استمتعوا
لو كان قد رفضها كعادته لكان كل شيء قد انتهى،
لكنه شعر بالضجر من إصرارها الذي لم يتغير في ذلك اليوم."هل تحبينني لهذا الحد؟ لا أذكر أنني قدمت لك شيئًا مميزًا."
أجابت بصوت خافت، وكأنها تتذكر:
"قد لا تتذكر، لكنك ساعدتني عندما فقدت منديلي في أول حفلة ظهوري في المجتمع."شعر بشيء من الانزعاج عند سماعها تقول ذلك،
فهو لم يتعامل عادةً بتهذيب مع الناس،
لكنه في تلك اللحظة قرر منحها فرصة لتجنب الحقيقة القاسية."حتى لو تزوجنا، لن أستطيع أبدًا أن أحبك، لا أفقه شيئًا عن الحب. ستقضين حياتك وحدك في ذلك القصر الكبير."
مدّ يده ببطء نحو خدها، واقترب منها حتى كاد أن يلامس أنفها، متحدثًا بصوت رقيق، لكن ملامحه بقيت جامدة.
غاب عنها ابتسامته المعتادة، ففوجئت وفتحت عينيها على وسعهما.
"لن تجدي شيئًا مما تتوقعينه.
ستدركين لاحقًا أنك كنتِ أفضل لو بقيتِ كما أنتِ."مسح خدها بإبهامه ببطء،
ولاحظ كيف احمرّت بشرتها رغم جفاف ملامسته.كان ينظر إليها كما لو كان مراقبًا،
وهو بالفعل عاش عمرًا طويلاً كمراقب للبشر.بالنسبة له، كانوا كالنمل.
"الماركيز...؟"
"إذا كنتِ مستعدة لهذا، فلا بأس. كنت بحاجة لمن يرعى القصر أثناء غيابي، لكن لن أستطيع منحك شيئًا مما تطلبين."
رغم أن جوابه لم يكن حبًا، ابتسمت بسعادة غامرة.
وفي آخر يوم من تلك السنة، تزوجا وسط ضجة في المجتمع.
"هل ستخرج اليوم أيضًا؟"
"أجل، لدي عمل. قد أغيب لأيام، فلا تنتظريني."