🔹VI🔹

948 60 8
                                    

💠 الــفصــل الســادس :

🔹🔹🔹🔹🔹🔷🔹🔹🔹🔹🔹

لم أعرف متى قد نمت حتى وجدت نفسي أغوص بعالم الأحلام الغامض، لكنني شعرت حقا أنه ليس حلم هذه مرة أكثر من أي وقت مضى.

قد كنت أقف وحيدة وسط سواد قاتم، تأكله الظلال، ويخلو من أي ضوء. بحثت في العدم بعيني، على أمل أن ألقي نظرة خاطفة على أي مصدر للإضاءة، لكنني لم أجد سوى فراغ لا نهاية له. كان الأمر كما لو أن الظلام قد إبتلع كل شيء من حولي، وتركني أتجول في هذا الفضاء الفارغ إلى ما لا نهاية.

ولكن فجأة من حيث لا أعلم لاحظت وجودًا غريبًا بجانبي. كان انعكاسي يقف على بعد ثلاثة أمتار مني، أو ربما هو كان نسخة مشوهة ومشؤومة مني.

كانت ترتدي ثوبًا أسودًا قديمًا و مهترئ، به كشكشة تبدو وكأنها تتصاعد وترقص في الظلام. كان شعرها أطول و أكثر تجعيدًا قليلاً مني، مما منحها مظهرًا ريفيًا عتيقًا.

وقفت ساكنة كالتمثال، وذراعيها على جانبيها ورأسها مائلا إلى جانب واحد كانت عيناها داكنتين وثاقبتين، مثبتتين علي بحدة مثيرة للقلق والخوف.

وطال صمتنا، كما لو أن الهواء نفسه أصبح فجأة ثقيلاً، شعرت بإحساس متزايد بعدم الارتياح في وجود هذا الانعكاس المشوه، وهو شعور يزداد قوة عندما حاولت إتخاذ خطوة نحوها.

كان الأمر كما لو أن جدارًا غير مرئي قد أقيم بيننا، مما أدى إلى صد إقترابنا كأنه مجال مغناطيسي قوي.

لم أستطيع فهم أصل هذا العائق المشؤوم، لكنني عرفت أنها من يمنعني من الوصول إليها.

مع شعور بالعجز والرهبة، استسلمت لهذا الحلم المقفر والغريب. لقد كنت محاصرة في هذا الفراغ الأسود الشامل، ولم يكن برفقتي سوى فتاة تشبهني، لكنني متأكدة أنها ليست أنا.

و متأكدة كذلك أنها بطلة كل أحلامي الغريبة التي كنت أظن أنها أنا التي بالحلم لكني تأكدت الان من بعض فروقات بيننا.

إنها الفتاة التي تظهر بمعظم أحلامي. هي تلك التي أراها تركض في الغابات المظلمة هربا من تلك أرواح المخيفة، و تلك التي تتجول في أرجاء تلك مدينة الحجرية قديمة والغريبة و هي ترمق الجميع حولها بنظراتها الساخطة وكأنها لا تحب أي أحد منهم.

إنها كذلك تلك التي تقرأ الكثير من الكتب على حافة النهر و أسفل أشعة الشمس، أعتقد أن ذلك المكان الوحيد الذي رأيتها بحلمي و شعرت فيه ببعض السكينة و السلام، على عكس كل كوابيسي الأخرى التي تكون مخيفة وغريبة للغاية.

Ashley 🔹أشليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن