" قد تقعين فريسة بيد غلاظ القلب و ألعابهم الشيطانية و لكنكِ تنكرين و تتمسكين بهم و تتغاضي عن أفعالهم بل و تُلقين اللوم على نفسكِ، تحاربين و تحاربين حتى يسبب الله الأسباب لتستفيقي من غفوتكِ و تكتشفين الحقيقة و تعلمين أن الله إن كان ترككِ لاختياركِ لغرقتِ ببحور الظلام و لكنه يريد لكِ الأفضل لذا تقبلي قدركِ فهو الأفضل لكِ حتى لو لم تدركين ذلك بعد".
والدتكِ"كل اللي إديتهم خير مرة و ردوا المعروف شر و خانوا...كل اللي أذاني بدون أسباب أو سيرتي اتشتمت بلسانه..كل اللي مصانش رغيف كلناه أو باع و أنا كنت أصيل وياه..أديه معروف ياخده و ينساه و جوابه يبان من عنوانه..مش كل الطير على شكله يقع..و الله وقعنا في ناس فعلاً لا شبهنا لا لون و لا تربية..ناس مهما إديتهم و راعيتهم فطباعهم تفضل مؤذية..العمر ساعات يحدف بلاويه على هيئة ناس الله يجازيه..ياخدوك أفراح يرموك أحزان و يبانوا في أخرتها ضحية و الواحد مترباش يإذي اللي في يوم كان صاحب و اتغير..يزعل لو عاب الناس في كلام و يبان في عنين نفسه صغير..ربونا على أصول مش فيكم و لا عمرها يوم كانت ليكم..طيب نعمل إيه في ناس بتعيبنا و هما الناقصين؟..حاجة تحير...الصمت وقار مش ضعف ساعات لما الغلطان يبقى قليل..راسنا المرفوعة على عنيهم عمرها ما هتنزل و تميل..و نعيش على قد ما طال العمر بسيرة نضيفة و بكرامة..و تعيشوا تلموا بواقي ساعات عيشتوها معانا و خلصنا...إحنا أغلى كتير إننا نفضل مع ناس و وجودها يرخصنا..بنسامح و نقول هنغير و مسير الوقت يبدلهم...نتجرح إحنا و نتبهدل و لا حاجة بتقدر تعدلهم..في ناس بجحة بتغلط و تزيد...يقتلوا جواك ثقتك في الناس..تديهم قيمة يدوسوا عليك و بيحترموك إن تهملهم...طبع الإنسان نمرود ع الخير و تمد إيديك ياكلوا دراهك..تصفالهم و تراضي قلوبهم يتفننوا هما في أوجاعك".
(فارس قطرية).- أعتقد كده القرار واضح و مش محتاج تفكير.
كان هذا قول إبراهيم لتلك القطة الضائعة التي تطالعهم بتيه فسألها سيد بجدية:
- أعتقد واضح قوي يعني إنه مش عايز يحل حتى طريقته في التعامل زفت...ناوية على إيه هنكمل و لا؟.- كمل....عن إذنكم.
قالتها نورة بقهر و قد هربت عباراتها من بين جفونها فهربت من بينهم تختلي بنفسها و تحركت دون انتظار رد تختبئ عن العيون فيما تنهد إبراهيم بعمق و هو يتابع أثرها حتى اختفت عن ناظره بينما تحدث سيد بضيق:
- راجل قليل الأدب و مغرور و متكبر، أنا مش فاهم بجد إزاي وقعت فيه و استحملت تعيش معاه العمر ده كله، و الله خسارة فيه واحده زيها، إزاي قادره تتعامل معاه برقتها و نعومتها دي؟.- يا ولاد برضه ممكن يكون واحد مبيحبش حد يتدخل بينه و بين مراته و عنده حق بصراحه ما إنت برضه واحد غريب عنه.
- لا معلش ياما هو يعني كان سابلها حل تاني و لا فيه حد تاني تقدر تدخله و يقف في ظهرها؟، ما هو لازم يبقى فيه طرف يحاول يحل ده حتى عمها سابها و اتخلى عنها، تفضل هي بطولها قصاده عشان ملهاش ظهر يعني؟ و بعدين حتى لو من حقه يضايق و يغضب بس ده كان بيتكلم بقلة أدب و عجرفة..بصوا أنا الراجل ده مهما قولتوا عليه و ادتيلوا أعذار و لو الدنيا كلها شهدت بأخلاقه مش هيدخل دماغي ببصله و لا عمري هفهمه و لا هستوعبه، ده راجل سايب مراته و أم عياله في الشارع ميعرفش عنها حاجه و من غير و لا مليم، بيحط دماغه على المخده و تغمضله عين إزاي أنا مش فاهم، إزاي قلبه قاعد كده و ضميره سامحله و رجولته متحركتش و هو سايب حتة منه و لحمه كده؟، ده حتى لو فيها عبر الدنيا ميعملش فيها كده، أقسم بالله الراجل ده لو عمل إيه ما هتهزله و لا هصدق منه حرف و لا هتعاطف معاه...هما الرجالة جرالهم إيه بجد، إحنا آخر الزمن و القيامة هتقوم و لا إيه؟!.
أنت تقرأ
غُربة
Nonfiksiغُربة، غُربة أرواح تاهت بدروب الحياة، أرواح تغربت و ضاعت خُطاها تقودها نحو المجهول و الخوف يسكنها، أرواح لم تحلم بالحياة سوى بحياة، حياة بأوطان تسكنها آمنة، أوطان تقتل غُربتها و تقتل الحنين فهل من أوطان آمنة أم ستظل الأرواح مُغتربة تبحث عن وطن حتى ي...