"العشرون"

140 3 5
                                    

فزَت من منامها وهي تدعِي كل ما جرى منام تعِيس مرها لكَن من فتحت عيونها وأيقنَت إنها لازَالت بذات الغرفه والفندق وكَل ما حصل واقع وحقِيقة خنقتهَا العبره الي مرتها وتنهَدت وقامت وهي تغسل وجهها وتتأمل ملامحها ..
عيونها ذبَلانه من كثر البكِي وأسفلها محمَر وملامحها مصفرّه وكأن الدم ما يوصلهَا,تنهَدت وفتحت باب الغرفه وهي تسمَع صوت الأكيَاس بعقدة حاجب ..
ألبدِر من أنتبه لوجودها بخَلفه أردف: أقربي كلِي لكّ شيء توني جايب الأكل
نطَقت بدون ترَدد: الروح عَايفه الزاد
ألتفت وهو يناظرها: لابد تأكلين لك شيء وتخلين الدم لعروقك يسرِي لو تشربين عصير على الأقل
هزّت رأسها بالإيجاب وهي مالها رغبه بالدخول في نقَاش,جلست مقابله وهي تنَاظر فيه ..
مدّ لها العصير بعد ما فتحه,وطلع من الكِيس صحن جريش ومدّه ناحيتها مع الملعقه: حاولي تأكلين لو شوي
شربت شوي من العصير وبدت تلعب بالملعقه بالجريش وتقلبهَا وهي سَاهية وعقلها يفكر بألف شغله وشغله ..
أردَف وهو يأكل ويتأملها: بنمشي للديره بعد الأكل
فزّت من سمعت الطاري وناظرت فيه: بس أنت قلت ماراح نمشي لين تصيرين بخِير!!
نطَق بهدوء: ما أشوف قعدتك هنا مغيره من حَالك ولو شوي عشان كذا ما أشوف له داعي نطول بعيدين
نطَقت وهي تحس بضِيقه: ليش قلت كذا؟ عشان ما أكلت؟ طيب خلاص بأكل بس لا نرجع؟
نَاظر في عيونها وسكَت لوهله وأردف: طيب يلا كلي
هزّت رأسها وبدت تأكل وتغصَب نفسها على الأكل تجهَل ليه بس مؤقنه بإنها مو مستعده لأجل تواجه عَالم جديد بوسَط كل ضجيج روحها ..
رفعت رأسها وهي تشوفه يتأملها ونطَقت بإستغراب: بغِيت تقول شيء؟
هزّ رأسه بالنفِي بينما أردفت هِي: طيب لا تمعّن النظر فيني كذا
أردف ألبدِر وهو مبتسَم: وليه ما أتمعَن؟
ألسدِّيم مسحت فمهَا وقامت وهي تردَف: بس .. تقدمت ناحية المغسله وهي تغسل وتجفف يدهَا ..
مشَى وراها للمغسله ووقف خلفهَا تمامًا وهي تمسَح يدها,رفع يده وهو يشغل المويه ويغسل وذراعه محاوطه خصرها ..
ألسدِّيم توسعت عيونهَا وأحنَت رأسها: ش شقاعد تسوي ب بعد أبي أمشي!
ألبدِر ضَل يغسل يده وهو رافع يدينه حوالين خصرها: طيب أمشي
حَاولت تطلع لكن ذراعه محاوطتهَا: افف ماراح تبعد يدك يعني!
سكر المويه وهو ينَفض يده من الماء وعينه عليها: ألبسي عباتك بنطلع للسوق
ألسدِّيم أنحنت وهي تطلع من تحت يده وقفت وهي تعدَل نفسها: ومن قال اني أبي السوق؟
ألتفت يناظرها وهو عَاقد حَاجبه: لازم أذكرك إنه مافي ملابس لنا هنا؟
ألسدِّيم أستدركَت وهزّت رأسها: طيب طيب .. ماهِي غير دقايق معدوده وتواجدوا الأثنِين بالسيَاره بصمَت محكم بينهم لِين أردف وهو يناظر في الطريق: ودّك بمكان معين؟
ألسدِّيم ناظرت فيه وهزّت رأسها بالنفِي: لا عادي أيّ مكان يرضِيك
ألبدِر هزّ رأسه بصمَت وبدأ يسوق لِين ما قطَع الصمت صوت ألسدِّيم الي أردفَت بتوتر ظاهر بصوتها: ماقلت لي كم أخوان عندك؟
ألبدِر أبتسَم من جَابت الطاري وكسرَت الصمَت: ماعندِي أخوان لكن عندي ولد عمي بـتّال أعدّه أخوي وعضيدي وسندي بعد وأحنا عايشين بين حمولتنا وربعنا ربيت بين عيال الجماعه وكلًا منا عضيد للثاني لكن الله عطانِي أخت خذّت كل الغلا الي بصدري وعندي أم مافي مثلها على وجه الأرض من زود طيبها ودّك تخفينها ومحد يشوف هالطيب كله والحمدلله أبوي موجود وما مرهَا ولا مرنا قَاصر بيوم
ألسدِّيم كانت تنصَت وهي مبتسمة لانها تستشعر الفرَحة والفخر بنبرة صوته أردفَت وهي مبتسمة: أنا مثلك ماعندي خوَات بس عندي أخويّن مافي مثلهم بهالأرض من زود حبهَم لي يبيعون عافيتهم ويشترون عافِيني ومن كثّر الغلا باعنِي وأشترى الشرف,ضحكت ومسحَت الدمعه الي طَاحت من عينها وأردفت: وأمي اه يألبدِر أمي كاملة وما أقدر أوصفها لك بالكلام لكن شفت إذا قالوا لك الموت عندها أرحم من جرح واحد من ضناها؟ أي هذي أمي ترضى بكل السوء يصيبها بس ما تشوف أحد فينا يشتكي من وجع او قاصر او سوء وأبوي ما قد مر يوم وحسسني بإحتياجي لشيء ويحاول يكون لي الكل بالكل مو بس الأب .. تنهَدت وهي تعرف إن الشوق أنتهَك قلبها وهذي المره الأولى لها تبعد عن والديها وتجهَل حالهم
ألتفت وهو يناظرها وأدرَك إن الحنِين صَابها وما حبّ يتملكها الحزن: أمي ناويه تسوي لنا عرس حطي في بالك لاجيتي تشترين تاخذين شيء للزفاف
نَاظرت فيه وهي عاقده حاجبها: كيف يعني؟
ألبدِر ضحك وهو يناظر في الطريق ويسوق: الي سمعتيه ولدها الوحِيد وتبي تفرح فيه
ألسدِّيم تمعنت فيه وأردفت: أشوف الولد الوحيد مستانس أكثر من الأم!
ألبدِر ألتفت وهو يتأمل عيونها: ما تبيني أستانس؟
ألسدِّيم هزت رأسها: أكيد! لأنه زواجنا بالإجبار والإكرَاه وماهو زواج
ألبدِر وقف السياره قريب من المول وألتفت وهو يناظر بوجهها الي متهجم: كيف بالإجبار وإحنا عاقدين القران بالرضَا
ألسدِّيم توترَت من وجود وجهه على مقربَه منها وصدَت: عاد أنت تدري إنه ماهو زواج منطقي فلا تفرح
رفع يده وهو يلف وجهها ناحِيته ويهمس وعِينه عليها: منطقي او مو منطقي أبيك تشترين أزهى مافي السوق بالأول والأخير أنتي زوجة ألبدِر
ألسدِّيم بعدت يده عن ذقنها وهي تحَس بحرارة وخجل: بالأول والأخير أنا بنت ألفِيصَل الي يزهَاني كل الزين وكل ما ألبسه يزّين حتى لو إنه شيّن ..
فتحَت الباب ونزلت وهي مو قادره تتحمَل وجودها بالسياره معه بهالقرَب وبعد تصرفاته,من نزل وراها ألتفتت وهي تنَاظره: شرايك تقعد بالسياره وتعطيني البطاقه وأشتري الي أبي ومن أخلص اجيك لان ماأعرف أتسوق مع أحد
ألبدِر تمعَن فيها وهز رأسه بالايجاب وهو يطلع بطاقته ويمدها لها: أنا هنا لا تطولين وتخليني أنادي عليك عند الأمن
ألسدِّيم ضحكت لا إرادي من تخيلت الموقف وأخذت البطاقه وهي تضحك: ما تسويها
ألبدِر أبتسم من شَافها تضحك وقرب ناحيتها وهو ينحنِي ويهمس بإذنها: عساها ما تنمحي من محيَاك واذا على السواه والله اسويها
ألسدِّيم جمدَت بخوف وتوتر من قرَب ومن همس وصارت أنفاسه على إذنها حمرَت إذنها من الحيَاء والخجل ومشت من قدامه بسرعه وهي ما ودها تلتفت ولا تطيح عينها بعينه ..
في مكَان ثاني وتحديدًا في الفلا الي غَلب عليه الجَوى والهَوى سكَتت وهي تتأمل عيونه بإبتسَامة مرتسمَة في مبسمهَا فتحَت فاهها وهِي على وشَك التساؤل ..
قطع نطقهَا أصبعه السبابه من أنوجَد بمنتصَف شفايفها وهو يمنعها من الحدِيث: اشش قلت لك كل شيء لك وماهو لغِيرك؟
أرتعَش جسمها من نبرَة صوته وقبضت يدها بتوتَر وخجَل,بعثرت نظراتها وهي تنَاظر حوالينه وتنتظر يشِيل أصبعه من محياها ..
إنحنَى وهو يجلس بجنبها ويبعد أصبعه وعينه تنَاظر في شعرها المذهَب وفكها المرسوم وشفايفها الي يتّوق لأجل يرتوي رحيقهَا,رفع يده وهو يبعد شعرها عن كتفها ويردف:
أثاري العمر مخبّي لي بجيتك نور
برقٍ شع ضيّه على حياتي كلها 
زفرَت من فرط الشعور الي داهم أيسرهَا وألتفتت وهي تجمع النظَر بين عينها وعِينه: أنتبه ترا كل العرب دوني وخلفِي وحولي ومحدٍ عطيته بالغلا نَص ما جاك
بَارق مسَك ذقنها بيده وهو يرفعه بخفه ويهمَس: ومحدٍ بيجي وبياخذ منك ما أخذته أنتبهي ترا أنتي وما فيك وما عليك مَلك قلبِي الي هَايم من أقصاه
مِيرَال توترَت من قربه الزَايد وتحركت لأجل تقوم لكَن صدمها من ألصَق شفته في شفايفها الي أرتجفَت من فزعها وحياها,غمضَت عيونها وهي تتركَه ينتهي من رغبته ..
أحتوى شفايفها بشفته بإنهزَام ورغبه جَامحه محتويته أمتصهَا بشغف ورغبه وهو يرتوي منها ويروي قلبه الهيَمان لحد ما أرتفع وهو يشوفها مغمضه وبقمة الحيَاء ..
من حسَت بانه أبتعد عنها صدَت وفتحت عيونها وهي تتنفس بقوه ..
حط يده على كتفها وهو يهمس: بشويش على قلبك النفس ماهو بطاير
لفت وهي تنَاظره بحيَاء: أبطِيت على أهلك ماودك تروح؟
بَارق ضحك وهو يدري إنها خجلانه منه: كانت أبطِيت علي صارت أبطِيت على أهلك هذي الطرده يعني
مِيرَال أتسّع مبسمها وكَل مافيها متورَد من زود الحيَاء والخجل
بَارق تمعَن بالنظر فيها وهو مستَلذ بشوفتها ضعِيفه قدَامه والخجل مستوطنَه هزّ رأسه وعِينه عليها: زين يلا تراني بمشي
مِيرَال رفعت رأسها وطَاحت عينها بعِينه وهزت رأسها: أنتبه لك
أبتسم بَارق في وجهها وأشر على خشمه وهو يمشَى تاركها ببعثرة قلبها ..

أنتي قصّيدة غزل لاجيت أبكتبها // أغار من واحدٍ يتخيل أوصافكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن