#رواية_جُروح_الماضي
#الفصل_الأول
(معاناة الفراق والظلم)
________________________________
في يوم الجمعة المبارك
في مقابر عائلة "الشاذلي" كان هناك من يجسو علي ركبتيه امام التراب الذي يضم في احشائه جثمان زوجته العزيزة الذي كان اسمها يزين اللوحة المثبته علي قبرها "سلمي الشاذلي" كان ينظر لأسمها بحزن يظهر جلياً علي معالم وجهه وتتمزق نياط قلبه من الألم فاليوم مر شهران علي وفاتها كم هو مؤلم الفراق حقاً!! وها هو يحمل طفلهم الذي لا يكُف عن البكاء لاحتياجه الشديد لاحضان والدته الدافئه التي فارقت الحياة عند ولادتهتحدث"فريد" بصوت متحشرج اثر اختناق العبرات بعينيه وكان يضع كفه علي اسمها:
كده يا "سلمي" مش انتي وعدتيني انك مش هتسيبيني خالص وهنربي ابننا سوا ولدتيه ومشيتي قبل حتي ما ياخد منك شوية حنان ويدفي في حضنك انا سميته "آسر" زي ما اتفقناواطلق تنهيدة حارة يحاول التحكم في عبراته حتي لا تسقط ثم نظر لرضيعه محدثاً اياه كأنه يفهم ما سيقوله له: الظاهر اننا قدرنا واحد يا باشا
وبدأ الصغير في البكاء نظراً لجوعه وبرودة الجو المحيط بهم فأنها احد ايام ديسمبر الباردةاخذ فريد يهدهده قليلاً ثم نهض ونفض الغبار الملتصق ببنطاله الاسود واتجه لخارج المقابر حيث ينتظره صديقه الذي يستند بظهره على السيارة الخاصه ب"فريد" وعندما اقترب منه تحدث بهدوء منافي تماماً لما بداخله:
معاك الببرونه بتاعت "آسر""كريم" هز رأسه بالأيجاب:
اه لحظه هي في شنطته تقريبا اركب وانا هجيبهالكوبالفعل صعد "فريد" للسيارة واغلق الباب خلفه وهو يحاول يهدهد هذا الصغير الذي بالفعل يتضور جوعاً لأن حان موعد طعامه وظل "كريم" يبحث في حقيبة الصغير حتي وجد ما طلبه منه "فريد" اغلق السيارة من الخلف واعطاه طعام هذا الصغير وجلس في كرسي القيادة في حين ان "فريد" بدأ في اطعام الصغير من الببرونه الخاصه به
نظر له "كريم" ثم تحدث بهدوء كي لا يزعج الصغير:
اتحرك علي البيت ولا الشركهتحدث "فريد" بسخرية:
طبعا علي الشركة عشان الموظفين يشوف ماما وهي بتأكل ابنهالم يستطع "كريم" كتم ضحكاته إلا بأعجوبة فربت علي كتفه وتحدث بمزاح:
خلاص ماتزعليش..يووه قصدي متزعلش هتحرك علي البيت وبعدين نبقي نروح الشركهنظر "فريد" ليد كريم المستقرة على كتفه وتحدث بضيق ونظرات نارية:
شيل ايدك يا حيوان،واتفضل اتحركسحب "كريم" يده خوفاً منه ثم أدار محرك السيارة وتحرك وتحدث بمزاح:
انا همشي بس عشان منتاخدش مخالفة و...نظر له"فريد"بغيظ فابتلع "كريم" باقي جملته ونظر"فريد"لـ"آسر" وجده يذهب في نوم عميق فقبل جبينه بحنان نابع من قبله
___________________________________
على الناحية الاخري
في احدي الغرف الموجودة بدور الرعاية(الملجأ)
كانت هناك من تسجد علي سجادة الصلاة لتؤدي فريضتها قبل ان يستيقظ احد من الفتيات الاخريات المشاركين لها في الغرفة وظلت على حالتها هذة وهي تدعي ربها فكانت تناجيه بكل خشوع ان ينقذها في أقرب فرصة من هذا المكان الذي شهد على معاناتها،وألامها،وعذابها
وبعد ان انتهت من اداء فريضتها نهضت وقامت بطي سجادة الصلاة ثم وضعتها في المكان المخصص لها وعدلت من وضيعة حجابها وانفتح باب الغرفة على مسرعيه فا دلفت للداخل امرأة في اواخر الاربعينات وملامح القسوة تظهر جلياً على وجهها وتدعي"حكمت"وهي المسئولة عن الفتيات وعملهم
YOU ARE READING
جُروح الماضي "مكتملة✓"
Action"إذا ركزت على الانتقام لأنهاء جُروح الماضي، فإن الجروح التي كانت ستلتئم لولا ذلك تبقى باردة❤️🩹" البداية كانت بـ تاريخ 6/7/2023💗