ميعبرنيش و يتخانق معايا فأبطل و أحاول مضايقوش ألاقيه بعد فترة رجع تاني يهتم و يتصل بيا كل شوية، فريد كان ممكن يتصل بيا ١٦ ١٧ مرة في اليوم عادي و أيام تانيه ممكن باليومين ميتصلش غير مرة و مبقاش عارفه عنه حاجة، كان بيهتم بدراستي و يهتم بمذاكرتي قوي و عايزني أبقى فعلاً حاجة كويسة بس لما سيبت الدراسة غصب عني مع الوقت بقيت أحسه....بيتكسف مني، ساعات كنا نبقى في تجمع و حد يسألني أنا خريجة إيه يتوه في الموضوع و ساعات يقول إني اضطريت أسيب الدراسة عشان أهتم بالولاد و يضيف كلمة تضايقني زي هي أصلاً مكانتش هتكمل، هي مكانش ينفع تبقى دكتورة أصلاً و هي بتخاف من خيالها و حاجات كده و كان بيسمعني أنا بس الكلام ده يعني بيقوله بصوت واطي و لما عاتبته مره قالي حبيبتي متزعليش أنا مش قصدي و مرة تانيه قالي نورة اعترفي إنك أصلاً فاشلة...رغم إني حاولت أرجع لدراستي كذا مرة بس هو كان بيشجعني مكملش عشان أهتم بالولاد و كنت بشوف إن عنده حق لإني أصلاً مكنتش قادرة عليهم و أنا فاضية و برضه كان يحسسني إني مقصره أو فاشلة..مهما أعمل مش كفاية و مش راضي...
أنت تقرأ
غُربة
Nonfiksiغُربة، غُربة أرواح تاهت بدروب الحياة، أرواح تغربت و ضاعت خُطاها تقودها نحو المجهول و الخوف يسكنها، أرواح لم تحلم بالحياة سوى بحياة، حياة بأوطان تسكنها آمنة، أوطان تقتل غُربتها و تقتل الحنين فهل من أوطان آمنة أم ستظل الأرواح مُغتربة تبحث عن وطن حتى ي...