💠 الـفـصـل الـخـامـس عـشـر
🔹🔹🔹🔹🔷🔹🔹🔹🔹
خرجنا من الحانة وسرنا معًا في الشارع تحت ضوء المصابيح الخافت، والمطر يهطل بخفة محولًا الهواء البارد إلى نسيم منعش.
جوزيف يمسك بمظلة فوقي، ولكن لأنه يركز على تغطيتي فالجانب الأيسر منه قد ابتل بقطرات المطر. رغم ذلك، لم يبدو عليه أنه يبالي، كان يهتم فقط بأن أبقى جافة وبعيدة عن المطر.
"هل تعتقد أن المطر سيستمر طويلاً؟" سألت وأنا أنظر إلى السماء الملبدة بالغيوم، شعرت بالراحة تحت مظلته.
ابتسم جوزيف بخفة هامسا "الأمطار الخريفية هي الأفضل بالنسبة لي، أنها تغسل الروح وتحيي الذكريات."
نظرت إليه بإستغراب لكلماته غريبة لم أتوقع أن يقول جوزيف شيء كهذا مطلقا، من ثم لاحظت أن المطر أصبح أقوى فجأة لذلك مددت يدي لأمسك بالمظلة قائلة بتذمر
"أنت تبتل، جوزيف. دعني أمسك المظلة!."
لكنه أبعد يدي برفق ونظر لي رافعا حاجبه "هل تودين سرقة دوري كفارس نبيل؟ دعيني أكون البطل الليلة، فقط لأجلك." قال بنبرة مازحة ونظرة لعوبة، لكنني قلبت عيني بملل ثم إلتصقت به حتى أوفر مساحة أكبر له أسفل مظلة لكي لا يبتل أكثر.
كان كلامه يلمس شيئا عميقا بداخلي، شيئا يجعلني أشعر بالأمان والثقة بجانبه، رغم كل التحذيرات التي تخبرني أن أبتعد عن مصاصي الدماء.
تابعنا السير، وكانت خطواتنا تتناغم مع صوت المطر الذي ينقر على المظلة. شعرت أن كل خطوة تقربنا أكثر من بعضنا البعض، كأن المطر يغسل كل الشكوك والمخاوف التي كانت تملأ قلبي.
"أشلي؟" قال جوزيف فجأة، وهو ينظر إليّ بعينين تعكسان ضوء المصابيح خافت.. همهت أحدق به أنتظره أن يكمل.
"أرى أنك تعيشين بعقلك أكثر من الواقع، اخرجي من رأسك وعيشي اللحظة، فالحياة تحدث هنا والآن."
تأملت كلماته، وشعرت بأنها تحمل معنى أعمق مما بدا على السطح. لبدى أنه كان يتمعن بي كثير حتى يدرك أنني فعلا أعاني من تفكير المفرط حول كل شيء، وأغرق بتفاصيل وتحليل وأنسى أن أعيش ببساطة.
"أعتقد أنك محق." تنهدت وقلت بهدوء، وأنا أبتسم بحزن. "لكن الأمر ليس سهل مثلما تقوله، إنه أشبه باللعنة، إن عقلي هو سيدي ولا يمكنني إنقلاب ضده."
توقف جوزيف للحظة، ثم انحنى نحوي، وكانت عينيه العميقتين تتوهجان بشيء يشبه الأمل. "التفكير المفرط يشبه الجلوس في سيارة عالقة في الوحل، الحركة هي الحل الوحيد للخروج."
أنت تقرأ
Ashley 🔹أشلي
Fantasyآشلي لورانس كانت تتوقع حياة مدرسية عادية عند انتقالها لمدرستها الجديدة - روتين يومي مملوء بالدروس، صداقات جديدة، وربما بعض المشاكل المعتادة مع الفتيان. كانت تتوقع قلقًا طبيعيًا في مرحلة المراهقة، مرتبطًا بالواجبات المدرسية والتكيف مع البيئة الجديدة...