ايها القارىء انت مقبل على مشاهد دموية وتفاصيل اخرى .. لا يهم ان كانت تمت للواقع بصلة او لا ..
من الممكن انها من خيال الكـاتبة ومن الممكن انها واقعية أيضًا .❗️' الفصـل السادس '
مرت ثلاثـة اسابيع على هالليلة المرعبه
لا زال تأثيرها واضح علينا و خصوصًا ليال
اصبحت تكره المرايـا واي انعكـاس لصورتها ..انغلقت على نفسها جدًا ترفض اي اجتماع معنا على حتى على الوجبات .. تفضل تأكل لوحدها بدوني وبدون شهـد ٫ ماعاد تجتمع معنا حتى بالسوالف
ويزداد الامر سوء ان الباقين غير متفهمين سبب ذلك
جدتها مع انها الأقرب لها ببساطه قالت ان هذي اطباع ليـال ومجرد دلع بنات و باقتراب دورتها الشهرية ٫ استرجعت ذاكرتي موقف الاسبوع الماضي .. لما كنت نايمة وصحيت ارتجي الدفئ من طرف الغطاء .. انتبهت ليـال صاحية وتناظر بريبة بالستارة الي تطير بفعل الهواء لان الشباك مفتوح بخلفها .. قاطع افكاري صوت مناداة العجوز ' جدة ليـال وشهد ' بالصالـة : نجـلاء تعالي بشوف وش كثر قطعتي سلطة
تنهدت وانا اشيل صحن السلطة لها .. كانت تحرك الصحن يمين ويسار لتقيس كثره بالنظر ومنها تقرر يكفي العائلة الكريمة او لا ٫ ناظرتني بطرف عيـن.. وكانها كاشفتني : انتي مكثره ليمون ماقلت لك انه مب زين
كتمت ضحكتي .. وهزت راسي باستنكار : انا! حرام عليك
ومع مناقشي المضحك معها .. كان الجميع جالس بالصالة ٫ سمعت شهقة شهـد بخلفي التفت عليها وانا اناظر الجميع عينه على شاشة التلفزيون .. اسرعت اماني تخطف الريموت من يد ساميه وترفع الصوتعلى احد القنوات يعرضون مشهد دمـوي مسرب من احد المواقع المظلمه
لجثة يدها اليمنى مقطوعه من اساسها والاخرى المقطوع فيها للكوع كان المشهد اهون من الصورة كامله .. فتحة كبيرة من بداية الصدر لنهاية البطن ومزروع بين الاحشاء ورد! طاح صحن السلطة من يدي وانتثر مافيه بالارض..صرخت ليـال وغطت بكفوفها عيونها ولازالت مستمره بالصراخ .. توجهوا لليال بسرعه لأنهيارها الصاخب
كنت واقفه بمكاني دون حركه و المشهد مافارق ناظري
تعدتني ليـال متجهه للحمام ولا الومهاتمسكت بحواف المغسلة من الالـم ..وعلى امل اني انتهيت
لكن رجع الالم ينعاد تقلص عنيف بمعدتي ٫ وارجع اخفض راسي للمغسلة
طالت المدة ومعدتي تخرج كل مافيها لدرجة شكيت ان نهاية المطاف خروج روحي..
رفعت راسي بعد مابللت وجهي٫ ناظرت المراية وانعكاس وجهي بألم لاول مره تجيني جراءه اطيل النظر بعد تلك الحادثة اعتزلت عادتي القديمه في التصوير و تأمل ملامحي في كل مرايه
تلمست وجهي والندبة ببطـىء ..و صوت يردد بداخلي مشوهه! خلاص جمالك الي كان ينضرب فيه المثل اختفى ولا عاد له وجود وسيقال عنك ' كانت جميلة ' همست بتعب : كنت! فعل ماضي
ماخفى عن نظري تأملاتهم العميقه لوجهي والندبة واسألتهم عن ألمها.. مايسمعون نحيبي وكتم انفاسي مايدرون عن كوابيسي .. للحظة داهمني ضغط براسي من شدة البكاء ٫ سكت استرجع ماعُرض على التلفزيون ! احساس غثيان يداهمني لكن هالمنظر كان بالمستودع جمعنا مكان واحد!٫ ناظرت يدي الي ترجف وهذي اليد رفعت المفرش الابيض عن نفس الجثة ! أنـا ٫ انا كنت مع القاتل بمكان واحد وبمسرح جريمته الشنيعة !.
بكيت هالمره بشكل مسموع لعل احد يقدر ينقذني..طلعت من الحمام بصداع بعد موجة بكاء عميقة .. ناظرتهم الكل مجتمعين عند سيب الحمام وخايفيـن
تقدمت جدتي : امشي يالخبلة صحيت فيصل يودينا المستشفى
فيصـل! نفسه هو الي وصلني المستشفى وقتها .. هزيت راسي بمعنى لا وانا اسحب منديل من الرف : لا بس صداع اتركوني لحـالي
دخلت الغرفة ودفنت نفسي تحت المفرش السريـر .خلـف الحـوش
جالسة وللان انا تحت طور الصدمة ! وشهد بجنبي تبكي وبعد كل دمعه تمسح وجهها بكم قميصها
نطقت بصعوبـة : نجـلاء تكفين خل نعلم امهاتنا تعبت و..
قربت منها وانا اكتم فمها بكف يـدي وبشدة : اص ياويلك ياشهد ان طلع حرف من الي صار ذيك الليلة
نزلت يدي ولازالت دموعها تنـزل : ليش والله مايفيد عالاقل يعرفون تعبت نكتم الخوف بداخلنا
ضحكت ضحكة قصيرة باستهزاء .. اللي رجله في النار مهب مثل اللي رجله بالماء هي اهلها متفهمين وابوها رجل همه صلاته والمسجد كونه إمام حنون و متفهم٫ لكن انـا ابوي اقشر يعاقب بعدين يسأل
لو سمع بس اول الموضوع وهو نحشتي باسمع ثلاث اسئله من ملكين فوق راسي وشلون عاد لاسمع التفاصيل الدموية وهو حامل رتبة عالية بالمجال العسكري ! .. رديت عليها : انتي شفتي بس خطوط عقال زيد على ظهري وهو بس عرف اننا نتمشى بالحارة تدرين ابوي وش بيسوي ! ابوي بيعدمني
اكملت شهـد موجة بكائها .. تعودت عليها من الطفولة وهي حساسة وبكاية وخوافه وماتكتم اي موضوع عن والدتها ٫ همست لها بتهديد : ياويلك ياشهد لو قلتي لامك عن هالموضوع هذا الموضوع خطير فاهمه! الحين امسحي دموعك لا يشكون كافي ليـال
رفعت راسها وهي تسمح دموعها : الحين صدق ليـال ايش بنسوي فيها البنت منهاره باسواء حالاتها
تنهدت بتعب رفعت اكتافي بدون علم : ما ادري بحاول اتكلم معها
دخلنا على اصوات هـواش بالمطبخ .. ناظرنا ببعض بصدمة وركضنا للمطبخ كانت اردد بداخلي
' لا يارب لا تكفى .. لاتكون ليال قالت لهم !' دخلنا المطبخ المكتوم من الدخـان وصوت امي الغاضب : ماتقولين بشوف الغداء مخليته لين احترق وبغى يحرق بيت العرب!
واكملت حالتي بدريـة " ام شهد " : هالحين وش ناكل والعيال ذابحهم الجوع لو بنسوي غدا مرةٍ ثانية ماخلص غير العصر
ساميـة بقهر : وش اسوي نسيته! وانتم ليه ماذكرتوني .. اطلبوا غداء ماعاد فيه غير هالحل
تنهدت ويدي على قلبي الي تسارعت دقاته من خوفي .. همست : حمدلله
ً
انتهى