الفصل الثامن والثلاثون(اعـتـراف غـيـر مـتـوقـع)

85 4 16
                                    

#رواية_جُروح_الماضي
#الفصل_الثامن_والثلاثون
#اعـتـراف_غـيـر_مـتـوقـع
            ________________________________
"الخيبات عندما تأتي من المقربين تكون بمثابة طعنات في الفؤاد لا تُشفي ولو بعد مائة عام

تملكت الصدمة من الأثنين فرغم أخذهم لكافة أحتياطتهم لكنهم تفاجأوا به أمامهم ووجوده بهذة اللحظه ومعه ما جاؤوا ليفتشوا عنه،فكان تفكيرهم في عودته لن يتخطي التفكير فقط لم يتوقعوا أنه يقف أمامهم بكل ثبات يساومهم على هذا الورق الذي يضمن حياة "فريد"

وأول من تدارك الأمر "فريد" وتحدث بنبرة غاضبه يشوبها السخرية:
تصدق كنت عارف إنك هتيجي،أصل مش معقولة "كارم" بيه يوصله خبر إني هنا ومايجيش عشان يساومني،ده طبعاً بعد ما عرفت إني خلاص كشفت العايبك القذرة بيا في الشغل

ابتسم "كارم" بسخرية ثم ذهب ليجلس على الأريكة الموضوعة بغرفة المكتب،وقبل أن يتفوه بأي شئ،أردف ببروده المعتاد وهو يضع قدم فوق الأخرى:
معلش اقعدوا عشان انا مبعرفش أتكلم وحد واقف كده

كاد "فريد" أن يتحرك بإنفعال من مكانه لكن أوقفه "كريم" بإمساكه لكفه هامساً له بهدوء:
أمسك أعصابك كده وماتخليهوش يستفزك مهما حصل

زفر "فريد" بقوة وسحب كفه من كف "كريم" بعنف وجلس على المقعد المقابل لطاولة المكتب وتحدث بغضب وتوعد:
أترزعت أهو ياريت نخلص،عشان فى الأخر برضو هاخد الورق وهزعلك

ضحك "كارم" بسخرية وتحدث من بين ضحكاته:
مش قادر بجد،أنا مش فاهم جايب الثقة دي كلها منين مش لو خرجتوا من هنا أصلاً

وضع "فريد" قدماً فوق الأخرى مثل والده وتحدث بثقة:
معتقدش أننا هنفضل هنا كتير ولا أنت كمان،بس قولي صحيح عشان أنا في سؤال داير في دماغي كده،ومش مخليني أنام وأنا مبحبش كده عشان لما بكون مش نايم كويس بجز بسرعة

نظر له "كارم" مستفسراً عن السؤال فتفوه الأخر بألم حاول جاهداً صبغه بالثبات:
ليه كل ده،أنا أذيتك فى أيه عشان تعمل معايا كده وتحطني فى خطر طول الوقت من غير ما أحس،عملت أيه غلط يخليك توصل معايا للمرحلة دي وتدمرني،ما تــــــــرد

هدر بإنفعال في أخر كلماته وحطم أقرب شئ ليده،فقبل أن يتحدث "كريم" أوقفه "فريد" بإشارة من يده أن يصمت الأن،وراعى هو حالته وعاد "فريد" يوجه أنظاره لـ"كارم" الذي تحدث مصارحاً إياه بكل شئ:
عشان مش هكون لوحدي في كل ده لازم إثبت إني ناجح وقادر أسخر أي حد لشغلي من غير ما يحس وزي ما حصل فيا زمان كان لازم أعمل كده فيك

كان يستمع له "فريد" وهو في حالة ذهول دامت حتى قطعها "كارم" بقوله الصريح المتألم رغم جمود شخصيته الظاهر للجميع:
عشان أنا زمان كنت شخص عادي جداً وقابلت "حورية" واتجوزتها،وبعد ما كانت حياتنا طبيعية في الأول جدك فجأه رجع من برا،ساعتها اتفاجئت لأنه معملهاش من سنين طويله وسايبلي كل حاجه هنا،بس رجع وهو متجنن أما عرف خبر جوازي وحمل "حورية" فيك وساعتها فجأني بحاجه ماتوقعتهاش

جُروح الماضي "مكتملة✓" Where stories live. Discover now