-
اليـوم الخامس | ديسمبر
بجو ممطر لايقل عن الايـام الماضية وهواء بـارد كوننا بفصل الشتـاء
وفي جزء مخفي بفنـاء المنزل غير ظاهر ونوعًا ما مهجـور الا من ثلاثة اشخاص
يجلسن بهذا المكان إحداهن تسند ظهرها على الجدار والاخر تعبث بولاعة لتحرق أطراف ورقة مجهولة آتت بها الرياح لين مكان جلوسها والاخيره تنظر للمظلة الحديدية اعلاهن فهذا الجزء كان يشترك بمظلة حديدية ممتده من الجهه الاخرى للحوش المخصصه للسيارات , لتضاف نقطة تزيد من تمسكهن لهذا المكان المظلم , كان الصمت يسيطر على المكان لتنطق أحدهن وهي تنزل راسها بعد ما أيقنت انها حفظت كل مسمار موجود بالمظله لتكسر هذا الصمت بضجر : بنات لمتى! يلا بنمشي
انزلت الاخرى الولاعة لتعيدها للجيب الي في بنطلونها بعد ما قضت على تلك الورقة ولم يتبقى منها سواء رمادها الذي طار بمجرد احتراقها , وهي تعدل الطرحة السوداء بإهمال : مشينا
استقاموا وهن يفتحن الباب الخلفي بهدوء ومع خروجهن افلتت احداهن الباب لتمسك بطرف الطرحة الذي على وشك السقوط لكن حصل مالم يكن بالحسبان , وسكر الباب الخلفي بقوة مصدر صوت عالي جدًا والسبب شدة الرياح ليركضن هاربات متجاهلات الطين الذي يغوصن فيه من فعل الامطار
والمهم عدم أكتشاف هروبهن او بمسماهن " استمتاع فقط " ابتعدن عن الباب او المنزل باكمله
لتضحك شهـد بقوة وهي تمسك بطنها من الآلم: يالله! بغيت اموت وربي حتى الطين وصل لبطني
اما الاخرى كانت ترفع اطراف بنطلونها الاسود حتى وصلت اطرافه لاسفل الركبة وتمسك بعبايتها باحكام
: استعجلوا قبل احد يعرف ! اماني تسوي العشاء اذا خلصت وحنا مو موجودين بننتهي
نطقت وهي تسلك طريقها لخلف مسجـد الحارة ويتبعنها الاخريات ومع طريق مليىء بالأحاديث
نجـلاء وهي تأشر على عمـارة سكنية لازالت قيد الانشاء ومع ضحكة تعتلي وجهها مخفيها تحت طرحتها لكنها واضحه بنبرتها : هذا بيت ناصر تذكرونه الي كان يلبس ثوب اخضر!
ضحكن من كل مايخص هذا الشخص وبدات كل وحدة منهم تذكر مواقف وكل مرة يزداد ضحكهن مكملات طريقهن نحو تلك العمارة , توقفن امامها وهن يتأملن منظرها كان عادي اشبه بالمخيف
لكن للحظة وهن يسيرن من جانب البيت وتحديدا يمينه التفتت شهـد بنظره عادية لتكتشف اضاءة مسلطة على جلسة عمال البناء والاكيد انهم عمال هذي العماره لكن نظراتهم مسلطة عليهن!
همست بتوتر وهي تنبه الباقيات : بنات شوفوا بشويش لا ينتبهون اننا نعرف بوجودهم
وللحظة توقفن جميعهن بصدمة حين أستقام اربعة من عمال البناء ومع ضحكات من الآخرين
كانت مسافة وحفره تفصل مابين البنـات والعمال والمتوقع انها حفرة تخص الخزانات او شي مشابهه
ركضن بقوة للامام مستغلات ذهاب الاربعة مع طريق جانبي ليصلون لهم
مع انتشار تلك المجموعة خلفهن , ومع اصوات انفاسهن وشهقات البكاء تصدر من شهـد
وكل تفكيرهم وهمهم لايكونون الليله ضحايا لذئاب بشرية ولحظة! بمنطقة سكنية جميعها قيد الانشاء والتنفيذ يعني مكان ولا اروع ليذهبن فيه ضحايا
دخلت نجـلاء بسيب كان مقفل لولا حديدة كانت موجوده بجيبها استغلت وجودها وضربت بأقوى ماتستطيع لاسفل الباب بخبرة , اقفلن الباب خلفهن واقفات بسيب مظلم اشتد ظلامه حين اقفلن الباب
الصوت المسموع صوت أنفاسهن
بعد ربع ساعة وهن يجلسن بنفس الجلسة مستندات على الجدار لكن أحوالهن تختلف من تقريبًا ساعة واحدة انقلبت أحوالهن, همست نجـلاء : شكلهم مشو مافي اي صوت
تنهدت شهد براحة وهي تستقيم ولعل طرف كتفها ضرب بمفتاح الاضواء لينير المكان , تحت تكشير وجيبهم من الاضاءة المفاجئه بعد ربع ساعة كاملة من الظلام الدامس ! اوجهه متعبه من الركض وشاحبة من الخوف والتوتر
استقامن الاخريات , يستكشفون المكان بنظراتهم ويمشون حتى نهاية السيب الي كان نهايته صالة او غرفة او .. مكان كبير وكأنه مغلف بالكياس حتى جدرانه تحت استغرابهم الشديد
رائحة كلور ومعقمات تطغى على المكـان.
وانتشرت نظراتهن بين الرفوف وكل ماتضمه الغرفة الضخمه او المستودع بالاصح! , رفوف تضم كل مايحتاج للقسم الطبي مغلفة بأكياس معقمه وتحت استغرابهن واسألتهن انتبهت احداهن على السرير الطبي المرتفع بمنتصف الغرفة موجود عليه قماش ابيض وتحت القماش شيء .. تقدمت عاقدة حاجبيها وتساؤل بينما الاخريات يتجولن وحين سحبت طرف القماش من الاعلى انطفئت الاضواء متزامنه مع لحظة كشف ماخلف القماش , التفتن برعب للسيب الذي يصدر باخره صوت إنفتاح الباب الحديدي الذي دخلن منه وصوت خطوات !
هربن ممسكات بأيدي بعضهن لبوابة بالمستودع شبه مفتوحة ماله على أشجار وزرع مرتفع جزء زراعي من كمية الامطار الشتوية وتموت بحلول فصل الصيف , اختبئوا بجانب البوابة ملصقات ظهورهن بالجزء المخفي لعل الداخل لا يلمحهن او يكتشف وجودهن
خطوات تقترب وتدخل المستودع ولحظات صمت خالية من صوت الخطوات ! ، يزداد الخوف والتوتـر بأنفسهن والخطوات تقترب منهن, كانت بتهمس شهـد لولا يـد الاخرى وهي تآشر لها بالسكوت
..
ينظر بهدوء للمتسلل باحثًا عن من يجرؤ على دخول مكان محظور واللافتة الحمراء ببداية طريقه!
انتبه لظل اليد الموجود على الارض وامامه ، يد بأصابع متوسطة الطول بأظافر طويلة حادة وكأنها مخالب مفترسه ! اقترب بابتسامه جانبيةنجـلاء تتلفت باحثه على مهرب وحين ماسقطت أنظارها على جزء بين الاشجار يؤدي للشارع
لكن للاسف الداخل أكتشف مكانهن وبانت هيئته لهن تحت صرخاتهن الخائفه, قفزت نجـلاء بين الأشجار ورائحة كريهه تداهم انفها وصرخت عليهن بإتباعها ولكن إرتفعت يده تحت صرخات شهـد على صديقتهن الثالثة وانشغالها بتيشيرتها وعبايتها العالقين بحديدة البوابة التفت للاعلى وسقط المشرط الطبي لاعلى حاجبها يكمل مساره لمنتصف خدها بسرعة تحت نظرات الصدمه من شهد ونجلاء ! ليغطي ذاك السائل القرمزي منتصف وجهها
نجـلاء بصرخة كادت حبالها الصوتية بإعلان وفاتها من بعدها : ليـاال