#رواية_جُروح_الماضي
#الفصل_التاسع_عشر
#مـعـاد_مـفـاجـئ!
_______________________________________
"هل تأتي لنا الفرصة مرتين؟!
هل يمكن أن نعيش حياتنا بسلام بعيداً عن الألام؟!
هل سنجد يوماً ما من يعوضنا ويقبل بنا علي حالتنا؟!
هل الحياة دائماً تعطي الفرصة لمن يستحق؟!"كان يجلس أمامها ينتظر أي رد فعل علي ما تفوه به،لكنها أردفت بعدم تصديق وصوت مختنق:
هو حضرتك بتقولي كده ليه،أنا منفعش حد خالص وأكيد مايشرفش حد أني أبقي معاهزفر "فريد" وأردف بضيق:
"كارما" أنتي مابتزهقيش من الكلمتين دول،كلي عشان أحنا خلاص أما تخفي هننزل مصر تانيثم تابع داعماً:
وهتبدأي علاجك وانا مش هسيبك لحد ما تخفي وترجعي أحسن وتعيشي حياة طبيعيةكادت أن تقاطعه لكنه أعطاها ملعقة من الشوربة سريعاً وأشار لها بالصمت وهو يردف:
بس يا سكر كُلي وخلصينا خليكي تخفي بقي،بقالك كام ساعة تعبانة كفاية دلعأبتسمت له رغماً عنها واكملت طعامها هرباً من الواقع للمرة التي لا تعرف عددها،وبعد كل ذلك هل ستستجيب للعلاج ام لا!!
________________________________________
كانت تجلس تتابع عملها حتي أتاها إحدي الرسائل على تطبيق واتساب،فقامت بقرائتها لتكمل عملها ولكنها ظلت دقائق كثيرة تبتسم بتلقائية فكانت الرسالة من "غيث" ومضمونها:
لو خيروني بين كنوز الدنيا وبين عينيكِ لاخترت عينيكِ بلا تردد،فا عينيكِ كالنداهة تسحر كل من يراها حتي يغرق من أجلهمظلت هكذا وهي تشعر بنبضات فؤادها تكاد تجعله يخرج من بين ضلوعها من شدة الخجل،ثم أكمل هو علي فؤداها برسالة نصية اخري:
لقد استوطنتِ قلبي دون استئذان،أنتِ المحتل الوحيد الذي تقبلته في حياتي وأحببتهأرتفعت الدماء لوجهها خجلاً من حديثه ثم أرسلت له رسالة نصية بأبتسامة متسعة:
"غيث" أنا بحبك أوي بجد،وشكراً أنك دايماً بتحاول تخلي يومي أحسن
وأرسلتها ثم عادت تكمل عملها بكل نشاط وحيوية
_________________________________________
كان مُجبر للغاية أن يتركها ويذهب للأنتهاء من بعض الأمور قبل عودتهم للقاهرة،وعندما وصل لمقر الشركة،لكنه لم يجد السيد "حورية" والسيد "منير" في المقر وظل ينتظرهم كثيراًتأفف "فريد" بضجر وهمس:
الصبر يارب دول لو جايين من مصر كانوا وصلوا أسرع من كده
ثم تابع بجدية مزيفة:
طب أنا هبوظ الشغل واللي يحصل يحصل بقي،خليني أخد البت الغلبانة دي ونرجع مصر هتفطس مني
ثم قاطع همسه دلوف السكرتير الخاص بـ"حورية" الذي أردف بأحترام:
أعتذر لك كثيراً سيد "فريد"
أردف "فريد" بتعجب:
لما الأعتذار؟!
أردف الأخر بجدية وأسف:
السيد "منير" والسيدة "حورية" لديهم ظروف طارئة ولن يقدروا علي مقابلتك اليوم ويطلبون أن تؤجلها للغد،أتسمح بذلك؟!
اومأ "فريد" بالأيجاب ثم أخذ هاتفه وغادر مقر الشركة وهو لا يعلم ماذا سيفعل الأن،أينتظرهم للغد!!
أم يعود ويرسل شخص أخر ليكمل ما بدأه هو!!
_________________________________________
كانت تجلس علي مقعد مكتبها وهي تدور به يميناً ويساراً وتفكر في شيئاً ما وتقوم بتحريك القلم بطريقة عشوائية،ثم قاطعها دلوفه لغرفة مكتبها بعد أن دق الباب أكثر من مرة ولم يأتيه رد فقرر الدلوف، وعندما رأها هكذا أبتسم بهدوء وأردف بجدية وصوت أجش لينبهها لوجوده:
انسة"تمارا" محتاج حضرتك في شغل معلش
أنتبهت له واردفت بجدية:
أتفضل طبعاً
فجلس أمامها ووضع بعض الملفات الهامة علي طاولة المكتب ثم أردف بتروِ يشرح لها ما بداخلهم:
عايزك تراجعيلي كل الملفات دي وتسجلي في الملاحظات اللي محتاج يتعدل عشان تعدليهم أو اعدلهم انا،وبعدين هسلمهم لـمستر "منذر"
اومأت له ثم اردفت بأستفسار:
طب أحنا هنعمل كده عشان تتأكد أن الجرد بتاع السنة اللي فاتت صح ومفهوش لعب مش كده؟!
ابتسم "يونس" بفخر ثم أردف:
الله ينور عليكي،وقدامك بس لحد بكره تخلصيهم عشان مفيش وقت يعني تيجي الصبح تسلميهم ليا على طول،تمام
اردفت "تمارا" بحماس:
تمام
ثم تركها وأنصرف،وظلت هي حائرة قليلاً حتي عزمت أمرها وبدأت بإولي الملفات الموضوعه أمامها
_________________________________________
"سوف أحبك.. عند دخول القرن الواحد والعشرين.. وعند دخول القرن الخامس والعشرين.. وعند دخول القرن التاسع والعشرين.. و سوف أحبك.. حين تجف مياه البحر.. وتحترق الغابات."كان يجلس بجوارها يحفر ملامحها بداخله للمرة الذي لا يعلم عددها،أما هي كانت متسطحة بجواره علي الفراش مغمضة عينها لا تشعر بما حولها من شدة هذا المهدأ الذي أعطاها أياها الطبيب قبل رحيله
ظلت هكذا لساعة او أكثر حتي بدأت تستعيد وعيها بالتدريج وهي تخترف بأسم واحد جعل العبرات تهبط من مقلتيه وهو "فريد" فلذة كبدها الذي ظلت تتألم من دونه سنوات طويلة ويتمزق فؤداها علي غيابه تشتاق لأحتضان صغيرها وتدفئته بأحضانها والشعور بالأمان معه،وبعد أن أستعادت وعيها أردفت بوهن:
"منير"
وحاولت ان تعتدل لتجلس علي الفراش،لكنه اعادها مرة اخري على الفراش وهو يربت علي يدها ويردف بحب:
أيوه يا حبيبتي أنا جمبك أهو،حاسة بأيه
أردفت "حورية" بوهن:
الحمدلله احسن،حقك عليا يا حبيبي بجد
لم يعطيها رد لكنه ضمها لاحضانه وتمني أن يدخلها بين ضلوعه وأغمضت هي عيناها بأرتياح لشعورها بالأمان
_________________________________________
مر أسبوع علي كل تلك الأحداث حتي عاد "فريد" و"كارما" للقاهرة مرة أخري وأستقبل الجميع "فريد" بترحاب وأولهم "هالة" الذي اردفت وهي تربت علي ظهره بحنو:
حمد الله على سلامتك يا "فريد" يا حبيبي
أردف "فريد" بلطف:
الله يسلمك يا "لولو" عاملة أيه
أردفت "هالة" بأبتسامة:
الحمدلله بخير طول ما انتو كويسين كلكوا
أستشعر في نبرتها هو بعض القلق فهمس لها:
في حاجه ولا ايه و"مها" و"غيث" فين
زفرت بهدوء ثم أردفت بقلة حيلة:
"غيث" نزل من بدري عشان عنده شويه حاجات،و"مها" بقي أنا مبقتش فاهماها المهم ماتشغلش بالكأومأ لها وهو يحاول السيطرة علي ذاته لكن أثار استغرابها عدم سؤاله عن والده كعادته
أما في جهة أخري بغرفة"منة" التي كانت تحتضن "كارما" بكل قوتها وتتمسك بها كأن تقطعت كل أحبال النجاة ولم تجد إلا حضنها هو الأمان بالنسبة لها،أما "كارما" كانت تمسد علي رأسها بوهن وتبتسم بخفوت واردفت بصوت واهن:
خلاص يا حبيبتي أنا رجعت اهو والله كفاية هتتعدي مني انا لسة مخفتش،حتي "اسر" مش عارفه أشيله
أردفت "منة" بصوت متحشرج:
مش مهم فداكي انتي روحي والله
أبتسمت "كارما" بخفوت ووهن،ثم اخذتها "منة" وصعدت معها للأعلي وتركتها لترتاح علي الفراش،لكن دقائق ودق الباب مرة أخري،فأجابت "كارما" بوهن:
أتفضل
دلف "فريد" للغرفة وهو يحمل صنية طعام صحي يتناسب مع حالتها ووضعها أمامها ثم جلس علي طرف الفراش،واردف بثبات:
أنا حجزتلك عند دكتور هنروحله أول ما تخفيكان أثر كلامه عليها كالصاعقة مما حبس أنفاسها،فدائماً ما يفاجئها بقرارته للمرة التي لا تعرف عددها!!
-يتبع
__________________________________________
سوري بجد علي التأخير ده بس كنت مشغولة اوي ومعنديش وقت أتنفس فعلا بسبب خطوبتي والحمدلله تمت علي خير عقبال عندكم جميعاً وان شاءلله هحاول انزلكم يوم الجمعه واحد تاني او الاحد قبل بداية محاضراتي واتمني يعجبكم رغم انه قصير اوي❤✨
YOU ARE READING
جُروح الماضي "مكتملة✓"
Acción"إذا ركزت على الانتقام لأنهاء جُروح الماضي، فإن الجروح التي كانت ستلتئم لولا ذلك تبقى باردة❤️🩹" البداية كانت بـ تاريخ 6/7/2023♡ تمت بتاريخ 11/9/2024♡