' الفصـل الثاني والعشـرين '
صوت شخير مها قطع نوبة حزني ٫ مسحت مكان دموعي الجـافة
كانت انظاري مسلطة لسقف الغرفه تفكيري مشتت بين حالي و بين ذكرى الليلة المشؤومة ٫ ليـال حاليًا حالة مبهمة فأنا لم ارى تلك الجثة التي تقسم انها رآتها وهذا ليسَ بتشكيك بصحة قولها لكن ... كانت خايفه و في حالة صدمة و هجوم ذاك المرعب زاد الجرعه ... ذاك الخبيث الذي تسبب بمتاعبنا او بالاصح متاعب ليـال
عدت نحو حياتي ٫ صدر مني تنهيدة ثقيلة محمله بهموم لا نهاية لها
ابوي بطلها.. رجل دكتاتوري معاملته معنا لا تفرق عن معاملته مع الجنود في السلك العسكري الذي يقوده رسم خطته بقلم لا يمحى لابنائه و بناته من وقت النوم و نوع الاكل الى تخصص الدراسة، في طفولتي هو كان كابوسي و اما مراهقتي أصبح سجاني الي وعدت ان اتمرد عليه حتى لو بشكل مخفي عكس خواتي اما والدتي ففي ترتيبنا كانت اقل من جندي في نظره ٫ تابع لا يرى لا يسمع ولا يتكلم دون اذنه .
سافرت لعالم الخيال الجميل بعيدا عن الواقع .. واتجهت لأكبر احلامي الذي صاحبني طيلة الاسبوعين الفائتة، فراق ابوي وامي بمعنى طلاقهم وهذا أنسبهم والي أتخيله..سمعت همس من عند الباب اخافني وقطع الخيال الجميل : نجـلاء ٬ صاحية؟ جبت لك اكل من المطعم تبين
كان زيد رفعت راسي اناظر الاكياس بيده اجتاحتني رغبه بالبكاء مره اخرى وتلك الغصه الكريهه تخنق حنجرتي هزيت راسي والدموع المتراكمه تعيق رؤيتي
اشر للمطبخ بمعنى هناك نجتمع ٫ وحين اختفى زوله عن نظري شقت الدموع طريقها على خدي كتمت انفاسي بيدي .. كان يحاول ارضائي بالأكل بعد رفض ابوي حضوري عزيمة لصديقاتي
كنت غبيه يوم اطلب منه الحضور لاني اعرف الجواب لكن كنت احاول .
استنشقت بعد مامسحت دموعي اتوجه للمطبخ وانواره الخافته ٫ جلس زيد على السفرة وموزع الاكل تمالكت نفسي لا اكمل موجة الصياح الي كانت قبل شوي ٫ ليش صرت حساسه لهدرجة.
كان الاكل رز بخاري من احد المطاعم المعروفة .. قاطع سرحاني بالاكل صوت زيد مره اخرى
: كنت ناوي اجيب لك بطاطس وبرغر تحبينه من ماك بس هذا الي لقيته على دربي .. وش فيه خشمك احمر
بصوت مكتوم: مزكومه
كذبة غبية اتمنى يصدقها.
هز رأسه واكل لقمتين تقريبا ووقف مغادر معتذر بأن لديه عمل الصباح أبتسم : ارقدي لا اشوفك سهرانه !ابتسمت وغطى نظري الدمع المتراكم ،لتعود تلك الموجة بشكل اقوى وتكون دموعي مطر هذه الليلة.َ
.
.
العصـر
توقفت سيارته بموقف المستشفى ونزل يحمل اللابكوت على ذراعه كالعادة ، هاجمته رائحة الكلور والمعقمات الي مافقدها طيلة شهرين إجازته .. توجه نحو مكتب المدير كما طلبه ليلة الأمس
فلاش باك-المدير بسخرية : أخذتها حلا ماتبيني ازيدك ست شهور تكمل بها السنة!
اكمل بجدية : بكره دوامك ياهجرس الصبح محضر عندي
رد بملل : زين زين .. همس باستهزاء هو ايضا ، قبل يقفل الخط : هذا لاشفت وجهي الصبحدخل المكتـب
كان رجـل كبير بالعمر بمعنى انه بمنتصف السبعينات تقريبا مايتضح من بعض التجاعيد القليلة التي على وجهه وبزيه الرسمي والي هو ثوب و شماغ مرتبين جدًا ، من الوهلة الأولى تقول انه شخص منضبط وحازم بقرارته وجدي بحديثه وهذا هو بذاته لكن جدّي تتغير في بعض الأحوال .. وفي صدر مكتبه المرتب
' مهنا بن عصمان ' ..ابتسم مهنا ورد السلام : يامرحبا ومسهلا من طول الغيبات جاب الغنايم
جلس هجـرس بارتياح على الكرسي وبـروقان : المرحب باقي يابو عصمان ، ابد اطلب وتحضر الغنايم أنت آشر عليه واخليه مقلقل تعشاه
كشر مهنا : اقطع الطاري حامت تسبدي ، اكمل حديثه : لهالحين أوقاتك مقلوبة ياهجرس ماظنتي نسيت هرجتي قايل لك تعال ست الصبح جايني ست المغرب !
هجـرس وهو يلعب بسبحته دون إهتمام : والله يابو عصمان و أنا ماظنتي ماسمعت هرجتي قايل لك هذا لا شفت وجهي الصبح
رفع احد حاجبيه مهنا : اقول القدحة هذي دايم ولا تجي فصلات
ضحك ضحكة قصيرة مستهزئه: والله انشد عمرك انت خابرني من سنين
ضحك مهنا وهز راسه بأسى : اي والله خابرك مابي علم ولهالحين اطلبك بمكتبي كاني مدير مدرسة مهب مستشفى..
تمتم بصوت مسموع لبيت شعري ، وبابتسامة واثقة مرتسمة على وجهه :
ولدت ساطي ومتغطرس وأحب الخصام
ولا أعترف في إدارة طبع ولا مدير.
أستقام قبل سماعه للرد .. وقبل خروجه : فمان الله يابو عصمان
سمع صوت مهنا العـالي : على دوامك يالساطي
ارتفع صوت ضحكته بسيب المستشفى .