23

38 1 3
                                    

' الفصـل الثـالث والعشـرين '

في حوش منزل الجدة ، كان الكل مجتمع حتى والدها عادا عماتها الغائبات دون بناتهن الذي اصرن على اكمال بقية العطلة هنا و.. جميلة وعيالها ، كانت خلود بجانبها تذم وتحش ببنات عماتهم أما هي تقلب اسياخ الشوي بسرحان.. خلود : شوفي بس سمر حاطينها تنفض المخاد ! بالله هذي شغله
تنهدت ليـال بملل : ياويلي ياخلود ماخليتي احد بعدين جميلة مقسمه الي نسويه
خلود بعدم اهتمام وهي تحرك علبة بيدها : ياعمري عليك حتى لو جميلة ربتك وتقريبا حسبت أمك بس العرق يحن شوفي وش حاطه بنات خواتها يشتغلون وانا وياك
عدلت ليـال الشال الذي يغطي اكتافها : روحي شوفي اخوانك لا يرفعون الضغط على جده
شدت على اسنانها خلود بقهـر : بس لو امسك رينادوه هي الي محرشه ولا هم عيال عمي الي خربوا مو اخواني
وللحظة دوت صرخة عالية ، ومن بعدها حل الصمت
فز فراج من مكانه وركض ناحية الجهه الاخرى من الحوش، كان يعرف صاحبة الصرخة وهذا ماجعله يفز بسرعة .. ليال مستلقية تضم يدها على صدرها وتتأوه بألم، اما خلود واقفه بصدمة ! ركض بإتجاه وهو يتفقد ليال واجتماع بعضهم حوال ليال والبعض منهم يستفسرون من خلود التي أجهشت بالبكاء ضاري تافف بملل : انتي ماسمعنا منك غير البكاء والشهاق اسكتي وعلمينا
سردت السالفة رغم شهقاتها المتتالية : كانت تلعب بالسيخ وطاح ومادري كيف اخذته واحرقها
قاطعهم صوت سمر من خلفهم : كذابة
التفتوا بصدمة نحوها وتقدمت لهم وامام خلود مباشرة ..: كنتي تلعبين بقارورة البنزين وطاحت من يدك على النار وانفجرت وحرقتها
ركضت رسيـل نحوهن، عقدت حواجبها وبغضب : انتي الكذابة كنتي بالبيت وين جيتيهن! بس طلعتي على حقيقتك تبي تبلين اختي
سمر بسخرية : يعني فازعه كذا! انا داخل بس بالغرفة وعاني الشباك يالفاهمه
قاطعهن ضاري بغضب : بس اقطعن.. والتفت على خلود : وانتي بغيتي تحتالين بالبنت
َ

نطقت ام حمـد دون مبالاة : وانت كل ماصابها بلا عديت بها للمستشفى.. بحط لها مرهم ودهون وتخف
صرخت بغضب فهي فعلا لم تعد تستحمل الآلم : بموت انا وانتي ياجده فاتحه عطار عند راسي
اكملت ام حمـد وتركيزها نحو خلطتها السحرية : مابك غير العافية
فراج : وانا ابوك هذا ابرك من المستشفى وازين لك المستشفى بس بيلعبون فيك.. ويكمل حديثه
اما هي كانت بحالتها هذه تتجهز لمقابلة عزرائيل بأختصار.، الالم لايطاق يدها مشتعلة وتزداد حرارة كل ثانية وجدتها مصره لإظهار مهارتها في المعالجة ووالدها يهون عليها او يظن ذلك .

بالمقلط
تجلس لوحدها تحت التكيف وهواء البارد المتسلط على ذراعها ..كاتمة انفاسها عن تلك الخلطة ذات الرائحة الكريهة ، ويصدر منها آنين من الآلم .. تتمتم بحزن : آه ياراسي وجسمي ويدي ..بموت
دخل احد الأطفال بسعادة ، تمالكت اعصابها لاتصرخ به : اذلف يامفلح لا اسطرك ماني رايقه لك
مفلح بحزن : ماخلوني اكلمه ليـال تكفين خليني اكلمه انتي ..يشكي لها وهي تموت كل ثانية .. نطقت بتعب وتسليك: من تكلم
مفلح : خويك كان يدق ورد حمود وجلسنا نسولف ويوم جاء دوري قالوا اذلف
فزت بسرعة وصرخت به : وينه الله ياخذكم
مفلح : وانا وش يدريني وينه بس حسه يمشي مع خط
مسحت راسها بقهـر وعادت الصراخ : مب هو يالغبي وين جوالي
مفلح : بالمجلس مع العيال
ركضت للمجلس ومفلح بخلفها يهمس برجى : تكفين ليال هالحين يقولون انا نقال علوم
التفت به وتحاول التمسك باخر ذرات الصبر : مفلح لاتخليهم ينقلون جثتك الليلة اذلف عني
فتحت الباب وكان المشهد المتوقـع مجتمعين بالزاوية على هاتفها وكانه كنز .. التفت احدهم برعب : وش تبين حنا نلعب
صرخت بغضب وهي تضربه بيدها الأخرى: لعبت فيكم الشياطين قل آمين .. هات الجوال
سحبت الهاتف الذي لازال مستمر بالمكالمة ،فعلًا مثل ماتوقعت هو نفسه.
ٓ
داهم مسامعها صوته الرجولي : شلونها يدك
مايحتاج تفكر من المسؤول عن أخباره فالاغبياء متأكدة انهم سردوا قصة حياتها .. ردت ببرود: وش تبي
هجـرس بملل : رجعنا على ياطير يلي
أبتسم باستمتاع حتى بانت أنيابة : مالها داعي خلود ماتعترف بجريمتها
ضحكت ضحكة قصيره مستهزئه .. : ماتبعد عنك
..
جالس بعيدًا عن جلسة الشباب المنشغلين بلعبة البلوت اما لاعبين او مشاهدين.. إرتفع صوت ضحكته لدرجة التفتوا له بصدمة ، هجـرس : فيه فرق كبير بيني وبينها
شعرت بنبرته فوقية وغرور تافه: طبعًا انت اسوء منها
هجـرس : تأكدي ان ماراح اخلي اي آثر يبقى فيك وبالاخص ان كان فعل فاعل غير الي كان تحت يدي

َ

ضربت كتفها بخفه وباستهزاء : لا ترمين الناس بحجر وبيتك من قزاز.. ترانا خابرين العلوم وسبب زواجك
اكملت بتهديـد : مره ثانية اسمعك ترمين بلاويك علي اقص لسانك! لاتحسبيني بسكت لك
سعدية تكتفت وبتساؤل : صوتك ماطلع بالمجلس ولا مرتاعه من العجوز وامك تدري بهالكلام ولا لا
ضحكت بسخرية : ياعمري انا غاده لو بغيت قلته لأكبر راس فيكم ولا حسبت
اكملت غادة بدلـع : اتمنى هالكلام يستوعبه عقلك ..
غادرت متوجه للمجلس الذي يجتمعن فيه ، جلست بجنب أمها الغارقه بالسواليف لأول مره بالعادة تكون صامتة وهادئه هالمره قابلت صديقة قديمة تقول انها من ايام الجامعة .
تتأمل الحاضرات كلهن من العائلة وكلهن بنفس الحزب الذي يشكلنه على والدتها بحجة انها لاتنتمي للقبيلة ذاتها، قاطع أفكارها احد بنات عماتها: غادة وشنهي الشيلة الي رقصتي عليها قبل شوي
ألتفت غادة لها بابتسامة.. هي تعرف آشد المعرفة ان طلبها لشيلة مجرد حركه استفزازية.
اعطتها اسم الشيلة بكل رحابة صدر ، ألتفت زوجة اخوها لها : ليتك ماعطيتيها
غادة ضحكت : بترقص عليها عارفه ..بس الشيلة كل بيت فيها ينذكر فيه غادة!
َ

فـي يـد مَجهـولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن