' الفصـل الثامـن '
في كل سيارة أتخيل زوله وهيئته الخوف حتى يوم مشيت متمسك فيـني
قاطع افكاري : وش فيك وانا ابوك سرحانه من يوم مشينا حتى الجوال مامسكتيه
هزيت راسها بـلا احاول اتصنع الابتسامة : راسي مصدع
ماودعـت البنات اول ماوصل ابوي ركبت السيارة انتظره .. اسندت راسي على شباك السيارة اتامل الطريق
الشمس أوشكت على الغروب والطـريق طويل تمنيت هالمره وجهتنا بيتنا .. وانا اتفق مع قول ' المصائب لاتاتي فرادا '
آذن المغرب حين توقفنا جنب محطة مقطوعه على جانب الطريق مجرد طريق وهالمحطة والباقي صحـراء .. نزل ابوي وهو يكبر .. ثم التفت علي : امشي نصلي ثم نتقضى من البقالة ونكمل ممشانا
نزلت وانا متمسكة بشنطتي المعلقة على كتفي دخلت القسم النسائي من المسجـد .. كان خالي ومغبر
نزلت شنطتي على الارض وعبايتي وانا اتنهد وادخل الحمامات .. فتحت الموية اتوضى ومع انشغالي بالوضوء ٫ سمعت صوت احد ابواب الحمام الثلاثة تنفتح التفت بسرعة وانا انتبه لاخر باب ينفتح
تجمدت رجولي واعصابي وانتظر خروج من فيه ٫ صرخت باعلى صوتي مع أرتفاع صوت المؤذن وهو يقيم الصلاة
خرج هو نفسه ! رجولي تجمدت وعجزت عن الركض .. كان يقترب مني ويهمس بنفس عبارته
وانا صدري يعلو ويهبط من سرعة تنفسي ٫ واخيرا رجولي حست بالخطر المقترب مني وحين تحركت للخلف بقوة سقطت على راسي من الارض المبلولة من وضوئي.. ازداد الصداع والضباب غطى نظري
وانا اردد وصوتي ينخفض تدريجيا حتى اختفى : يبه .. يبه
تعجب من الوقت الطويل الي استغرقته لصلاة .. طال الوقت وغربت الشمس وحل الظلام
نزل من السيارة وهو يتوجه للقسم النساء رفع صوته قبل يدخل : ليـال عندك احد
لا رد .. رفع صوته مره اخرى : تراني داخل
لا رد .. دخل وهو يناظر المصلى الخالي الا من شنطتها وعبايتها تسلل شعور الخوف بداخله وركض للحمامات وناظرها طايحة بالارض وكانها جثة هامدة ٫ بلل يده بسرعه وهو يمسح على وجهها لكن لافائدة الشيء الوحيد الي يطمنه لازال فيها نبض يعني حية
شالها للمصلى وهو يحرك وجهها : بنت ليال قومي .. ليال
بعد دقيقتيـن .. صحت واول ما استوعبت صرخت وهي تأشر للحمامات : يبه هناك هناك .. شوفه هناك
التفت عليها بقـوة : وشهو! وش الي هناك
وبنفس الصراخ : بالحماام
توجه للحمـام وهو يفتح كل ابوابه يبحث عن ماتقصد حتى خلف الابواب بحث لكن الحمام خالي ! رجع لها وشافها بالزاوية ضامة نفسها وعيونها تدور حول المكان وكأنها تستعد لخروج احدهم امامها : وش بلاك انتي مافيه احد هنا تعوذي من ابليس .. صلي وانا عندك هنا
طلع عند بـاب المصلى وهو يسمع صوت الموية .. راح للبقالة الي امامه يتقضى ولمحها راجعه لسيارة ركب يمد لها اكياس الاكل وحرك
ّ
لازلت احس برجفة الخوف بداخلي رجولي للان غير قادرة على حملي
بدت مخيلتي ترسم اشنع الاحداث .. يمكن يروح لبيتنا ويخلص على اخواني مثل ماسوى بذيك الجثة
.. او الحين يلحقنا وبيذبح ابوي ويذبحني ٫ مسكت راسي بقوة من الافكار السوداوية نمت بصعوبة وبعد محاولات..
صحيت على صوت ابوي ومكالمته : سعود وانا ابوك لا تنسى تعبي الوايت .. ايه .. لا العشاء بكره .. بنزل ليـال وماشي .. زين زين
تأملـت المباني السكنية والتجارية والانوار والابراج المرتفعة ٫ على مدخل الحي الي فيه بيت أمي
توقفت السيارة قدام بيت امي .. ناظرت بابوي الي نزل ينزل شناطي ٫ ونزلت بصعوبة وببطء لعله يغير رايه ونمشي .. طقيت الباب وسمعت : طيب طيب .. جايه
نزل ابوي الشناط واقترب مني بسرعة .. : ليـال وانا ابوك اي شيء تحتاجينه تدقين علي فاهمه مهب تحترين احد يعطيك ..والصرافه حاطها بشنطتك لانقص عليك تاخذين منها
هزيت راسي وانا اهمس : طيب
غادر بمجرد فتح الباب ناظرت السيارة الي غادرت بدون ماتاخذني.. اجتاحتني رغبة بالبكاء اول ما اختفت عن نظري وبداخلي اصارخ متوسله ابي ابوي يرجع ياخذني ما ابي هالمكان هذا مو بيتنا!
رفعت صوتها : حياك
دخلت تاركه بخلفي شناطي على جانب الشارع ٫ ناظرتها كانت احد بنات خالاتي ' ليـان '
أبتسمت : لياال!
عانقتني وبادلتها بهدوء .. اتصنع الابتسامة ودخلت بخلفها اسمه صوت سواليفهم الي انقطعت بمجرد دخولي ولا الومهم لاني جيت بدون علمهم ٫ ناظرت بامي كانت صابغه شعرها ومشغوله بالسواليف مع أخواتها وحين انتبهت علي انزلت فنجالها وهي تضمني وتهمس بكلمات وعبارات المديح والترحيب وبعضًا من المعاتب لاختفائي.. داهمني الصداع الكريهه وتمنيت انه مايزيد لأني مامعي اي حبوب مسكنه وقوية المفعول ٫ صالحه ضحكت وهي تضرب ذراع ليـال : سم الله عليك كل عام تزيدين حلا عطينا الوصفه السرية
أبتسمت مجاملة وكاني فاضيه على مزحها الثقيل ٫ ضحكت امي : عطينا فنجالك لاتعطين البنت عين
تسألت بهدوء : وين البنات
صالحة : انتي ناسيه بنتي شيخه بعد بكره عرسها ..والبنات رايحات معها مدري تحاليل مدري تنظيف بشره المهم انه بالمستشفى
كملت امي : عاد خواتك بالطريق والنقاشة بعد جاية
اخفيت صدمتي عرس شيخة! كيف راح عن بالي موعده توقعت اني بجي بعد العرس واتعذر باي عذر تافه لكن الحين مافيه اي مهرب .
