' الفصـل الخامـس عشـر '
اسبـوع كامل
وهي عايشة بعذاب لا يـوصف كوابيس وتهيئات وخوف وتوتـر ماله حدود
ساعات نومها بالأسبوع تنعد على الاصابـع مجرد ساعتين وان طالت زادت نصف ساعة وصحت على كابوس لدرجة انهاشكت انها بتصحى مره اخرى على صوت دبيب النملـة! مايفتح باب غرفتها الا شخصين ممرضة تبدل المغذي و تتطمنعلى علاماتها الحيويه وذاك الكريه ٫ سبب عذابها وتركها تموت موت بطيء
جريمة مستحيل يثبت فيها إجرامه رغم انه هو الي قتلها ٫ اصبحت تعيش بمصحة نفسية واسوء
او تكمل بقية عمرها بهالغرفه لوحدها .. وفيه سناريوهين اولهم تكبر بالعمر فاقده عقلها وبالنهاية تموت..
والاخـر تقتل نفسها من العذاب النفسي .. وكلها نهايتها الموت لهدرجة فقدت الامل من الحياة واصبح علقها غير قادرلتخيل شيء يبقيها حية! تتأمل الشباك بهدوء ولا كان عقلها يفكر بطريقة موتها
إنفتح الباب
ولا ألتفتت من سيكون! ابتسمت باستهـزاء انتهى وقت الخيال ٬ كابوسها على الباب
سمعت صوته المصـدوم : ليـال!
حست بهبوط مفاجئ.. من الصوت وصاحبة كان صوت سعـود! وحين ألتفت ناظرتهم كان سعـود وابوها
لكن ابوها واقف بصدمـة شد من تمسكه بذراع سعـود وماهي الا ثواني معدودة الا وسقط فاقد الوعي
همست لسعـود وهي تناظر ابوها الي يتوسط السرير الطبي الي كانت تموت عليه الف مرة طيلة ايام الاسبـوع .. : كيفعرفتوا
تنهـد سعـود : الفجر دق عبدالرحمن على امي ينشد عنك وليه ماتردين وعلمت انك بالمستشفى
الفجر! يعني اليـوم اسبوع كامل ماعلمت!
اسبوع كامل عايشة بجحيم وامها عايشة بنعيـم ماكلفت على نفسها حتى تعلم ابوها ماكان صعب عليها معرفة السبب واستنتاجه وهو ماتبين لابوها انها غير قادرة للاهتمام بابنتها .. انتبهت لصوت ابوها الي استيقظ
: سعود .. ليال
التفت بسرعة على رد سعود : لبيه انا جنبك
ساعده سعود بالجلـوس وتمسك بيد ليـال وهو يتلمس بيده الاخرى وجهها المتعـب والشاحب وعيونها الذبلانه ولونبشرتها الشاحـب .. مسك ذراعها ونطـق بتعب وهو يوقف : مشينا مانيب جالس هنا ولا دقيقة
كانت على وشك التحدث والرد بقهـر مكبوت : الدقيقة الي ماقدرتوا تعيشونها عشتها ساعات وايام .. لكنها سكتت ٫لبست عبايتها وشمت ريحة العطر الي تعطرت منه ليلة عرس بنت خالتها وبنفس الليل دخلت المستشفـى
طلعت من قسـم التنويم بخطوات بطيئة وهي تناظر كل جزء يحمل ذكرى سيئه وتتسائل بصدمة معقولة اصبحتذكريـات! .. وقـع ابوها ورقة تخص المستشفى وخروجها .. اول خطوة خارج المستشفى
ناظرت الشوارع والسيارات الي كانت تشوفهم من شباك غرفتها العالي وتتخيل حياة كل سائقينها ونعمة العيش براحةالتي لا تقدر بثمن .. طال وقوفها تناظر الشوارع ساهيه عن اصوات تناديها باستغراب من حالتها ووقوفها المفاجىء ٫مسك كتفها سعـود باستغراب : ليـال شفيك
ناظرت فيه لثواني ثم همهمت : وش
سحبها بخلفه لسيـارة وركبت بالخلف همست لابـوها برجى وتعب : طلبتك يبه لا تمرهم تجيب اغراضي بعدين يجيبهاعبدالرحمن ولا اي احد .. لا توقف السيارة الا عند بيتنا
: على خشمي
نامت بالمرتبة الخلفية ..ريحة عطر ابوها الثقيله والي دائما تتذمر وتنزعج منها بسبب الصداع الي تسببه لها بكل طريقاصبحت اجمل الروائح و بعد تجربه مريره مع رائحة الادويه والمعقمات .
ُ
.. الخبـر
على كرسي الحـلاق ناظر شعـره الي غطى البـلاط ثم رفع نظره للمراية بينما الحلاق ينظف رقبته من بقايا الشعر بفرشة.. تلمس راسه وشعره القصير جدًا ثم استقـام بعد انتهاء الحلاق ٫ ناظر ساعته اقترب اذان المغـرب ركب سيارته متجهللخياط المتواعد معه العصر بانتهاء ثوبة ٫ قدام باب الخيـاط فتح الكيس يتفقد ثوبه كان كحلي ثقيل بازارير فضيةرجعه بالكيس وهو يحاسب الخياط الكبير بالسن ورغم كبر سنه الا انه لم يفقد مهارته بالعكس إزداد خبرة وسمعته تشهدله .. نفس الخياط الي كان يفصل ثوبة بأول سنة له بمرحلته المتوسطة والآن يفصل ثوبه وهو رجل انهى سنينه الدراسيهواصبح يحمل بطاقة هوية طبية
يقف بشموخ وثقة بين صفوف الرجال والذي يفوقهم طـولًا ٫ انحنى لرجل بمنتصف السبعينات على مايعتقد أخفضراسه يسلم عليه فالطول مشكلة بهالمواقف .. ابتسم الرجل وهو يهز راسه
: الله يالدنيا تذكر يوم اسوي لك شماغك
رد بهدوء : دنيا ماتبقى على حال
اكتـظ المجلس الكبيـر بالرجال بمختلف اعمارهـم .. اخرج سبحته الغريبـة وانشغلت يده بتحريكها
التفت للفتى الي بجنبه والي كان تركيزه على خرز السبحة بكل تأكيد لايتجاوز عمره العشرين
ابتسم : هالسبحة لفتت انتباهي وخرزها والوانه العجيبة يسمونه كهرماني
أرتفع صوت احد الشعار وهو يلقي قصيدته بلسانه الفصيح وصوته العالي بدون مايكروفون
قصيدة عميقة ترحيبية ولا ينكر أعجابه بالقصيدة ومفرداتها العجيبة وثقة شاعرها !
: هذا أبوي
ناظر للي بجنبه ودقق بملامحه وفعلًا ادرك تشابه بينهم الا ان الي بجنبه ملامحه كالمراهق نوعًا ما بعكس والده وربطبين فصاحتهم الإثنين الأب وأبنه..