" مهما كان ما مررتِ به ستتعافين، حتماً ستتعافين صغيرتي، استمتعي بالحياة و اسرقي لحظاتكِ السعيدة و انشريها بين الجميع، تغني و تمايلي رغماً عن أنف الأيام".
والدتكِ"إنشد يا قلبي غنوتك للجمال
و ارقص في صدري من اليمين للشمال
ماهوش بعيد تفضل لبكرة سعيد
ده كل يوم فيه ألف ألف إحتمال..
و عجبي"
(صلاح چاهين).قُطع انسجامهما مع كلمات الأغنية لاقتحام علي راكضاً من الباب الداخلي يحذرهم بلهاث:
- فريد هنا.انتفض الجميع بفزع فيما أردف علي سريعاً يحثها على التحرك:
- اتحركي بسرعة ادخلي الحمام مش هتلحقي تخرجي من الباب، أنا هتصرف و أخرجك.دلفت نورة المرحاض سريعاً نظراً لقربها منه فيما ركض علي يخرج من الباب الداخلي مرة أخرى بينما إبراهيم أشار لوالدته يحذرها:
- زي ما إنتِ متتحركوش، اقعدوا عادي.عاد يجلس موضعه و قلبه يخفق قلقاً و بالأخص و هو لا يعلم خطة علي لإخراجها و لكنه يجب أن يهدأ و يتعامل بطبيعية و بالفعل عاد يُمسك بأدواته و هي لحظات و دلف فريد فالتفت إبراهيم ينظر نحوه و رأى غريب و إسلام بالخارج و يبدو أنهما من حذرا علي و يقفان مستعدان للتدخل بأي لحظة.
- مساء الخير.
- أهلاً مساء النور، اتفضل.
هكذا أجابه إبراهيم بابتسامة فيما ابتسم له فريد و دلف يدور بنظره في المكان يتفقده فأردف إبراهيم:
- أؤمر يا باشا، خير.عاد فريد بنظره لإبراهيم و ابتسم ثم سأله بخبث:
- إنت مش فاكرني؟.عقد إبراهيم بين حاجبيه يتحقق من ملامحه ثم تحدث بحرج مزيف:
- لامؤاخذه بس أصل أنا بقابل ناس ياما كل يوم فتلاقيني فحفظ الوشوش مش قد كده فمتأخذنيش يعني...أنا أعرفك؟.- يعني...كنا اتقابلنا قبل كده مره صدفه من كام شهر...أنا دكتور فريد العزايزي.
- اتشرفت بيك يا أستاذ فريد، مش عارف الحقيقة يعني يا رب تكون كانت صدفة خير، الواحد دماغه مبتجمعش حاجات كتير، المهم أدينا اتقالبنا تاني و هحفظ شكلك بقى إن شاء الله، أنا إبراهيم الخولي.. اتفضل.
حرب خفية بين الإثنين و تراشق بالنظرات، كلٌ يُعرف نفسه بشموخ و عِزة و لكن هو الخسيس هنا بأرض العِزة و الكرامة و لا مجال للمقارنة و هو يقف أمام ملك الرجولة و العزة قائد المعركة و مالك الأرض و قد تحدث إبراهيم بابتسامة يجاهد ليظهرها و بداخله يود لو يفتك به و يقطعه إرباً و لكنه يحاربه بدهاء يُمسك بخيوط اللعبة و يتلاعب به ببراعة فقط لأجل حمايتها فيما أجابه فريد:
- لا عادي، أنا بس كنت معدي من هنا صدفة و شوفت عندك شغل خشب حلو قولت اتفرج يعني.- هو الحقيقة أنا مبشتغلش قطاعي بس برضه أنا تحت أمرك شوف محتاج إيه و عنينا ليك، كفاية إنك نورتنا.
أنت تقرأ
غُربة
Non-Fictionغُربة، غُربة أرواح تاهت بدروب الحياة، أرواح تغربت و ضاعت خُطاها تقودها نحو المجهول و الخوف يسكنها، أرواح لم تحلم بالحياة سوى بحياة، حياة بأوطان تسكنها آمنة، أوطان تقتل غُربتها و تقتل الحنين فهل من أوطان آمنة أم ستظل الأرواح مُغتربة تبحث عن وطن حتى ي...