جُروح الماضي "مكتملة✓"

الفصل الرابع والثلاثون(يـحـمـد ربـه)

#رواية_جُروح_الماضي
#الفصل_الرابع_والثلاثون
#يـحـمـد_ربـه
                _______________________________
"أنت،أنت يا توأم الروح،يا منية النفس الدائمة الخالدة،يا أنشودة القلب في كل زمان ومكان،مهما هجرت ومهما نأيت اذكرني."

-يوسف السباعي♡

عاد بها للمنزل بعد يوم مُتعب للغاية فجلس على الأريكة يزفر براحه،وجلست هي على المقعد المجاور للأريكة ووضعت الصندوق بجوارها
ثم تحدثت بخجل وهي تفرك كفيها معاً وتنظر للأرضية:
أنا مش عارفه اقولك ايه أو اشكرك ازاي على الهدايا دي وكمان إنك استحملت الصويت اللي حصل مني هناك،أنا بشكرك وبعتذرلك على كل حاجه

كان يطالعها ببسمة تزين ثغرة ثم تحدث بصوته الرخيم طالباً منها ما أزاد خجلها:
طب تعالى قربي جمبي عاوزك

ظل الصمت سائد لدقائق فتيقن انها لن تفعل ذلك وتبادر بالأقتراب،فأقترب هو حتي جلس بجوارها على حافة الأريكة ثم تحدث بهدوء وهو يخرج شيئاً ما من جيب سترته،مما أثار دهشتها وفضولها:
دي حاجه كده اول ما شوفتها قولت دي أتعملت عشانك انتِ وبس

نظرت له مستفسرة فقام بفتح علبة بنية اللون فشهقت هي بخفوت عندما رأت ما بداخلها،فكان هناك سلسال من الفضة يحوي شكل حبة حلوى الكراميل وبجواره سوار يحمل اسمها،وايضاً دبلتين واحدة من الذهب والأخرى فضة ونقش على الاولي اسمه من الداخل وعلى الثانية اسمها من الداخل،فوجدته يمسك يدها اليسرى ويضع الخاتم الذهب ببنصرها وقبل باطن كفها،ثم تحدث بمزاح:
طب ايه مش هتلبسيني دبلتي يعني ولا خدتِ غرضك خلاص

ابتسمت له بخفه ثم أخذت الدبله ووضعتها في نفس الاصبع بيده اليسرى بخجل فأبتسم لها وهو يري بعينيها رغبتها في قول شئ ما،فتحدث بمراوغه:
ها قولي اللي نفسك فيه يلا

فنظرت للخاتم في اصبعها ثم نظرت له والدموع تلمع بمقلتيها وتحدثت بصوت مختنق:
هو أنت ليه بتعملي كل ده أنا مش محتاجه كل ده

رد عليها مستفسراً بخبث:
اومال انت
اومال انتي محتاجه ايه

ابتلعت تلك الغصة التي تشكلت في حلقها ثم ردت على استفساره بحزن عاش بقلبها لسنوات طويلة:
أنا محتاجة شويه امان وحنية الدنيا سرقتهم مني غصب عني،محتاجه اعيش متطمنه ولو يوم واحد وبعدين أموت أنا معنديش مشكلة،نفسي بس أعيش يوم طبيعي زي باقي الناس من غير خوف من إني أكل أو أشرب أو اتعامل مع الناس طبيعي كده من غير خوف او رهبه

كان ينصت لها بكامل تركيزه حتي توقفت عن الحديث فنظر لها يطلب منها أن تكمل حديثها،فأسترسلت حديثها بصوت مختنق:
نفسي أتعالج وأخلص من كل ده من غير ما أبقي حمل عليك،مكانش نفسي أما اتجوز اكون بالحالة دي وأمرمط اللي اتجوزني معايا كده،كنت عاوزة أتعالج وبعدين أقدر أعيش حياة طبيعيه وأربي عيالي تربية سويه بس عمري ما أتمنيت حاجه وحصلت بس الحمدلله انا راضيه