١١- غريب بموطني

32 2 1
                                    

" قد تشعرين بالفوضى و الضجيج يقتحمان حياتكِ فجأة، تشعرين بالتيه و الضياع و تتبعثر حياتكِ و لكن كوني على يقين أنها هادئة و مُنظمة عند الله فقط اصبري و احتسبي و ستعود حياتكِ الهادئة بل و أفضل فقط اصبري".
والدتكِ.

"دواير هو ده العالم و أخرك فيه يا واد لفة..يا دوب مظلوم و حظك مال و عاجز تعدل الكفة..مشيت أعمى مع الماشيين و صدقت الكلام علطول..عشان غلبان و إبن أصول طلعت الجحش في الزفة..لإنك لسه عيل خام و كلمه تزعلك و تنام و حبك صدق مش أفلام بقى عياطك روتين ثابت..تخاف تعرف بشر تانيين عشان عقدة لبشر سابت..إيديك تدي متين مرة و مرة وحيدة تطلب حق فيتقالك هتطلب لأ و تلقى طباعك إتعابت..مفيش في الدنيا حد اتساب بكَّمك و إنت بتكابر..محدش خد في باله عنيك و حزنك و إنت بتغادر و قولي إزاي بتستحمل تكون للكل بيت و قريب في نفس الوقت برضه تكون لكل الناس غريب عابر...مصاب بالفرط في الإحساس و كلمة بتقتلك و تهد..بتيجي قبل النوم و تفضل تفتكر و تعد...بيصعبلك تشوف الناس حزينة فتجري و تطبطب و قلبك هو أكتر قلب كان محتاج يحس الود...و تكتب إنت و تأڤور...أنا ذاك الذي قد نام عندما فارق الفجر..سكوني يوقظ الذكرى و حولي الكون لا يجري...نصيبي القبح في قلبي أناس قد قطعت لهم عهوداً لم يهابوها فهمّوا الفجر في نحري..و أكتب أنني قاضٍ حكمت الحكم في نفسي بإعدامي على ذنبي و حبي لمن هوى هجري...عشان طيب و سيبت الكل يتصعبن عليك تديه فقلبك كان بيستاهل بجد اللي بيحصل فيه..تسامح مرتين..ماشي..عشر مرات..نقول ماشي..لكن تفضل تعدي سنين يبيعك حد لسه شاريه..فتستاهل تدوق الحزن ميت مرة..و تستاهل تسيب قلبك لخلق الله فيلعبوا بيه..يا واد الأصل مش للنقص..مفيش فرعون بيتغير..علاج فرعون يدوق عمله فيرجع عن أذاه و يفوق...جرب مرة تدي الكاس لحد أذاك و خليه يدوق..هيفهم كنت تقصد إيه..مفيش إنسان هيفهم شيء محسش بيه..ساعات الطيبة بتعور و بتخسرنا نفسينا و بتخلينا نعرف ناس مبتخافش الإله فينا..بنتعامل بأطباعنا و أصولنا و تربيتنا و لو مع اللي ميستاهلش أصول..نحابي عليه فيإذينا".
(فارس قطرية).

استني هنا...هاجر اللي ضربتك؟.

سألها بعدما صعد تلك الدرجات التي تفصل بينه و بينها و والدته تقف جوارها لا تفهم شيء بينما نورة صمتت لوهلة و زاغت عيناها ثم نفت برأسها بذعر لا ترغب أن تتسبب بالمزيد من المشكلات بينما إبراهيم شعر بالدماء تتدفق بعروقه و حنقه و بغضه لتلك المرأة يزداد يوماً بعد يوم لذا ضرب بيده على الحائط خلفه و صرخ بنوره دون وعي:
- متكدبيش عليا، هي اللي عملت فيكِ كده؟.

أجفل جسد نورة بذعر فتمسكت بديعة بها ترمق إبراهيم بنظرات مُحذرة و لكنه كان بعالم آخر و قد تملك منه الغضب حقاً و أُظلمت عيناه و كأن كل ما مر به مع تلك الأفعى يتجسد الآن بداخله بهيئة وحش غاضب ما إن يتحرر سيدمر كل شيء فيما نظرت نورة لبديعة ثم عادت بنظرها له رُغماً عنها ترى صدره يعلو و يهبط بعنف تستمع لصوت أنفاسه المرتفعة و هو يطبق فكيه ببعضهما فأومأت بالإيجاب باستسلام و ذعر و كاد إبراهيم يتحرك بغضب تملك منه و لكن وقفت والدته تمنعه تقول بحِدة:
- رايح فين؟، مانتش خارج من هنا.

غُربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن