' الفصـل الرابـع والعشرين '
نجلاء ضحكت ..ثم نطقت بمزح : الا ماقلتي فوفو مازادوا لك الضمان
فيحاء كشرت وهي تعدل عصاتها بعيدًا عنها : مانزل عقب ماسويتيه لو اني جالسه على تحديثي ابرك
نجلاء كتمت ضحكتها فالعجوز بعالم ثاني، جاهله استغلال نجلاء لأسمها : يافوفو والله سويته بس شكل واحدٍ من عيالك ناوي على حلالك
التفت بغضب نحوها وهي عاقده حاجبيها من تحت برقعها: قص يقص لسانك عيالي شبعانين مايدورون ورا هالضمان .. قولي يمكن حريمهم طغوا ويبون يلتهمون الالف وخمس ميه الي تجيني
نجـلاء ناظرت أظافرها وفي لحظة تأملها نطقت : انا اقول وراك ماتحطيني بدل عيالك اهتم بحساباتك وفلوسك انا بنت ناس وماراح اسرق هالكم قرش الي تجيك و بنوته حقانية أكيد انتي خابرتني !
فيحاء باستهزاء: نجلاء والله انك ناويتن على فلوسي بس اذلفي وراك ماحاصل لك منها شيء
ضحكت نجـلاء بقوة وبلحظة شعرت بالعصى الخشبية على فخذها ، نطقت بآلم : عورتيني
فيحـاء : اص لا يسمع حسك بنيدر ثم يسري ابوك يذبحك ويذبحني معكَ
همست برعب لا إراديًا : بسم الله
قابلها بوجهه المتهجم والغاضب .. وبدون مقدمات كالعاده نطق بشك وغضب : وين كنتي فيه!
ردت بهدوء: عند جارتنا فيحاء كنت اودي لها القهوه وقالت لي اجلس معها اسولف وجيت
قبضة تسحق عظام كتفها، كشرت بآلم ونطق ابوها بذات النبره الغاضبة : ادخلي ادخلي ..جازت لكم السياعه والدوجة!
دفعها لداخل بينما هو خرج من البيت بأكمله، ضغطت على كتفها وجهتها أمها بتعابيرها المتوترة
: وش قالك
تنهدت ببرود : وش بيقول يعني، يهاوش
ام زيـد : والله اني قايلته لك مب ابرك لك لو معطينه واحد من الورعان يودي صينية القهوه! ... أكملت ثرثرتها الدائمه .. لو ، ياليت . بينما توجهت نجلاء لداخل الغرفة، احتك ظهرها بالباب بعد تسكيره حتى جلست بالأرض
ناظرت كفها الأحمر واثار اضافرها المغروسة لازالت موجودة.مظهرها المتماسك والواثق أمام ابوها اعطى انطباع للجميع انها ماتهاب أبوها، كالبقية عالاقل.
بينما هي بالأساس أكثرهم خوف وكفها يشهد فهو ضحية قوتها الكاذبة! كتمت شهقاتها المتتالية على الباب الي انفتح وضغط على ظهرها ، تأففت وهمست بقهـر : حتى البكاء مو مسموح لنا !
ام زيـد : انتي وش تقولين .. امشي معي على المطبخ لا يجي ابوك هالحين يدور العشاء
نجلاء : الساعة ٤ العصر وش عشاء !
: عازم عمانك
اسواء ماسمعت مسامعها هذا الأسبوع، تقدر تعرف سيناريو الليلة كرف وشغل وتنتهي بجدال اما بين عمانها او الحريم...
ترتجي الدفىء من المفارش المتراكمه فوق جسدها لكن لازال شعور انها بالقطب الجليدي، ولا كأن فوقها أربع مفارش. مدت يدها لشريط الحبوب المسكنة المضاعفة والي اكلت منها سابقًا،ولا نفعتها بشيء رنين بجنب اذنها يزيد من صداعها، حست برغبة بافراغ معدتها إضافة للزكام الي يكتم أنفاسها.
طنين مقياس الحرارة، سحبته رؤيتها الضبابية من شدة الصداع استصعب عليها قراءة رقمين .. بصعوبة استنتجت ان حرارتها إرتفعت بشكل اقوى من الأمس، شدت على اللحاف على امل ان الحبوب تهديها
في لحظة صمت تأملت لحظة ضعفها ومرضها، وحيدة.. وممكن لو تموت محد يعرف، تردد صدى صوت من الماضي ' هذي أمنا لحالنا لاتجين.. انتي بتجلسين لحالك لين تموتين ونفتك منك '
وصوت اخر غاضب 'خل الي رباها يفهمها اني امها ' .. سافرت ذاكرتها للماضي المدفون بأعماقها ولا تسترجي تذكره البتة عدى الآن، عندما اشتد مرضها.