🔹🔹🔹🔹🔷🔹🔹🔹🔹💠 الـفـصـل الـتـاسـع عـشـر
باليوم التالي كنت جالسة أمام المرآة، وانعكاس صورتي يحدق بي بعينين فارغتين. لم أستطع التخلص من الشك المزعج الذي كان ينخر في أطراف ذهني. هل يجب أن أذهب حقاً؟ ترددت أصداء الفكرة في ذهني، وكل كلمة كانت محملة بعدم اليقين والقلق.
كانت يدي تحوم فوق مجموعة المكياج الموضوعة أمامي، مع كل تمريرة للفرشاة على خدي، شعرت كما لو كنت أرسم قناعا على وجهي، وأخفي الاضطراب الذي كان يدور بداخلي. لكن لا يمكن لأي قدر من المكياج أن يخفي حقيقة انكساري وخيبة أملي.
لقد وصلتني الدعوة لحضور حفل زفاف والدتي مثل شبح من الماضي، ينتزع ذكريات ومشاعر كنت قد دفنتها تحت السطح. والآن، بينما كنت أستعد للذهاب لهذا الاحتفال الذي لا أرغب في حضوره، لم أستطع إلا أن أتساءل عما إذا كنت أرتكب خطأً.
ولكن بعد ذلك، وسط حالة عدم اليقين والشك، اشتعل في داخلي وميض من العزم. مهما كنت أرغب في دفن الماضي، كنت أعرف أنني لا أستطيع الاختباء منه إلى الأبد. وربما، في مواجهة مخاوفي وجها لوجه، سأجد القوة لمواجهة الأفكار السوداء التي تطاردني دائما.
بتنهيدة مستسلمة، انتهيت من وضع مكياجي، واستقر قناع الهدوء على ملامحي كبشرة ثانية. ربما لا أرغب في الذهاب إلى هذه الحفلة، لكنني سأواجه الأمر رغم ذلك. للأفضل أو للأسوأ، الماضي يواصل اللحاق بنا، سواء كنا مستعدين لذلك أم لا.
🔹🔹🔹🔹
توقفت سيارة جوزيف أمام الفندق الذي ستقيم فيه والدتي حفلتها، ودخلت برفقته إلى القاعة الكبرى المطلة على البحر، حيث التقت الفخامة بجمال المحيط الهادئ. ثريات تتدلى من السقف المرتفع، تلقي وهجاً دافئاً على الغرفة المزينة بزهور الزنابق البيضاء والورود التي تعطر الهواء بعطرها.
أما الحضور فكانوا نخبة المجتمع والمشاهير، أزياءهم متألقة بالمجوهرات وعلامات المصممين. ومع ذلك، وعلى الرغم من المظهر الخارجي للثروة والشهرة، كان التوتر يخيم على الأجواء. العبوس يشوه وجوه الكثيرين، وكانت الابتسامات التي ارتسمت على وجوههم تبدو قسرية وتعابيرهم تكشف عن السخط الكامن وسط الاحتفالات الفخمة.
ومع بدء الحفل، ساد شعور بعدم الارتياح على الحاضرين مثل عباءة ثقيلة، وابتساماتهم المهذبة تخفي عدداً لا يحصى من المشاعر المتضاربة. شعور داخلي يخبرني أنهم جميعاً مصاصو دماء أو كائنات ظننتها يوما خيالية، تلك وجوه لا تبدو بشرية بتاتا.
وسط هذه الأجواء، برزت صورة الزوجين مثل التماثيل، وجوههما قناع من السعادة المزيفة بالكاد يخفي الاضطراب الذي يحوم تحت السطح. والدتي بفستانها الأبيض الطويل وشعرها المصصف بعناية تمسك بيدها باقة ورود بيضاء، الابتسامة متسعة على وجهها كانت متوترة لكنها سعيدة حقا، يمكنني الشعور بذلك، تبدو كمن ربح اليانصيب.
أنت تقرأ
Ashley 🔹أشلي
Fantasyآشلي لورانس كانت تتوقع حياة مدرسية عادية عند انتقالها لمدرستها الجديدة - روتين يومي مملوء بالدروس، صداقات جديدة، وربما بعض المشاكل المعتادة مع الفتيان. كانت تتوقع قلقًا طبيعيًا في مرحلة المراهقة، مرتبطًا بالواجبات المدرسية والتكيف مع البيئة الجديدة...